مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

موسم سلق البيض

آراء

و«سلق البيض» في الاصطلاح الدارج كناية عن استسهال العمل أو إنجازه بطريقة ارتجالية من غير إتقان .. وهكذا هم أصحاب الدراما العربية ممن اعتادوا «سلق البيض» في الأيام التي تسبق شهر رمضان الكريم، فيقضون العام في تراخٍ وعمل على مهل، وإذا اقترب شهر الصوم تراكضوا لينهوا المسلسلات .. فهناك عقود موقعة وشروط جزائية .. وإن لم يكتمل أي عمل، حتى ولو كان «سلق بيض»، فالعملية الإنتاجية في مأزق.

لن نصدر الأحكام المسبقة، لكنها العادة كل عام، ومن الصعب أن يكون العام الجاري استثناء، فأن يُحكى عن أكثر من ثلاثين مسلسلاً مصرياً بحسب الروايات، وأن يكون هناك 22 مسلسلاً سورياً بحسب وكالة الأنباء السورية، هذا عدا عن الأعمال الخليجية والتركية المدبلجة، وهي كثيرة .. فـ «سلق البيض» مسألة حتمية في عدد غير يسير منها.

لو تأملنا في مجريات السنوات السابقة التي بات فيها المشاهدون يتسمرون أمام الشاشات طوال النهار والليل يتنقلون بين مسلسل إلى آخر، لوجدنا كثيراً منها لم تكتب نصوصها بعناية، وأمرها لا يتجاوز كونه ورشة قراءة فكرة وارتجال طريقة لتقديمها تلفزيونياً، فتظهر من غير غاية أو معنى أو مذاق .. مليئة بـ «المطمطة» والمَشاهد المرتبكة لهدف واحد هو ملء فترات البث الفضائي .. والمختصر أنه ما دام هناك من يشتري، فهناك من يسلق وينتج.

والأشهر في السلق من غير منافس تلك المسلسلات التي يعلو فيها الصراخ على النص، وتصنف على أنها كوميدية، إلا أن الحقيقة أنها في وادٍ، والكوميديا في وادٍ آخر، فهل «غشمشم» أو «أبوجانتي» على سبيل المثال، يقدم فكرة أو فائدة غير التهريج الثقيل السامج الذي أكل الدهر عليه وشرب .. ومثله بعض الأعمال المصرية التي يقحمون فيها استدرار الضحك كي يقف المشاهد يضحك على لا شيء. وفي حقيقة الأمر، أن النقاد لا يعرفون أول من ابتكر الصراخ في المسلسلات، رغم أن الاحتمال الأكبر أن ممثلاً ما صرخ ذات يوم فضحك فريق العمل، فأعجب المخرج بصراخه وانتقلت العدوى إلى بقية الصارخين على امتداد مساحات الإنتاج العربي.

وما يجب أن يقال من غير لف أو دوران: المشاهد العربي سئم من «البيض المسلوق»، فليبتكر «الشيف» العربي شيئاً آخر يسلقه، لعل الحكاية تتغير .. والأعمال ترتقي.

المصدر: صحيفة الرؤية