عبدالله فدعق
عبدالله فدعق
داعية إسلامي من السعودية

“ساحلية” جدة إلى أين؟

آراء

مدينة الملك فهد الساحلية منشأة رياضية عملاقة تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحت رعايتها وتوجيهها، وقد تأسست قبل أكثر من عقدين من الزمان، على يد شركة ألمانية قامت ببناء مدينتين رياضيتين في المملكة؛ إحداها على شاطئ البحر الأحمر بمدينة جدة، والأخرى على شاطئ نصف القمر بمدينة الخبر، وهما نسختان مطابقتان لتلك الموجودة في جمهورية ألمانيا.. الفكرة الأساسية والهدف الأساس من المدينة الساحلية هو إتاحة الفرصة للأعضاء وضيوفهم للاستمتاع والاستفادة من أوقات فراغهم. المدينة تعد من أكبر المنشآت الرياضية في المملكة العربية السعودية، وتحتوي على صالة ألعاب رياضية ذات تصميم جيد، توفر التسهيلات اللازمة لألعاب الكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وألعاب الجمباز، وتنس الطاولة، وتضم مقاعد للمتفرجين تتسع لـ250 شخصاً. المدينة الساحلية تحتوي على حوض سباحة متميز بكامل الاحتياجات اللازمة، ويشرف عليه مدرب مختص وطاقم من المنقذين، ومجهز لإقامة البطولات. المدينة تضم مركزاً جذاباً للغاية فيه 12 مساراً للعب (البولينج)، ومجهز بالكامل، ويشرف عليه مدرب مختص أيضاً. كما تحتوي على أربعة ملاعب دولية متجاورة للعبة (الإسكواش)، وملاعب (كرة الريشة الطائرة)، وتخضع لإشراف مدرب خاص، وتقام عليها دواري ـ جمع دوري ـ داخلية، وتتضمن مكاناً خاصاً للمتفرجين. وتحتوي كذلك على ملعب كرة القدم (سداسيات)؛ مخصص لتمارين كرة القدم (كبار, ناشئين, براعم)، وهو ملعب مجهز بالكامل بإنارة ومرامٍ ـ جمع مرمى ـ ، وتحتوي المدينة أيضاً على ملاعب خلفية لكرة الطائرة الشاطئية, ولكرة القدم الشاطئية, وصالة مجهزة بالكامل للياقة البدنية، ورفع الأثقال، وبناء الأجسام، وصالة (للساونا والجاكوزي) تحظى باهتمام الشباب وكبار السن، وصالة (للبلياردو والسنوكر) وتنس الطاولة مجهزة للبطولات الداخلية، وصالة لممارسة لعبة (التايكوندو) تحت إشراف مدربين على مستوى دولي عال، وتشتهر المدينة بلعبة التايكوندو، ودائماً ما تستضيف بطولاتها المحلية والخارجية. كما تضم المدينة مسرحاً احترافياً مجهزاً بالكامل للعروض المسرحية، ويتسع لحوالي 500 شخص، ويمكن تعديله وتهيئته لإقامة الندوات والمؤتمرات والاجتماعات، وتنقل فيه بعض المباريات المهمة، ويشهد إقبالاً كبيرا. هذا بالإضافة للمطعم المتخصص، والمقر الإداري الذي يحوي المكاتب الإدارية، ومكتب الاستقبال, والمصلى، والمكتبة، وصالة التلفزيون.

اليوم في (محافظة جدة) يوجد أكثر من 2000 عضو مشترك في مدينة الملك فهد الساحلية ـ ولو سمحت المدينة بزيادة الأعضاء لزادوا ـ هؤلاء الأعضاء أصابهم الاستغراب الشديد من الموافقة العجيبة على إيقاف اشتراكاتهم، وتسليم مدينتهم الساحلية لمندوبي فرع وزارة المالية بمنطقة مكة المكرمة، وأصابهم الألم الكبير بعد أن عرفوا أن السبب في إجراءات التسليم العجيب هو تحويل مقر مدينة الملك فهد الساحلية إلى مشروع (استثماري خاص).. الأعضاء في خضم آلامهم لم ينسوا خالص الدعاء بالرحمة والمغفرة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام الأسبق لرعاية الشباب، وصاحب فكرة مدينة الملك فهد الساحلية، ويلتمسون من ابنه الأمير نواف بن فيصل باسمه وبمنصبه أن يبذل كل ما في وسعه من أجل إيقاف التطاول بالبنيان على الأحلام، ويطلبون من مقام وزارة المالية مساعدة المستثمرين وأصحاب الرساميل ـ جمع رأس مال ـ بالبحث لهم عن مشاريع أخرى تسد رمقهم في أي مساحة أخرى من محافظة جدة، وبحول الله ـ سبحانه وتعالى ـ لن يعدموا أن يجدوا مساحةً لذلك ضمن مساحة 748 كم مربعا التي تبلغها عروس البحر الأحمر.

المصدر: الوطن أون لاين