ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

حتى الإجازة عندنا مؤامرة!

آراء

لا أدري كيف يمكن لموضوع مثل تغير الإجازة الإسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت أن يصبح قضية خلافية ومسألة تتعلق بالهوية وبالأصالة وبكل القيم التي نؤمن بها كمجتمع سعودي عربي مسلم.

التشبه باليهود، أجدد تلك التهم التي ساقها البعض ممن يرى كل تغيير في المجتمع مؤامرة على هويتنا وتراثنا وديننا الإسلامي، وكأن الطريقة الوحيدة لغزو عقول المجتمع هي أن يتم ذلك من خلال تغير يومي الإجازة الرسمية، في حين أن الغزو الخطير الذي يغزونا من بعض متطرفي الفكر الإقصائي هو أخطر على وحدتنا وهويتنا من هاجس التغيير نحو الاندماج بالمحيط.

في كل دول الخليج وهي الدول التي تتشابه معنا في كل التفاصيل الاجتماعية منها والدينية يتمتع المجتمع بيومي الجمعة والسبت في أجواء من التحضر والاستمتاع، يجعلني أفكر في أبناء وطني المعارضين وأشفق على ذلك المرض الذي أصيبوا به والذي يرى في كل شيء خطرا وفي كل تغيير مؤامرة، وفي كل نَفَس خروجا عن العرف والدين.

كنت أعمل منذ أعوام في مكتب “السعودية” لإحدى الشركات العالمية، وكغيرنا في السعودية كنا في المكتب نستمتع بعطلتنا الأسبوعية يومي الخميس والجمعة، في حين كان زملاؤنا في مكاتب الشركة حول العالم يتمتعون بإجازاتهم يومي السبت والأحد، مما كان يعني أن أربعة أيام من الأسبوع لم يكن من الممكن التعامل فيها بيننا، الشيء الذي كان يؤدي إلى تضاعف الجهد علينا في الأيام الثلاثة الباقية لتعويض الوقت الضائع وردم هوة الخسائر المتوقعة من ذلك الانقطاع.

تغيير الإجازة ليومي الجمعة والسبت ليس قضية دينية ومسألة تمس الهوية كما يروج لها ذلك البعض الخائف من كل شيء، بل هي ضرورة اقتصادية لبلادنا إن كنا ما زلنا نؤمن بدورنا الريادي في المنطقة، فكيف لنا أن نتصدر المشهد الاقتصادي ونحن نرتاح عندما يعمل العالم ونعمل عندما يرتاح، أليس في ذلك دليل على أننا نرغب في أن نعيش لوحدنا!

كنت آمل من مجلس الشورى أن يرفع التوصية لمجلس الوزراء بالموافقة على إقرار التغيير بدل إضاعة الوقت بالموافقة على فكرة دراسة الفكرة، لماذا نريد دائما أن نعمل كل شيء على طريقتنا، أليست تجربة دول الخليج خير دليل على إمكانية تنفيذ الأمر وتحقيق الفائدة منه!

المصدر: الوطن أون لاين