سكينة المشيخص
سكينة المشيخص
كاتبة وإعلامية

محمد أبو عمير ضد النسيان

آراء

في الحياة أناس يطلون كالألق الإنساني أو الإبداعي، ولكنهم سرعان ما يختفون فيتركون في النفس انطباعات غير قابلة للمحو، أو ضد النسيان، وتبقى ذكراهم مضيئة حتى لو اكتشفنا فيما بعد أنهم لم يختفوا وربما يعودون، وإنما رحلوا عن الحياة قبل أن يلوحوا بتلويحة الوداع الأخيرة.

عبر نافذة “واتس أب” أطل في إحدى المجموعات التي تضم نخبة يتبادلون الرأي والفكر الراحل محمد بن سعيد أبوعمير مدير عام مكتب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا، وقد عرفته لبرهة من خلال طروحاته وآرائه، ولفت انتباهي بوطنيته الصادقة والعميقة، ومرونته الفكرية فيما يحدث به وتخطه أنامله في مشاركاته، غير أنه غادر المجموعة فجأة قبل أن تستكمل معرفتي به.

كانت مغادرته لافتة كما حضوره، لأكتشف عن طريق المصادفة أنه ذهب إلى ربه، راضيا مرضيا إن شاء الله، إذ وافته المنية بأحد مستشفيات جدة، وقد حزنت لذلك لأنه كما ذكرت بدا كألق أطل علينا ورحل بسرعة، فله الرحمة ولأسرته صادق التعازي، وحين قرأت عنه وجدته بحسب الصورة الذهنية التي أطل بها؛ بشوشا رفيع الخلق، يبذل الخير والمعروف بلا حدود.

ولعلنا التقينا في المهنة الإعلامية، فهو إعلامي سابق قبل أن يتولى إدارة مكتب الأمير نواف بن فيصل، وذلك يجعله قريبا من الكثيرين من الشباب والشرائح الاجتماعية التي خبرته مبادرا لمساعدة الناس ومحبا لكل عمل خيري نبيل، وذلك يتوافق مع ما كان يطرحه في مجموعتنا بـ”الواتس أب”، حيث كان يتدفق خيرا وحبا للناس وصدقا في طرحه وخدمة ناسه ووطنه.

الراحل فقد اجتماعي ووطني ترك أثرا عميقا في نفوس محبيه ومن عرفه، والتمست ذلك من خلال ما كتب وذكر عنه، ولكنها أقدار وآجال تكتب علينا، وهو إن لم يلوح مودعا؛ فله منا في مرقده الدعاء وأجمل الذكرى.

المصدر: الوطن أون لاين

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=23276