لم يمض على هدنة الـ72 ساعة، التي بدأت أمس في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت فلسطين، 90 دقيقة, حتى بدأت إسرائيل قصفا مكثفا على مدينة رفح جنوب القطاع.
وتضاربت الأنباء حول ملابسات انهيار وقف إطلاق النار، ففي حين نقلت مصادر أن إسرائيل بدأت قصفا عنيفا على مدينة رفح، وردت معلومات أن القصف جاء بعد أنباء عن هجوم من الأنفاق ونشوب اشتباكات عنيفة بين عناصر من كتائب القسام التابعة لحماس والجيش الإسرائيلي في منطقة أبو الروس شرقا.
وخلال نصف ساعة، أي في تمام الساعة العاشرة، سقط عشرات القتلى والجرحى، بسبب ما وصفته إسرائيل بـ«حادث أمني خطير»، واستمر القصف بعد ذلك بشكل أعنف مع محاولات لتوغل بري.
وقبل منتصف النهار، وانتظارا للتهدئة، تسربت أنباء عن اختطاف القسام لضابط جديد من الجيش الإسرائيلي. وبعد انتصاف نهار أمس أعلن الجيش الإسرائيلي اختفاء جندي.
وتبقى مفاوضات القاهرة معلقة، وفي مهب الريح، لارتباطها بالأوضاع الأمنية، فرغم تجاوب الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي مع الدعوة المصرية للتفاوض في القاهرة اليوم (السبت) فإن استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة واشتعال الأوضاع في رفح الفلسطينية يصعب عبور الوفد الفلسطيني إلى القاهرة.
في غضون ذلك، نددت الولايات المتحدة بقوة بمقتل جنديين إسرائيليين وخطف جندي آخر على أيدي ناشطين فلسطينيين، وحملت واشنطن حماس انتهاك وقف إطلاق النار.
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس حماس والفصائل الفلسطينية إلى الإفراج عن جندي إسرائيلي مخطوف كشرط مسبق لإزالة التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين محملا حماس مسؤولية انهيار الهدنة. وقال إنه ستبذل جهود لإعادة إقرار وقف إطلاق النار الذي انهار، داعيا في الوقت نفسه إلى مزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة.
من جهته، أعلن أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أن 160 قتيلا سقطوا أمس (الجمعة) ليرتفع عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة في الثامن من يوليو إلى 1600.
كما طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري حماس بأن تفرج على الفور ودون شروط عن الجندي الإسرائيلي المخطوف.
المصدر: رام الله: كفاح زبون – القاهرة: سوسن أبو حسين – الشرق الأوسط