محمد مرسي.. لا تؤلهوه!

آراء

إذا انتقدت الرئيس المصري محمد مرسي أو جماعة الإخوان التي تقف خلف قراراته لقيل لك: هذا شأن مصري؛ ما دخلك أنت؟ أو: تكلم عن أوضاع بلادك ودع مصر لحكومتها وشعبها. أما حينما يطبل بعضهم بيننا لكل موقف أو قرار يتخذه الرئيس المصري فإن التبرير جاهز: مصر هي قلب العالم العربي ونهضتها نهضة للأمة، حلال عليهم مدح مرسي حرام علينا نقده.

أليس ما يحدث في مصر، من خير أو شر، سيؤثر على المنطقة كلها؟ إذن كيف يكون التطبيل لكل قرار يتخذه مرسي في مصلحة الأمة بينما نقد مواقفه التي ترسخ ديكتاتورية الحزب الواحد وتهيج أتباعه خارج مصر هي تدخل في شأن مصري داخلي؟ هؤلاء الذين يرفضون نقد الرئيس مرسي ويهللون له ويكبرون على كل حركة يقوم بها إنما يجهلون أنهم اليوم جزء من مشروع صناعة الديكتاتور. وحينما يتحول القائد إلى ديكتاتور فإنه ينقلب أولاً على من حوله.

اقرأ في سيرة “الديكتاتوريات” العربية وغير العربية وتأمل في بداياتها. قيل إن القذافي بدأ شاباً ثورياً بأهداف نبيلة ثم ما لبث أن تحول إلى ديكتاتور اختزل ليبيا كلها في نفسه وأولاده. وكذلك كانت السنوات الأولى من حكم مبارك. حينما يغيب النقد وتضعف الرقابة والمحاسبة ثم يهيمن خطاب التطبيل والتمجيد تتهيأ البيئة لإنتاج الديكتاتورية وإعادة إنتاج الديكتاتور.

في مصر، تعاد اليوم صناعة الحاكم بأمره. ومثلما غلبت العاطفة أيام التصفيق الأعمى لجمال عبدالناصر في كل شاردة وواردة، نشهد اليوم تاريخاً يعيد إنتاج ذاته. السياسة شيء والأيديولوجيا شيء آخر. وغالبية من يستميت في الدفاع الأعمى عن كل كلمة وموقف وخطوة لمحمد مرسي تقودهم أيديولوجيتهم لتكرار المأساة وصناعة الديكتاتور!

 المصدر: صحيفة الشرق