جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

ماذا لو كنت تملك الأفراح؟

آراء

يقول الشاعر إبراهيـم خفـاجي في إحـدى قصائـده المغنـاة: “يا ريتني أملك الأفراح وأتصرف بها وحدي!”

عند سماعي تلك الكلمات قفزت إلى ذهني مجموعة أسئلة، ماذا لو أننا نملك الأفراح؟ ولمن سنقدمها؟ وهل هناك من يستحقها ومن لا يستحقها؟ قد يبدو هذا الموضوع بسيطا لكنه مع بساطته لا يخلو كثيرا من التعقيد ! فكلنا نستحق الفرح ونبحث عنه وفي سبيل الأفراح نذهب أحيانا إلى أبعد الأمكنة بحثاً وحباً عنه وله. هناك من يقضي العمر كله يبحث عن الفرح

وفي المقابل هناك من يعيش العمر كله يقدم للآخرين الفرح وهذا هو محور موضوعنا.

بعض الابتسامات فيها من الجمال ما يجعلها قمة في الجمال

 مرحى للذين يقضون حياتهم في خدمة الآخرين في سبيل زرع بساتين المحبة والسعادة ليستظل بها الجميع، وكنت فيما سبق أستغرب وأنظر بكثير من الإعجاب للذي يقدم سعادته على سعادة الآخرين وقد قال لي صديق مرة إن “الحياة عطاء” في المقام الأول وعندما تتأمل جيدا في المعنى تستطيع بكل سهولة أن تفكك رموز الفرح وتفهم شفيرة السعادة. بعض من جماليات الحياة في العطاء بلا مقابل وعدم انتظار أي مقابل.

البكاء لا يعبر عن الحزن..ولا الابتسامة تعبر عن السعادة..تأمل بعمق هناك شيء خلف تعابير الوجوه.

رغم أن الابتسامة هي تحريك بسيط لعضلات الوجه لكنها بقدرة سحرية تقدر أن تصل بنا الى أبعد من ذلك وتحرك مشاعر الآخرين وتؤثر في نفسياتهم، كيف تستطيع ابتسامة صغيرة لمدة ثوان معدودة أن تؤثر فينا؟ وتحركنا لنشعر بذواتنا بطريقة مختلفة، نحن نتأثر بالآخرين بكل بساطة

ومخطئ من يظن أن الكلمات هي السلاح الوحيد للفرح والسعادة، هناك قوة خفية خلف حركاتنا وأفعالنا نؤثر بها ونتأثر بها وقد يكون الصمت دليلا على ذلك حيث يستطيع الصمت أحيانا أن يعبر ويوصل رسائل قوية لا تستطيع كثير من الكلمات إيصالها. قليل من يفهم تعابير الوجوه

ويستطيع قراءة المشاعر خلف قناع الحزن والفرح، فما تراه دائما ليس الحقيقة، الناس يخفون الكثير من المشاعر والأحاسيس خلف الجدران. من يستطيع أن يفهمك ويقدر حاجتك هو فقط من يستحق أن يكون بقربك.

لو أملك الأفراح لكنت قدمتها على بساط من الحب لكل الأمهات المكلومات ولمسحت بحروفها رؤوس كل اليتامى ونثرت عطرها على الفقراء وكل من ضاقت به السبل لكنت جففت بها أدمع و حاربت بسلاحها فلول الحزن و ضمدت ببلسمها جراح الألم، لو كنت أملكها لتصرفت بها كمبذر! أوزعها ذات اليمين وذات الشمال وسيكون لكل محتاج من رصيدها نصيب.

هل سألت نفسك يوما ماذا ستفعل لو كنت تملك الأفراح!

 المصدر: جريدة الاتحاد