سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

فكرة لورا..

آراء

جاءت امرأة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: «يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتِك فيه تعلمنا مما علمك الله». فقال صلى الله عليه وسلم: «اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا». فاجتمعن فأتاهن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعلمهن مما علمه الله.

أما David Lester فيروي لنا من كتابه How They Started قصة البريطانية Laura Tenison التي بزغ مشروعها التجاري JoJo Maman Bebe حين كانت طريحة الفراش في المستشفى بعد حادث جسيم تعرضت له في الريف الفرنسي، وشاءت الأقدار أن تكون مرافقتها في الغرفة أماً لطفلتين. وفي أحد حواراتها معها تحدثت السيدة عن صعوبة الحصول على ملابس جديدة لها ولطفلتيها، وأردفت قائلة: «حتى لو وُجدت الملابس فلن تتوفر فيها متطلبات الجودة بسبب صعوبة الذهاب للتسوق وهي على سرير المرض». كان هذا الحوار سنة 1992، حين ولدت الفكرة في رأس لورا، وبعد خروجها من المستشفى مباشرة شرعت بالتنفيذ وكانت ولا تزال على كرسيها المتحرك.

قامت بادئ ذي بدء بعمل استبيان لمعرفة حاجة السوق ودراسة الأوضاع بشكل عام، وطبعت منه 10 آلاف نسخة. ومن خلال هذا الاستبيان اكتشفت لورا أولاً أن في بريطانيا 500 ألف امرأة على وشك الولادة، وثانياً أن هناك حاجة ورغبة كبيرة في الشراء شرط أن تكون الملابس ذات جودة عالية.

بعد هذه النتائج المبشرة تعاقدت لورا مع مصنع خاص بتصميم وخياطة الملابس الجاهزة، وطبعت الكتالوج الخاص بمنتجاتها، ومن ثم بدأت البيع عبر البريد. واستكمالاً للقصة أقول إن الشركة ـ اليوم ـ لديها 35 محلاً تجارياً على مستوى العالم، وفي عام 2011 بلغت أرباحها 27 مليون جنية إسترليني.

المستفاد من قصة الصحابية الجليلة مع قصة لورا هو المفارقة، أو بتعبير أوضح هو الفرق بين أصحاب الأفكار أنفسهم، فثمة صاحب فكرة عظيمة تجول في رأسه وتدور في صدره ثم تسكن أو قد يدندن بها أمام الآخرين لكن من دون تنفيذ، وبالمقابل هناك آخر لم يبارح فكرته ولم يتركها حتى رآها مترجمة ومطبقة على أرض الواقع. فليس المهم هنا النجاح أو الفشل، فالنجاح لابد قادم مع توالي المحاولات الجادة.

اقرأوا كل قصص النجاح لتجدوا أن الفارق إنما يكون في التنفيذ. ولعل مسك الختام، هو التذكير بما روي عن الحسن البصري، إذ قال: «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل..!».

المصدر: صحيفة الرؤية