عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

تلويحة

آراء

تأثرت روث هاندلر وهي تشاهد ابنتها تبكي كلما تمزقت دميتها الورقية. صنعت لابنتها باربرا دمية على شكل طفلة من بلاستيك حتى لا تنزف ابنتها أكثر، لكن لم تعجبها. قررت الصغيرة أن تحول الدمية الطفلة إلى شابة. وضعت على وجهها مساحيق ولونت شعرها. لم ترق الدمية للأم. تشعر بالرعب كلما شاهدتها. أخفتها غير مرة عن ابنتها. بيد أن البنت كادت أن تموت من البكاء عندما تبحث عنها ولا تجدها.

بحثت هاندلر عن حلول بديلة في الأسواق فلم تجد. عرضت على زوجها إليوت – شريك في شركة ماتيل للألعاب – فكرة تصميم دمية على شكل عروسة مراهقة يقدمها لابنتها وآلاف البنات الصغار المهووسات بالمراهقات، لكن زوجها رفض متذرعا بأنهم لا يصنعون دمى ولو صنعوا لن تكون على شكل فتاة مراهقة بل طفلة. ألحت زوجته عليه أن يعرض الفكرة على شريكه لكنه أصر على رأيه. اشتد الخلاف بينهما وطلب منها أن تعود إلى سابق عهدها لا تتدخل في عمله ولا يتدخل في عملها. استجابت هاندلر وقطعت عهدا أمامه ألا تفتح معه هذا الموضوع مرة أخرى. وامتنانا من زوجها على توقفها عن النقاش في موضوع صنع الدمية المراهقة قرر أن يأخذها مع الأطفال في رحلة من أمريكا إلى أوروبا. وأثناء تجول العائلة في إحدى أسواق ألمانيا انجذبت باربرا إلى دمية عروسة تدعى “بيلدليلي”، وهي فتاة مستوحاة من شخصية مشهورة تظهر في قصة هزلية تصدر في صحيفة “بيلد” الألمانية وهي من رسم رينهارت بيوثن.

اشترى الأب العروسة لابنته فأصبحت تصطحبها معها في كل مكان حتى إلى فراشها. عندما عادا إلى أمريكا قام الزوج إليوت بتقديم المهندس والمصمم، جاك ريان (يعمل في شركة ماتيل للألعاب)، إلى زوجته. قال لها: هذا هو الشخص الذي سيساعدك في تصميم العروسة التي تتطلعين إليها. فعلا قاما معا هاندلر وريان بتصميم شخصية “بيلد ليلي” مطورة عام 1959 وأطلقا عليها اسم باربي، تيمنا باسم “دلع” ابنتها باربرا. وظهرت لأول مرة في معرض الألعاب الدولية في نيويورك. وخطفت الألباب منذ ظهورها الأول. وبناء على الإقبال الكبير تم إنتاج 350 ألف باربي كدفعة أولى. ومنذ ذلك اليوم أصبحت باربي علامة تجارية مفضلة لدى الملايين من الأطفال حول العالم.

ولادة باربي تجسد حقيقة ثابتة “احضن فكرتك وارعها”. الفكرة التي تلوح لك من بعيد عانقها. الأشياء الجميلة قد تبتسم لك، لكن ستدير ظهرها لك إذا لم تمنحها ما تستحق من اهتمام. الخطابون كثر والجميلون قليلون.

المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com