جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

قل لهم عن الحلم يا مارتن

آراء

«أقول لكم يا أصدقائي، بالرغم من الصعوبات والإحباطات، مازال لديّ حلم…»

مارتن لوثر كنج

وأنا أكتب هذه الكلمات كان يصادف الذكرى الخمسين لخطاب مارتن لوثر كنج، هذه الخطبة التي صنفت كأهم الخطب الأميركية في القرن العشرين. أمام أكثر من ربع مليون شخص من مناصري الحقوق المدنية، قرأ الخطبة وارتجل النهاية وقال جملته المشهورة التي أصبحت مقرونة به: «لديّ حلم». في ذلك الوقت كان يحلم بالمستقبل وبحياة أفضل. تحدث عن المساواة والعدل بين جميع فئات المجتمع. أراد أن تصل رسالته ولو عن طريق الحلم!.

في عام 1964 أي بعد سنة من خطبته المشهورة صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وبدأ عصر جديد ينبض في هذه الدولة العظمى، وبسبب دعوته إلى اللاعنف نال مارتن لوثر كنج جائزة نوبل للسلام في نفس هذه السنة وهو في الخامسة والثلاثين ليصبح أصغر من حظي بهذا الجائزة العالمية.

ظل يتحدث ويحلم إلى أن اغتيل بعدها بأربع سنوات في ولاية تينسي على يدي أحد المتطرفين الذين يؤمنون أن الحياة خلقت لهم وحدهم وعلى طريقتهم.

كان يملك الكثير من الخيارات لإيصال رسالته وحقوق مناصريه واختار اللاعنف وقدم حياته ثمناً لمبادئه. كان متيقناً أن العنف لا يحل القضايا. كان هو وكلماته في قلب المعركة ولم يؤذِ أحداً، ولم يطالب بالسلطة، بينما نجد اليوم بعض الجماعات تقتات بالعنف وتدفع الجماهير لمصير مجهول، بخطاب طائفي يضعهم فوق الجميع. يحرقون كل شيء في سبيل حقوق باطلة ويهربون مختبئين، يدفعون بالآخرين للمواجهة بالنيابة عنهم.

خمسون سنة مرت والكل يتذكر كلماته، ترددها الأجيال بعده، كان لديه حلم تحققت معظم أحلامه، حتى بعد مماته.

«قل لهم عن الحلم يا مارتن» …

قل لهم كيف يستطيع الإنسان بأحلامه البسيطة أن يحقق الإنجازات العظيمة.

وكيف يستطيع الحلم أن يغير واقعنا ويغيرنا.

وأن الحياة تتوقف عندما تنتهي الأحلام.

«قل لهم عن الحلم يا مارتن»

يقال إن هذه كانت كلمات أغنية قديمة تأثر بها مارتن لوثر كينغ وختم بها خطبته المعروفة.

البعض يقول إن الحلم لم يكتمل بعد؛ فما زال هناك الكثير من التفرقة والعنصرية ضد الكثير من الأقليات ومنهم العرب والمسلمون، لكن هذا لم يمنع الكثيرين من الحلم بغد أفضل، وأن هناك من قدم حياته ثمناً ليأخذ الآخرون حقوقهم المدنية.

«لديّ حلم»… العبارة الأكثر حضوراً في الذاكرة الأميركية والإنسانية والتي غيرت الكثير من المفاهيم.

كان لديه حلم!

والسؤال موجه لك الآن: هل لديك حلم؟

المصدر: صحيفة الاتحاد