كوريا شريك اقتصادي

آراء

كوريا الجنوبية قد لا تكون شهرتها في الجانب السياسي في هذه المرحلة من الزمن، فقد أصبحت كوريا ضمن الدول العشرين الأكبر اقتصاداً كما هي المملكة، وأصبحت اليوم تحتل الترتيب الخامس عشر عالمياً من حيث الناتج المحلي، وكوريا الجنوبية أصبحت من الدول الأسرع نمواً بين فترتي الستينات والتسعينات الميلادية، وقصة نجاح كوريا مختلفة وفريدة من نوعها، فقد مرت بأزمات اقتصادية كما حصل في “النمور الآسيوية ” وتآكل اقتصادها كما حدث مع ماليزيا في فترة سابقة، ركزت كوريا على تقنية المعلومات وقد وُضعت هذه السياسات في عهد الرئيس كيم داي جونغ، دولة لا تملك موارد كبيرة ولا مساحة كما هو الحال في اليابان، ركزت الصناعة الكورية على السفن والسيارات والمنسوجات والحديد والصلب والبناء والتشييد، وكانت لها مبادئ ثلاثة ركزت عليها “الاجتهاد، والاعتماد الذاتي، والتعاون” وكانت الركيزة التي استندت إليها، كوريا اليوم اقتصادياً تتبوأ مكانة عالمية مؤثرة من خلال ماركات عالمية “سامسونغ، هونداي، كيا، هنكوك، دايو، سي جي قروب وغيرها عشرات الماركات”.

المملكة اليوم بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عراب رؤية 2030، والذي يقوم مرحلة مهمة من تاريخ المملكة والتحول والتوزان، بتنويع مصادر الدخل والإصلاح الاقتصادي، يضيف اليوم بسير رحلته في طريقه لقمة العشرين، زيارة لكوريا الجنوبية ذات القوة الاقتصادية والبعيدة عن السياسة وما يحمله العالم اليوم من تجاذبات، وكوريا اليوم شريك مهم اقتصادياً للمملكة فالمملكة أكبر مصدر للنفط لكوريا تمثل 30 % من إجمالي وارداتها، وحجم التجارة البينية 30.2 مليار دولار لعام 2018 ولازالت تحقق النمو، وخلال عشر سنوات بلغ التبادل التجاري ما يفوق تريليون دولار، وهناك العديد من المشروعات لشركات سعودية كأرامكو وشركات البتروكيميائيات، رؤية سمو ولي العهد وزيارة كوريا تكرسان الدور المهم للبعد الاقتصادي والشراكة مع كوريا، في جوانب أكثر عمقاً من تصدير واستيراد تقليدي، فأصبحت اليوم هي شراكات أكثر عمقاً وبعداً يتوقع أن يكون المستقبل في الشرق ومن خلال أحد أهم الدول وهي كوريا أكثر أهمية للمملكة من أي بعد آخر، فرؤية سمو ولي العهد بالشراكة الاقتصادية ستعني مزيداً من تنويع الاستثمار بكل صوره ومتغيراته سيعني فرصاً أكبر للمملكة، وتنويعاً اقتصادياً كبيراً سيحقق أهدافه مستقبلاً وآخرها اتفاقيات الشراكة التي وقعتها أرامكو، كوريا اليوم أصبحت لاعباً رئيساً اقتصادياً وصناعياً، والمملكة تواكب هذا الركب والنمو والتغيير والتطوير.

المصدر: الرياض