خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

رمضانك ورمضانهم

آراء

كل إنسان يصوغ رمضانه بالطريقة التي يراها. هناك من يرسم صورة مثالية، تخالف الواقع. لكن مثل هذا الإنسان، لا يمكن الاعتداد برأيه، لأنه يتجمل.

وهناك من يتوخى أن يكون واقعه أفضل، ويضع جملة من الأمور التي تساعد على ذلك. وهذا التغيير قد لا يكون كبيرا، المهم أن يكون تغييرا قابلا للتنفيذ. والكلام هنا يدخل في باب السلوكيات والممارسات.

إن المبادرات الإيجابية في رمضان تبدأ من الذات، وتصبح أكثر تميزا، عندما تركز على بناء هذه الذات وتهذيبها. كن صادقا في كل حالاتك،

أن تكون جميلا، لا يعني أن يتضاد جمالك مع الواقع من حولك. حتى تضفي على هذا الواقع مزيدا من الجمال: كن أنت مرآة هذا الواقع، ولا تجعل الواقع مرآتك. فعلك هذا يحقق لك انتقاء ما يناسبك وغض الطرف عن أي شيء لا يروق لك.

عندما تجد شيئا مستفزا لك، سواء كان سلوكا أو حتى إنسانا، عليك أن تتجنبه بشكل كامل، إذ لا جدوى في التعامل مع أوضاع تحمل تجاهها مشاعر سلبية.

من المعلوم للجميع أن لغة الخطاب في رمضان، ينبغي أن تكون ألطف وأجمل وأصدق. والبيئة النفسية والبدنية يفترض أن تحفز على ذلك. لكن واقعيا البعض لا يستطيع كبح جماح غضبه، وهذه مهارة من الممكن أن تكون بيئة رمضان دافعا قويا لتحقيقها.

صحيح أن هناك صعوبات تكتنف ذلك، لكن من قال إن تعديل السلوك وتطوير المهارات مسألة ميسورة.

إن المعرفة متاحة للجميع، ولم يعد الحصول على المعلومة أمرا عصيا، لكن تحويل المعلومة إلى سلوك، هو الفعل الذي يحتاج إلى مجهود كبير.

في رمضان، وأنت تنتقل من دارك إلى محيطك الخارجي، وتتواصل مع الناس، لا بد أن تتذكر أن هذه فرصة لامتحان قدرتك على التحمل، وعدم الانفعال.

المصدر: الاقتصادية