أعراض جانبية للنفط

آراء

ــ نحن نتعافى ببطء من إحدى عاهاتنا المزمنة خليجياً، وهي الشعور بالفوقية التي ساهم رفاه النفط في صناعتها وترسيخها، وهذه الفوقية هي سر شقائنا الكبير في التعامل مع الآخرين، الذين يعتبرهم بعضنا مجرد كائنات ولدت أصلاً لخدمتنا والسهر على راحتنا.. ياي!.

ــ الكائن الخليجي (المخدوم) يهبط من عليائه مرغماً حينما يشعر أن سباكه وسائقه ومدير أعماله أو معلم أولاده الخاص قد أصبح وزيراً أو رئيس دولة؛ بينما بقي هو مجرد كائن معطل الحواس، يأكل ويسترخي ويتجول في الأسواق بانتظام كي يشتري دون عقل.. شكراً لهؤلاء الناجحين الذين يعالجون مرضانا من أوهامهم الكبيرة والمضللة عن الحياة والبشر!!

ــ «سباك عندنا» أو «سواق عند الوالد» أو هذا مدرس ولدنا؛ قد تكون هي أكبر فواجع المستقبل حينما يكتشف هذا الكائن النفطي المدلل أن من كان ينظر إليهم بالأمس بنوع من الدونية قد فاقوه وتجاوزوه وسجلوا الفارق الذي لا يمكن اللحاق به.. (لا تشوف نفسك على أحد) وتواضع واصفح ما استطعت في كل أمور حياتك، فالدنيا كما يقولون «دوارة»؟!!!

ــ خلال تنعمنا الطويل بالنفط لم نهضم بسهولة أن عامل البوفيه قد يكون حاملاً لشهادة الدكتوراة، وأن «سواق» الوالد قد يحمل شهادة عالية في الاقتصاد، وأن «شغالتنا» أو جليسة أطفالنا المدللين قد تصبح وزيرة صحة أو رئيسة وزراء.. يا ساتر يارب.

ــ انتبهوا لمن يعملون معكم لا عندكم؛ هم ليسوا بلا مواهب وليسوا أقل منكم تعليماً أو معرفة، وكم أخشى أن يكون العكس هو الصحيح والصحيح جداً، ولذلك خذوا الأمور بمبدأ «رحم الله من عرف قدر نفسه» لستم وحدكم في هذا العالم ولم يولد الناس لخدمتكم؛ بل أنتم جزء من طريقهم إلى المستقبل، وربما جسور لا بد من عبورها في الطريق إلى المستقبل.

المصدر: الشرق

http://www.alsharq.net.sa/2014/11/13/1247928