متأمرتون؟

آراء

كتب الصديق العزيز صالح الشيحي قبل سنتين (9 ديسمبر 2009) مقالاً وصف فيه المعجبين بالتجربة الإماراتية – من أمثالي – بالمتآمرتين. أعجبت جداً بهذا الوصف لأنني – عملياً – “مُتأمرت” بل أحياناً متطرف في “الأمرتة”! لم أعد مضطراً لشرح أسباب إعجابي بالتجربة الإماراتية إذ يكفي أن الإمارات اليوم تستقبل مئات الآلاف من السعوديين سنوياً للسياحة والتجارة والدراسة والإقامة شبه الدائمة. لكنني أعود لمصطلح “الأمرتة” كي أحتفي به. يا رجل: لقد أنقذتنا “الأمرتة” – ولوقليلاً – من وصمنا الدائم بــ”الأمركة” وما يصاحبها من أوصاف بعضها يكاد يخرجنا من الملة! التغيير والتجديد مطلوبان: يوم أمركة وآخر أمرتة! أليس فينا من يختزلك في وصفة واحدة؟ وأيهما أكثر قبولاً: أن توصف بالبعيد – متأمرك – أم بالقريب – متأمرت-؟ لكنني جدياً أسأل: أليس الأولى أن نحتفي بتجربة عربية خليجية مختلفة صرنا نضرب بها مثلاً عند الطموح ببنية تحتية جيدة ونمط حياة يحترم اختيارات الفرد وخدمات متقدمة وأمن مستتب ومطارات خالية من طوابير الانتظار؟ أنا شخصياً أفرح كثيراً بتجارب النجاح في منطقتي سواء كانت في الدوحة أو أبو ظبي، في الجبيل أم في دبي. فكما نضرب المثل بشركتي أرامكو و سابك في تميزهما عالمياً أفرح بنجاحات أخرى في الخليج بل و أعتبر كل مشروع ناجح في المنطقة من محفزات النجاح التي نحتاجها كثيراً في مواجهتنا لتحديات المستقبل وهي كثيرة. أستغرب أن بيننا من لديه حساسية مفرطة من مدح أي تجربة تنموية خارج حدود أوطاننا وكأن الإشادة بإنجاز خارج حدودنا ليس سوى “شماتة” في أحوال بلادنا. لماذا لا ننظر لتجارب النجاح في الخليج كمنجزات يكمل بعضها بعضاً؟ وما العيب في أن نستثمر تجربة نجاح في دبي أو أبوظبي أو الدوحة لحث الآخرين في محيطنا على المنافسة وسرعة الإنجاز؟

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٥٦) صفحة (١٧) بتاريخ (٢٩-٠١-٢٠١٢)