تظاهرة شبابية تعرض 150 مشروعا تجاريا مبتكرا في السعودية

أخبار

الخبر: إيمان الخطاف

الابتكار ولا شيء غيره، هذا ما يعيشه اليوم الجيل الجديد من أصحاب المشاريع التجارية في السعودية، محاولين اكتشاف مجالات غير مسبوقة، ليسجلوا فيها حضورهم، خلال مشاركتهم في معرض شباب وشابات الأعمال، الذي أقامته غرفة الشرقية بمدينة الخبر هذا الأسبوع، وضم 150 مشروعا من مختلف المناطق السعودية، والتي شدت انتباه زوار المعرض، ممن أبدوا إعجابهم بالأفكار غير التقليدية التي تبدو للوهلة الأولى ذات مخاطرة عالية.

من ذلك، مشروع يحمل مسمى «تاكسي الدمام»، حيث يقول صاحبه محمد القحطاني «المشروع يتكون من عدد من السيارات الحديثة والمرخصة من الجهات المختصة (وزارة النقل وهيئة الطيران المدني)، ويعمل داخل المنطقة الشرقية وكافة مناطق المملكة، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي»، ويتابع بالقول: «نقوم بنقل العملاء وكذلك تسلم ونقل وتسليم البضائع من الشحن الجوي وشركات الشحن المختلفة».

ويكمل القحطاني حديثه بحماسة عن مشروعه الأول من نوعه في المنطقة الشرقية، قائلا: «نقدم خدمة (واي فاي) في كافة السيارات وكذلك الماء البارد مجانا، ويصل التاكسي بسهولة إلى أي مكان، حيث يستخدم برنامج الخرائط (جي بي إس) دون عناء الإرشاد بالهاتف»، في حين يؤكد أن المشروع يمتلك سيارات عائلية وحديثة حسب الطلب.

أما الشاب خيران الدوسري، فلقد تميز بمشروع مختلف وجديد من نوعه، حيث تعد مؤسسته هي الوكيل الحصري لطفاية حريق صغيرة الحجم؛ تعمل على إطفاء الحرائق من خلال رميها على النار مباشرة، وهو ما سعى للترويج إليه خلال المعرض، قائلا: «يمكن استخدامها في المدارس والمستشفيات والفنادق والمنازل والمباني التجارية للوقاية ومكافحة الحريق».

ويتابع الدوسري حديثه بالقول: «لا يحتاج المستخدم أكثر من رمي العبوة على النار لإخمادها، وكذلك هي تساعد على شق الطريق من وسط النيران لعمل مهرب وإنقاذ الأرواح»، وحظيت طفاية الحريق هذه على اهتمام عدد كبير من الزوار، الذي شدهم اختلاف المشروع عن بقية مشاريع الشباب الأخرى، خاصة مع الوعود السحرية التي يقدمها لهم، في كون الطفاية صديقة للبيئة وصالحة لمدة 5 سنوات.

ولم تقتصر ساحة تميز المشاريع التجارية على الشباب فقط، إذ كان لشابات الأعمال حضور لافت أيضا، خاصة مع مشاركة نحو 50 مشروع نسائي داخل المعرض، ومن ذلك التجربة غير المسبوقة للسيدة نوره مطاري، التي تعد صاحبة أول مكتب تعقيب نسائي في المنطقة الشرقية، تحت مسمى «مكتب اتجاهات المملكة للخدمات العامة»، المختص بخدمة مراجعة الدوائر الحكومية وتخليص المعاملات، وهو ما يعد كسرا لاحتكار الرجال لهذه المهنة التي ظلت لسنوات طويلة حكرا عليهم.

إلى جانب مشروع نسائي آخر غير مسبوق، وهو عبارة عن مكتبة متخصصة لبيع كتب الأطفال العربية، تحت مسمى «مكتبة حكاية قمر»، لصاحبته هاجر التاروتي، التي تقول عن مشروعها «هي مكتبة مرخصة من وزارة الثقافة والإعلام، لبيع كتب عربية منتقاة للأطفال من عمر عدة أشهر وحتى 16 سنة، وتقدم أنشطة موجهة للقراء الصغار واليافعين، وأيضا للمربين، وذلك في إطار عملية تكاملية تجمع بين توفير الكتب الجيدة وخلق العلاقة الوثيقة بها لدى الأجيال».

وكان الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، قد افتتح معرض وملتقى شباب وشابات الأعمال الذي تنظمه غرفة الشرقية بالشراكة مع شركة معارض الظهران، وتجول داخل المعرض مشيدا بما شاهده من أفكار مميزة ومشاريع رائدة، ناصحا المشاركين والمشاركات بمزيد من الاجتهاد لتقديم الأفكار المختلفة في السوق السعودية، والتي بإمكانها دعم الاقتصاد الوطني وفتح مسارات تجارية جديدة ومختلفة عن الصورة النمطية للتجارة المحلية.

وأوضح عبد الرحمن الراشد، وهو رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، أن «الغرفة تدرك دور الشباب عامة في بناء الوطن، وتعزيز دعائم مستقبله، كما تدرك دور شباب الأعمال خاصة ضمن هذه المهمة الاستراتيجية الكبرى»، حسب قوله، مضيفا: «الغرفة تنطلق في وضع تصورها هذا موضع التطبيق على أرض الواقع من أهدافها ومحاورها الاستراتيجية، حرصا على الإسهام في تعزيز مسيرة التنمية ودعم أداء الاقتصاد الوطني».

وأفاد الراشد بأن تفعيل دور الشباب بشكل عام أصبح ضرورة، كونهم يمثلون «المستقبل»، ونظرا لما يمتلكونه من قدرة على التفاعل مع تقنيات عالمنا المعاصر، والتي باتت تشكل أداة مهمة من أدوات التقدم، فضلا عن أنهم القوة الأبرز الدافعة لحركة البناء في بلادنا، والشريحة الاجتماعية الأقدر دائما على رفد هذه الحركة بقواها الفاعلة، حسب قوله.

المصدر: الشرق الأوسط