دعوهم يهاجرون..

آراء

ـ من حق الناس أن يحلموا بتربية أطفالهم في جو صحي ومتصالح مع الحياة، ولأن ذلك لا يحدث بكل أسف في أغلب الدول العربية، فإن الناس يهاجرون دائماً ويبحثون عن جنسيات تحترم آدميتهم وأحلام أطفالهم، والسعيد من تتوفر له فرص الهجرة..

ـ لا تلوموا العقول العربية المهاجرة؛ فأبسط حقوقهم أن يعيشوا في منأى عن هذا الجو الفاسد الذي يعيشه أغلب العرب في بلاد الفوضى السياسية تحديداً.. إن هجرتهم اضطرارية وليست اختيارية أبداً؛ اضطرار واقع عنيف وجاهلي ومتخلف، وليست هجرة ترف أو مباهاة كما يظن بعضهم.

ـ لماذا تريدونهم أن يبقوا معكم؟ ليشاركوكم في مبايعة الخلفاء المزورين؟ أم ليساهموا معكم في كتابة القصائد الفاخرة عن رؤساء المليشيات التي تتكاثر كالنمل؟ أم إنكم تحاولون الاحتفاظ بهم كي يصبحوا عالة على العالم؟ الهجرة قد تكون حلاً حينما تتوافر شروطها.

ـ كل عربي يستطيع الهجرة أو يحصل على جنسية تحترم آدميته؛ عليه أن يبادر إليها فوراً، وأن لا يفكر ولو للحظة واحدة في التأجيل أو إعادة التفكير.. قد يعود إلينا هؤلاء المهاجرون بحلول لعاهاتنا المستديمة.. من يدري؟!! وقد يتكاثرون هناك فيمسكون بزمام الأمور في يوم من الأيام.. من يدري أيضاً؟

ـ على الأقل قد يستطيعون تحسين صورتنا المختلة في كل بلاد العالم، وقد يخدموننا في المستقبل حينما يعودون إلينا بأطفال متعلمين ومتحضرين لا يحبون القتل، ولا يبايعون الخلفاء المزورين، ولا ينحرون جيرانهم على الهوية.. لا تلوموهم، ولوموا الواقع المأزوم الذي لم يكفل لهم حياة مستقرة، ولا معامل أو مختبرات صالحة للإبداع العلمي.

ـ الإنجاز الحقيقي الذي يقدمه كل أب عربي لأطفاله هو أن يحصل لهم على جنسية في أي بلد يحترم حقوق الإنسان، وعليكم أن لا تستغربوا إن تكاثرت طوابير الهجرة أكثر من ذي قبل.. كلهم يبحثون عن مخرج من مستنقع ما!!

المصدر: الشرق