محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

نصب الكرامة ويوم الفخر

آراء

دقيقة ستصمت فيها الألسنة وتلهج القلوب بالتضرع والدعاء لشهداء هذا الوطن الأبرار، ففي الساعة الحادية عشرة وثلاثين دقيقة من صباح اليوم ستبدأ دقيقة الصمت في مدن وشوارع الدولة، بل وحتى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ستصمت عن الكلام لنذكر شهداء الإمارات الأبرار بالتضرع والدعاء، فهؤلاء الذين لم ولن ننساهم يوماً منذ انتقلوا إلى جنة الخلد أصبح لهم «يوم» في كل عام هو الثلاثون من نوفمبر، اليوم الذي احتلت فيه إيران جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، واستشهد أفراد قوة الدفاع عن الجزر الذين واجهوا بعددهم القليل وقوتهم المتواضعة قوات الاحتلال.

الإمارات قيادة وشعباً لا تألو جهداً في تكريم من ضحّى من أجل الوطن والحق والأمة، والنصب التذكاري الذي أُنشئ في أبوظبي، وسيتم تدشينه اليوم في ساحة الكرامة، شاهد على بطولة وبسالة أولئك الجنود الذين قضوا في مختلف المعارك على أرض الدولة وخارجها، ووضع هذا النصب أمام مسجد الشيخ زايد الكبير له رمزيته الكبيرة، ودلالته العميقة، فكل الأماكن كانت متاحة لهذا النصب، إلا أن الاختيار وقع على مكان يقع على بُعد عشرات الأمتار من ضريح مؤسس هذا الاتحاد وزعيم هذا الوطن الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يرقد بسلام بالقرب من المسجد الكبير، لم يكن عمل الشيخ زايد رحمه الله هيِّناً وتضحياته طوال سنوات حكمه لدولة الإمارات يشهد بها القاصي والداني، فقد أفنى حياته من أجل خير هذا الوطن وهذا الشعب، وعندما رحل عنا، كان رحيله صعباً جداً، لكن ما قدمه للوطن كان أكبر بكثير فلم ينسه الشعب يوماً.

وكذلك أولئك الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل وطنهم سيبقون خالدين، ولن ننساهم أبداً، فما قدموه في حياتهم محل تقدير كبير واحترام تام.

الفخر والعزة والتلاحم والمساندة والاتحاد والتضحية والعطاء وإنكار الذات، كلها معانٍ نراها ونلمسها في ساحة الكرامة، فهناك حيث أقيمت لوحة فنية تتجلى فيها كل تلك المعاني.

وكلمات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، تتلخص في معنى واحد، معنى كبير وقوي وعميق، وهو أن الشهداء فخر لهذا الوطن كما هم فخر لعائلاتهم وأبنائهم.

المصدر: الإتحاد