يدعون بالجملة.. فأمِّنوا على من تريدون!

آراء

ـ فضيلة إمام جامع الفردوس في حي النهضة بالرياض لم يأت بجديد حينما دعا على السيسي؛ إنه يمارس حياته الطبيعية التي يكررها منذ سنوات كل يوم جمعة، ولولا احتجاج بعض المصلين لمرت الحكاية كسابقاتها دون ضجة ولما علم أحد بالموضوع نهائياً.

ـ غيره يفعلها أيضاً كل يوم جمعة وربما ما هو أسوأ وبالصوت والصورة، ويدعو على من يشاء دون تحفظ أو مراعاة لتفاوت مدارك المتلقين؛ فلماذا تستغربون هذه فقط؟

ـ ما جرت به العادة أن يدعو الإمام، وأن يؤمن كل منا وفقاً لما يتماشى مع الحق من وجهة نظره، وكأن بعض الأئمة يقولون لنا سندعو على الجميع بالجملة وأمِّنوا أنتم على من تُريدون؛ هكذا هو الواقع الذي أشار إلى بعضه الزميل عبدالسلام الوايل في مقاله أول أمس!!

ـ لا أذكر أن إمام قريتنا كان يلعن أحداً قبل ثلاثين سنة، ولا أذكر له تزكية طرف من المسلمين على طرف آخر؛ بينما أحفظ اليوم عن ظهر قلب مئات اللعنات والمواقف المنحازة التي أسمعها مكرهاً كل يوم جمعة، وهذا هو الفرق إن كنتم تعقلون!!

ـ منبر الجمعة لم يحمل يوماً قضية سعودية أو وطنية في الغالب الأعم، ولكنه في نفس الوقت يبادر إلى حمل أبسط قضية يتخاصم فيها مسلمان خارج الحدود، ويحاول الإمام إقناع المصلين بانحيازه غير المبرر إلى جهة ما ولمصلحة لا يعلمها إلا هو.

ـ أرجوكم لا تلوموا فضيلة إمام جامع الفردوس وحده، ولكن لوموا من يتابع مثل هؤلاء الأئمة المندفعين، ومن يتستر على بعضهم في غير مكان بالرغم من تكرار أخطائهم واصطفافاتهم السياسية؛ التي لا تغني الوطن ولا تسمنه أبداً من جوع!!!

المصدر: الوطن أون لاين