ما حكم الغناء في رابعة؟!

آراء

ـ في السعودية يحارب الإخوان الغناء والموسيقى، والعروض المسرحية، وعمل المرأة في بعض الأماكن بحجة الاختلاط؛ بينما لا يقولون شيئاً عن الموسيقى الصاخبة في ميدان رابعة العدوية قبل وبعد كل صلاة، ولا ينكرون الاختلاط بين الرجل والمرأة هناك الذي يصل إلى حدود مزعجة ومستفزة!

ـ إخوان السعودية يُشنعون على المرأة التي لا تُغطي وجهها في جدة والرياض والدمام، وهم أيضاً ضد عملها كاشيرة ومضيفة وحتى ممرضة، ويرون ذلك من المنكرات والتفسخ الخلقي؛ بينما لا يجدون غضاضة في التعامل مع نساء الإخوان كاشفات الوجوه في مدينة نصر، ويشيدون بما تقدمه الممرضة والطبيبة والمضيفة المصرية دون أي تحفظ، وطبعاً إن كن من نساء الجماعة فقط!

ـ في معرض الكتاب يعترض إخوان السعودية على كثير من الروايات والكتب الفلسفية المترجمة بحجة محاربتها الدينَ، ودعوتها إلى الإلحاد والجنس، ويقدمون لنا في كل عام صورة مقيتة عن ضيق الأفق والأحكام النمطية الجاهزة؛ بينما لا نرى هذه النبرة التشنجية منهم حينما يسافرون إلى مصر، حيث يُظهرون هناك وجهاً تصالحياً ومنفتحاً لطالما تمنيناه هنا!

ـ صحيح أن لكل بلد ما يناسبه؛ لكن الصحيح أيضاً أن الإنسان الذي يعيش بأكثر من وجه هو إنسان متلون ونفعي بامتياز، وغالباً لا يقول الحقيقة ولا يمكن تصديقه في مزاعمه الدينية تحديداً؛ لأن أقواله وأفعاله دائماً لها أكثر من وجه!!

ـ الصفحة المكفهرة التي يُظهرها الإخوان هنا؛ هي ليست نفسها الصفحة المتصالحة والمنفتحة على كل ما في رابعة، ولا أدري هل يكذبون علينا أم على المصريين أم على أنفسهم؟ الخلاصة يبدو أن كل شيء مباح في رابعة عند إخوان السعودية؛ أما في الجنادرية وجدة ومكة والدمام وأبها فمسائل فيها نظر وتمحيص وتدقيق.. ألا يبدو هذا تناقضاً؟!!

المصدر: صحيفة الشرق