كوبا في عصر آل كاسترو: الببغاء العجوز لا تتقن حيلاً جديدة

أخبار

اليوم يبلغ الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو الـ90 من عمره، وكان قد أصابه المرض الشديد قبل عقد من الزمن، لكنه شفي بعد اجراء عمليات عدة معقدة لأمعائه، اضافة إلى مضاعفات ناجمة عن بلوغ كاسترو أرذل العمر، منها بعض القصور الدماغي. وكان رامون، الشقيق الأكبر لكاسترو، يشبه فيدل إلى حد كبير، قد توفي في شهر فبراير الماضي في عمر ناهز 91 عاماً.

وفي كل الأحوال فإن المهم هو توضيح دور فيدل في كوبا خلال الأيام الحالية. ومن المعروف أن فيدل كان الزعيم المطلق للثورة، حيث تمكن من تشكيل الدولة الشيوعية الوحيدة في أميركا الجنوبية، التي بقيت متعلقة بالماركسية اللينينية بعد اختفاء الاتحاد السوفييتي.

ويعتقد أنه من المهم فهم هذه السمة بالتحديد من شخصيته. ويبدو أن فيدل كاسترو شخص غير قادر على تغيير مسارات الأحداث. وسواء كان ذلك نتيجة اعتقاده الأعمى بالماركسية اللينينية، أو بسبب حالته النفسية المتصلبة التي تمنعه من تقبل وجهات نظر أخرى، أو لأنه اعتقد أن أي تغيير من شأنه تعريضه لخسارة السلطة، تظل الحقيقة أن كاسترو حافظ على دولة الحزب الواحد، وجعل السيطرة على الوسائل المهمة للانتاج في أيدي الدولة الكوبية. ولا يمكن نسيان ما دأب على ترديده في الأيام السابقة، حيث كان يقول دائماً «جزيرة كوبا ستغوص في البحر قبل ان نتخلى عن الماركسية اللينينية».

وإضافة إلى ما سبق، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، اختار فيدل كاسترو البقاء مع العالم المعادي للغرب، واستغل هذا العالم مع الرئيس البرازيلي السابق لويس اناسيو لولا دا سيلفا، لإنشاء ندوة ساو بالو. والهدف منها مواصلة النضال ضد الولايات المتحدة، وضد انشاء السوق الاقتصادية، وفي نهاية المطاف، ضد الغرب.

وعمل كاسترو لدعم نضاله على تجنيد الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز، نظراً لامتلاك هذا الأخير قوة البترودولار، وطور استراتيجية عرفت باشتراكية القرن الـ21، ولمعارضة أي اندماج بين الدول ليس على أساس اشتراكي، بالمعنى الغربي للكلمة.

وفي صيف عام 2006، كان الرئيس كاسترو في حالة مرض شديدة، وتعين عليه التنازل عن الحكم، وسلم راية الحكم إلى شقيقه راؤول. ولكن ما الذي فعله راؤول؟ لقد كرر نموذج فيدل كاسترو في السلوك، وألزم نفسه بمواصلة النموذج الشيوعي في الحكم الذي أسسه شقيقه فيدل. وقال راؤول في حينه، إنه سيتشاور مع شقيقه فيدل في جميع القضايا المهمة التي ستدخل مكتبه، وفعل ذلك حقاً، وأوضح تماماً أنه لم يأتِ إلى السلطة كي يتنازل عن الثورة، وإنما ليقويها.

ويمكن قول الأمر ذاته بشأن تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة الذي تم اعلانه في ديسمبر 2014. فقد استشار راؤول شقيقه فيدل، وأعطى هذا الأخير موافقته، ولكن بتأكيد واضح على أن النموذج الشيوعي للحكم سيظل هو المسيطر في كوبا. ولذلك فإن من السذاجة بمكان توقع دخول الاستثمارات الأميركية الى كوبا، ووصول السياح الأميركيين، وانهاء الحظر المفروض على هافانا، الذي سيجلب النظام الديمقراطي على كوبا.

وقرر فيدل وراؤول أنهما سيقبلان من التقارب مع أميركا كل ما هو مفيد لهما، ويرفضان أي شيء يضعف نظام كوبا السياسي.

المصدر: الإمارات اليوم