عبدالله المديفر
عبدالله المديفر
مقدم برنامج (لقاء الجمعة)على قناتي خليجية والرسالة وبرنامج (في الصميم) على روتانا خليجية كاتب في صحيفة اليوم

لماذا يهربون من الدور 13؟

آراء

في أحد الفنادق وقفت بجوار شخص غاضب ويتجادل مع موظف مكتب الاستقبال الذي كان يكلمه بلطف بالغ دون أن يقدم له ماطلبه، وفهمت من النقاش الساخن أن هذا النزيل الجديد معترض على رقم الدور الذي سيسكن فيه حيث تحمل غرفته الرقم ١٣١٣، فهي الغرفة رقم ثلاثة عشر في الدور الثالث عشر وكان صاحبنا هذا يتشاءم من الرقم ١٣ بطريقة غير عادية والموظف يخبره أنه لا توجد غرف أخرى متاحة للتبديل، حاولت حينها التدخل وعرضت على الموظف أنه بإمكاني مبادلته الغرفة، ولا أستطيع وصف الفرحة الهستيرية التي حلت بهذا النزيل وكأنني رحمة مهداة نزلت عليه من السماء !!، وفي صباح اليوم بعد التالي التقينا في المطعم وسألني عن راحتي في الفندق فقلت له: كان سكني في الدور ١٣ من أكثر الليالي جمالاً، فرد قائلاً: هل تعلم أنه توجد فنادق في الغرب لا يوجد بها دور رقمه ١٣ لأنه شؤم، فبعد الدور ١٢ ستجد الدور ١٤، فأجبته بأن رسولنا الكريم سئل عن أناس يتطيرون، فقال: ( ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم).

«التشاؤم» هو طريقة تفكير تقودنا للسلبية دائماً، بعكس المتفائل الذي يفكر بإيجابية دائماً، وكما يقول بايرون: (المتفائل يرى ضوءاً غير موجود، والمتشائم لا يصدق الضوء الموجود)، والخير بلا شك هو بالتفاؤل فرسولنا الخبير يقول: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وعلق إبراهيم الفقي -رحمه الله- على هذا الحديث بقوله:

(هذه الجملة فيها ٦٧٢ قانوناً من قوانين نشاط العقل الباطن)، وكان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل دائماً، ولذلك فالحياة ستكون أجمل بتخلصنا من التشاؤمية السلبية في التفكير.
لن نتخلص من عقلية الدور الثالث عشر إلا إذا بنينا أدوارنا على أساس الفأل العميق، فلا تتعامل مع الفأل باستحياء بل اركبه بإصرار، وابحث عن النور في كل ظلمة، فالمتشائم كما يقول جبران خليل جبران لا يرى من الحياة سوى ظلها، وأعجبتني كتابة حاكم دبي قبل يومين حينما قال: (الاستطلاع الذي شمل ١٦ بلدا عربيا جاء فيه أن شباب الإمارات هم الأكثر تفاؤلا بالمستقبل.. الإيجابية أصبحت جزءا من هويتنا)، فالشيخ محمد بن راشد يسعى لأن تكون الإيجابية جزءا من الهوية.

عندما تنخفض ثقتنا بأنفسنا نلجأ إلى التشاؤم، فالتشاؤمية أسلوب نعبر به عن عجزنا وضعفنا، وعندما نحس أننا فقدنا التحكم بالأشياء تحضر التشاؤمية لتعبر عن الحال العاجزة.
تخلصوا من عقدة الرقم ١٣ حتى لا تتحول الحياة إلى مجموعة من العقد.

المصدر: اليوم السعودية