متحف محمود درويش في رام الله: «نناديكم أيها الشهداء»

منوعات

3863375333ef4adf9039cbfbc5dc104e

لأن «هؤلاء الشهداء في غزة ليسوا أرقاماً، بل 1850 حكاية، و1850 حلماً لم يتحقق و1850 هواية، ولأنهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفلسطيني»، كما قال سامح خضر مدير متحف محمود درويش، دعت إدارة المتحف، وبمشاركة نخبة من الأدباء والفنانين والإعلاميين العرب والفلسطينيين إلى أمسية «نناديكم أيها الشهداء»، تضامناً مع غزة.

ولخّص خضر الفكرة بقوله: «واجب علينا أن ننادي أسماءهم في وداع أخير يليق بهم أفضل من أن نتعامل معهم كرقم فارغ من أي معنى». ومن أبرز المشاركين الذين احتضنتهم قاعة الجليل في المتحف في مدينة رام الله: الروائيان الفلسطيني إبراهيم نصر الله والكويتي سعود السنعوسي، والشعراء: ناصر القيسي وإيهاب بسيسو وخالد جمعة وماجد أبو غوش وصونيا خضر، وجميعهم كانوا في زيارات سابقة لفلسطين، وأحيوا أمسيات «في حضرة درويش». كما حضر الفنانان مصطفى أبو هنود، وميساء الخطيب، والإعلاميان يوسف الشايب وإيهاب الجريري، والمنتج عبدالسلام أبو عسكر.

قدم العديد منهم قصائد أو حكايات بطريقة روائية أو إعلامية عن مآسٍ إنسانية لا تزال تصنعها الحرب الإسرائيلية على غزة المحاصرة وناسها، إضافة إلى تلاوة أسماء الشهداء، وهو الهدف الأساس من الأمسية التي جاءت بوحي من الشاعر الفلسطيني غسان زقطان، الذي آثر عدم إطلاق ديوانه الجديد بينما تقصف غزة، ويستشهد أهلها، بل أقامة وقفة تضامنية مع غزة بتلاوة أسماء الشهداء وعناوينهم.

وقالت مسؤولة النشاطات في المتحف وطن مقدادي: «ولدت الفكرة بعد شهر تقريباً من العدوان على غزة ومتابعتنا للأخبار، وتزايد أعداد الشهداء إلى درجة أن الكل أصبح يتعامل مع الشهداء على أنهم أرقام، واصبح البعض يحصي عدد الشهداء بشكل يومي على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها. وبالتالي، وإيماناً منّا في متحف محمود درويش بالمسؤولية تجاه ذلك، بادرنا إلى تنظيم ما يليق بالشهداء وحيواتهم، بأسمائهم وقصصهم، من باب أن لهم الحق في معرفتهم كأشخاص وليس كأرقام، فهؤلاء كانت لهم حكايتهم واحلامهم واهدافهم في الحياة».

وأضافت مقدادي: «الحضور كان كبيراً، كما المشاركون، ومنهم شعراء وأدباء وإعلاميون وممثلون ومخرجون ومنتجون، والبعض شارك بحكايات عن الشهداء كالفنانة ميساء الخطيب، والإعلامي يوسف الشايب، والشاعر خالد جمعة الذي حدثنا عن أب غزي يتلقى اتصالاً من الجانب الاسرائيلي يخبره أن بيته سيتعرض للقصف بعد قليل، وفعلاً يحاول الأب الاتصال بالبيت لكن لا أحد يجيب فما كان امامه الا الجري لمحاولة الوصول الى بيته لإخلائه، الا ان الوقت لم يسعفه وتم قصف بيته قبل وصوله بلحظات واستشهد جميع افراد عائلته في هذا القصف».

وقال سامح خضر: «مشاعر الجميع كانت رائعة… بدأت حفلة التأبين أو الأمسية بعرض فيديو صامت كاهداء من المتحف لأرواح الشهداء عرض بعض المشاهد المؤثرة من الحرب، كما كانت هناك مشاركات عربية من خلال فيديوات مسجلة للشاعر الاردني سلطان القيسي والكاتب الكويتي سعود السنعوسي والروائي إبراهيم نصر الله، والعديد من الأدباء والفنانين والشعراء والإعلاميين الفلسطينيين الذي «نادوا» على الشهداء بأسمائهم، وكل بطريقته».

المصدر:رام الله – بديعة زيدان – الحياة