متحدثون: العرب والمسلمون خلف القدس ضد البلطجة الأمريكية

أخبار

أجمع سياسيون وقانونيون ورجال دين بارزون في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس على ضرورة ملاحقة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة «إسرائيل»، ونقل السفارة الأمريكية إليها في المنظمات والمحاكم الدولية حتى إبطاله، لعدم شرعيته ومخالفته للقرارات الأممية الدولية، ورفض المجتمع الدولي له، وأكدوا أن الرد على البلطجة الأمريكية لا يكون بالنداءات والشعارات الحماسية والخطب المنبرية، ولا بد من تحرك سياسي وقانوني عربي وإسلامي لإبطال مفعول قرار ترامب، ووضع القضية الفلسطينية عموما وقضية القدس على وجه الخصوص على خريطة اهتمام المجتمع الدولي خلال المرحلة المقبلة. 

جاء ذلك في جلسات المؤتمر أمس بحضور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وحشد كبير من خبراء السياسة والقانون الدولي ورؤساء الهيئات والمنظمات الإسلامية والمسيحية في العالم، فيما يعد أكبر تجمع إسلامي مسيحي تشهده القاهرة خلال السنوات الأخيرة.

تحدث خبراء السياسة والقانون والإعلام، أمس، عن كيفية استعادة الوعي بقضية القدس من خلال إبراز الدور السياسي، حيث شدد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية على أن استعادة الوعي بقضية القدس هي القضية الأهم الآن لبعث رسالة واضحة لكل القوى في العالم بأن العرب والمسلمين خلف عروبة القدس.

ودعا موسى إلى ضرورة جمع شتات الصف الفلسطيني، لأن توحيد الفلسطينيين سيترتب عليه تلقائيا جمع شتات العرب خلفهم وخلف قضيتهم العادلة، محذرا من أن الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية تهدر كل الجهود التي يمكن أن تبذل لاسترداد الحقوق العربية، مؤكدا أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة القدس يحتاج إلى دراسة مستفيضة، حتى لا تستفيد منه «إسرائيل»، وطالب الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بدراسة هذا المطلب حتى لا تستفيد منه «إسرائيل».

وأكد الدكتور مصطفى حجازي، مستشار الرئيس المصري السابق أن القدس لا تحتاج من العرب إلى التباكي على العجز، لكن تحتاج إلى التحرك الفاعل والفكر الصادق من عقول غير مُتنازلة عن الحق ونفوس غير منهزمة، مشددًا على أن مئة سنة من الدهشة والتباكي على قضية فلسطين تكفي وتزيد، والتاريخ لا يرحم المندهشين.

وشدد حجازي على أن الاستغراق في أفعال البيروقراطية وحدها لا يردع عدوا ولا يستنصر صديقًا، ولكن لا بد من التعلم من دروس الماضي القريب، فلم يعد هناك وقت للتذرع بأن طريق المستقبل تسده صخرة احتلال، فقد حطمنا كثيرا من صخرات الاحتلال في الماضي، ولكن للأسف حِدنا عن الطريق وأصبحنا نواجه مستقبلًا غائمًا، مؤكدًا ضرورة العمل على الأرض لاسترداد القدس من براثن المحتلين بكل الوسائل المتاحة دون استبعاد أي خيار.

وأكد الدكتور مفيد شهاب الخبير القانوني الدولي، أن قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس مخالف للقانون الدولي وللأعراف الدولية، مشددا على أن الإجراءات التي تقوم بها «إسرائيل» في القدس المحتلة والقرار الأمريكي الأخير بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قرارات باطلة، ولا يترتب عليها أي أثر، مؤكدًا أن البعد القانوني للقضية الفلسطينية، واضح بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن، التي تؤكد أن القدس الشرقية أرض محتلة، وأن أي قرارات تقوم بها «إسرائيل» من تغيير في المدينة أو بناء مستوطنات أو تغيير في تاريخ أو جغرافيا المنطقة هي والعدم سواء.

وأكد شهاب أن القرار الأمريكي الأخير بنقل السفارة رفضته 14 دولة من أصل 15 دولة، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو»، وفي الجمعية العامة رفضت القرار 128 دولة، لافتا إلى أننا أمام وضع مخالف للقانون الدولي وللأعراف الدولية، متعجبًا في الوقت ذاته من كل من الموقف الأمريكي تجاه القدس، فكل القرارات الدولية الخاصة بالقدس، وافقت عليها الولايات المتحدة، مشددًا على أن قرارات الجمعية العامة الخاصة بالقدس ليست توصيات أو نصائح، بل قواعد يجب الانصياع إليها.

وأكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن معركة الوعي بقضية القدس ونشرها بين الجماهير العربية والإسلامية هي الأخطر مع الاحتلال وانتصارنا فيها مفتاح التحرير، مشددا على أن تحرير القدس والصلاة في الأقصى وعد إلهي لن يتخلف. وعلينا إعداد العدة لهذا اليوم، معتبرا قرار ترامب يبعث الأمل من جديد في جمع الأمة بعد تفرقها وحسبه أنه أحيا القضية في الأذهان من جديد بعد أن كانت على وشك الموت.

وشدد الدكتور إدريس الجزائري، المدير التنفيذي لمركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، ضرورة التحرك لنصرة القدس بالأفعال وليس بالكلام وحده، وطالب بدعم حقوق ثلاثة أساسية للشعب الفلسطيني في هذا الشأن، وهي: الحق في تقرير المصير، والحق في حرية التنقل، والحق الثالث وهو مبدأ عدم التمييز.

وقال الدكتور عبد الهادي، رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية بالقدس، إنه جاء من القدس يحمل رسائل للعالم وهي: رسالة عربية تقول إن القدس تعيش حالة غير خلاقة ولكن الشعب العربي يريد حقوقه المسلوبة وكرامته وحريته ووجوده في هذه الأرض، ولن يفرط فيها، ورسالة وطنية أنه ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة، وأن الأيادي المرتعشة لا تبني، وأننا لن نفرط في قدسنا أبدًا ما حيينا، ورسالة مقدسية للجميع وهي حراك الشباب الوطني، فالوطنية هي الالتصاق بالأرض الفلسطينية والصمود في مواجهة الاحتلال، والشباب المقدسي ضد محاولات إقصائه عن بيته ومسجده وثقافته وعمله وضد بناء المستوطنات وضد تدنيس مقدساته الإسلامية والمسيحية، مؤكدا أن شباب القدس مقاوم وسلاحه الإيمان بالله والثقة بالنفس وامتلاك المبادرة الشجاعة وتقبل النتائج حتى الشهادة.

المصدر: الخليج