سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

مشروعات خارجة عن المألوف!

آراء

جونا حار صيفاً، لا جديد في ذلك، فهو حار منذ مئات السنين، لكن الجديد أن هناك من استطاع مواجهة ذلك، وتحويله من شيء سلبي إلى إيجابي، بالعزيمة والإصرار، فرغم حرارة الجو إلا أن الإمارات بشكل عام، ودبي على وجه الخصوص، أصبحت تجذب الزوار في كل وقت، وأصبحت وجهة مفضلة للكثير من العائلات الخليجية والعربية، وحتى الأوروبية.

هناك عقول وضعت الرؤية، وأيادٍ خططت ونفذت مشروعات متميزة لمواجهة هذه الأجواء، واستطاعت تحويلها من نقطة طاردة إلى نقطة جذب رائعة، ولم يتبقَّ إلا مزيد من الضغط على الفنادق والأماكن السياحية لتعمل بجد على جذب المواطنين إليها، من خلال العروض المشجعة لهم على تمضية العطلات في الدولة، بدلاً من السفر إلى الخارج، في ظل أوضاع سياسية صعبة ومعقدة!

تنوع جميل أصبح يميز دبي، ويجعلها أفضل وجهة سياحية في الشرق الأوسط بامتياز، ففيها الفنادق الفخمة والمتوسطة، التي تستطيع استيعاب الجميع، وفيها المراكز التجارية العائلية التي يمكن للعائلات أن تقضي فيها يوماً كاملاً من دون أن يشعر أحد منها بالحر أو بالصيف، وفيها الكثير من الفعاليات المخصصة للأطفال، وهؤلاء تحديداً هم الشغل الشاغل لأولياء أمورهم، وهم من يقرر الوجهة التي يمكن أن يسلكها الأب أو الأم!

الجميل الآن هو ما نلاحظه في ظهور مشروعات بعيدة عن المألوف، خارج إطار «المولات» والمراكز التجارية، مشروعات حيوية متميزة تضيف لمسات إنسانية على المدينة قبل أي شيء آخر، إنسانية بمعنى أنها تناسب طبيعة الإنسان في المشي، والاستمتاع بالطرقات الضيقة بين مبانٍ غير شاهقة بالتأكيد مع مراعاة تغيرات الجو، واستخدام الظل وسيلةً قديمةً للتبريد نهاراً، وتوزيع الهواء ليلاً.

في القريب العاجل ستنتهي دبي من افتتاح مشروع «سيتي ووك» في مرحلته الثانية، وهو بكل صراحة مشروع جميل جداً، ومميز جداً، ومختلف تماماً عن كل مفاهيم التنزه والتسوق السابقة، بالتأكيد لا أقصد الترويج والدعاية للمحال الموجودة، لكنني أقصد من دون شك الترويج للمشروع وجهةً سياحيةً عائلية ترفيهية في دبي، مختلفة تماماً في الفكرة والتنفيذ عن كل ما سبق.

هذا هو سر دبي، مدينة حيوية متطورة، لا تعرف الاسترخاء أو الثبات، فهي تبحث دائماً عن التجديد والتطوير ومواكبة كل جديد، وعند إشراقة كل شمس هناك فكرة مميزة تنبت هنا، وهناك مخطط لمشروع جديد تتم مناقشته هنا، وهناك أعمال ميدانية لإنهاء مشروع هنا، هذه هي الحياة، وهذه هي الحضارة التي لا تعرف جواً أو حراً أو شمساً، بل تتماشى وتتلاءم مع كل معطيات الطبيعة بشكل رائع!

ما يميز «سيتي ووك» الجديد، من وجهة نظري، أنه جمع كل ما تحتاج إليه العائلة بجميع أفرادها في مكان واحد، فهو يلبي رغبات الذين يودون المشي في الهواء الطلق، حيث يحتوي على ممرات وطرق جميلة بين المباني، إضافة إلى ربطه بالمرحلة الأولى من مشروع «سيتي ووك»، ليشكل مساحة واسعة جداً للمشي، وبين هذه الممرات فهو يحتوي على مبانٍ منفصلة، كل مبنى يعتبر وجهة عائلية قائمة بذاتها، إذ تنقسم المباني إلى مراكز تجارية مصغرة للتسوق، ومبانٍ أخرى منفصلة ومكيفة لألعاب الأطفال، ولألعاب الشباب، مثل الحروب الإلكترونية وغيرها، إضافة إلى سينما، وتشكيلة واسعة من المطاعم المنوعة والمختلفة.

أما الصورة العامة التي لا يمكن مشاهدتها في أي مكان في العالم، فهي الترابط والتكامل بين هذا المشروع ومنطقة برج خليفة، ودبي مول، وبوليفارد محمد بن راشد، والداون تاون، نظراً إلى التقارب الشديد في ما بينها، لتكون بشكل عام أحد أفضل خيارات التسوق والسياحة والاستمتاع في الشرق الأوسط والعالم أجمع، فهل مازال أحد يشتكي حر دبي!

المصدر: الإمارات اليوم