علي الجحلي
علي الجحلي
كاتب سعودي

.. وتحررت عدن

آراء

ها هي القوات اليمنية المدربة حديثا تدخل عدن دخول الفاتحين، وعلى عكس ما كان يروجه قادة الميليشيات وعسكر المخلوع، استقبل الشعب قواته المسلحة استقبال الأبطال. الشوارع امتلأت بالمرحبين، والألعاب النارية غطت سماء المدينة، واشتعلت شمعة الأمل بالخلاص من الطغمة الفاسدة المفسدة. كانت الميليشيات تسرق مواد الإغاثة من أفواه الأطفال والنساء والمحتاجين. ليس غريبا عليهم ذلك فهم لصوص، سرقوا أموال الشعب وحوّلوها إلى ثروات تدير شركات على مستوى العالم.

كان عسكر المخلوع والميليشيات يقتلون كل شيء يتحرك في المدينة. وضعوا قناصيهم على رؤوس المباني ليصطادوا كل من يخرج من بيته، حتى وإن كان قد خرج هربا من الجوع الذي فرضته عليه الميليشيات. يبحث المواطن عن الطعام أو الماء، فلا يضمن أن يعود سليما لأهله.

تجاوز هؤلاء كل الخطوط الحمراء في خرق قوانين حقوق الإنسان، بل حتى الحيوانات لم تفعل ما فعلوه. تصوروا أن هناك من يقصف المستشفيات، ويطلق الصواريخ على سيارات الإسعاف، ويقتل الأطباء. فعل هؤلاء المجرمون ذلك، لكنهم أضافوا إليه منع دخول أي شخص لعلاج الأمراض المعدية، وقطعوا المياه عن المناطق الموبوءة، وقتلوا المصابين عيانا بيانا.

عندما شعر مجرمو العصر بضغط طيران التحالف توجّهوا نحو نصب قياداتهم في المستشفيات، في محاولة لتوريط التحالف في إشكالات سياسية وأخلاقية، لكن قيادة التحالف كانت أعلم وأكثر خبرة واحترافية، ولم يكونوا ليقعوا ضحية مثل هذه الخدع.

منذ أن دخل الحوثيون عمران ثم صنعاء وانطلقوا يعربدون في مدن اليمن ويضعون نقاط التفتيش ويقتلون كل من يخالفهم ويدمرون الجامعات والمساجد والمستشفيات والمدارس، أثبت هؤلاء أنهم ليسوا أهلا للحكم أو تصريف شؤون ضيعة وليس دولة بحجم ومساحة وتنوع الجمهورية العربية اليمنية.

لعل أقرب الأدلة على فساد مشروعهم وتخلف رؤيتهم وانعدام مفاهيم القيادة والإدارة والسياسة لديهم هو تلك المهزلة التي كانوا أبطالها عندما ذهبوا إلى جنيف فيما يشبه النزهة، بسلوك أثبت للعالم أنهم حالة شاذة لا تفسير لوجودها أو استفحالها سوى المؤامرة على اليمن والمنطقة بأكملها.

ليس غريبا أن يخرج غدا كل الشعب اليمني، بعد أن رأوا أن تلك “الفزاعة” مصنوعة من قماش لا قدرة له ولا بقاء، فهو عنصر غريب رباه عنصر غريب آخر.

المصدر: الاقتصادية