لماذا يسرقون وقت الحوادث؟

آراء

كنا في السابق نستنكر تجمهر الناس في مواقع الحوادث لما يسببه من إعاقة للدوريات وسيارات الإسعاف. اليوم تطور الأمر الى استنكار السرقات في أماكن الحوادث. إنهم يسرقون -وعلناً- ضحايا الحوادث من مصابين ومتوفين.

يعلق أحدهم في (تويتر) أنه رأى شباباً يهرعون إلى سيارة انقلبت على الشارع العام، ظن أنهم يسعون لإنقاذ المصابين داخلها، وكانت المفاجأة أنهم سرقوا ما كان مع المصابين وهربوا. كان الفيديو الذي انتشر بعد حادثة صهريج الغاز في الرياض، الذي يصور تجمهر الشباب مكان الحادث بحثاً عما يستحق “السرقة”، يستفزنا للسؤال: لماذا فعل أولئك الشباب ما فعلوه وأمام الكاميرا دون خجل؟ هل الفقر دافعهم؟ أم انتشار ثقافة “العبث” في أوساط الشباب؟ أم هي حالة تعبير عن “فوضى” في مفاهيم القيم والعيب والمسؤولية؟

أين اختفت روح “الفزعة” التي كان كثير من شبابنا يتحلى بها وقت الأزمات وعند الحاجة؟ أمر مخجل أن تصل بنا الحالة إلى مشاهدة العشرات من شبابنا يتجمهرون في مكان انفجار ضخم، أصيب فيه ومات العشرات، وهدفهم البحث عما يمكن سرقته حتى لو كان أقلام رصاص. مرة أخرى نعود ونسأل: أين الخلل؟ هل لأن هؤلاء “الحرامية” واثقون أن عقوبة لن تطولهم حتى وإن سرقوا دون أقنعة وأمام الكاميرا؟

لنكن صريحين: ما لم تكن هناك عقوبات أكثر صرامة ضد من يعتدي على جريح أو ميت في حادث سير أو كارثة، كتلك التي وقعت في شرق الرياض، فقد يصبح هذا النوع الرخيص من الجريمة منظراً معتاداً عند كل حادث! أما وقد كشف فيديو كارثة الرياض قبل أيام عن عدد من الوجوه لحرامية الكارثة فإن أقل ما أتوقعه أن يتم القبض على بعضهم ومحاكمتهم. حرامية الحوادث والكوارث هم أنفسهم قنابل موقوتة تعيش وتنتشر بيننا!

 نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٣٦) صفحة (٢٤) بتاريخ (٠٤-١١-٢٠١٢)