عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

حول تحوير جينات التنافس!

الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧

يدخل الأب سعيداً إلى المنزل، وهو يعتقد فعلياً أنه أب صالح، طالما أنه يقوم بمجموعة من «الأكتيفيتيز» العائلية في نهاية كل أسبوع، يصرخ في صغاره: هيا يا أحبائي، أروني من منكم البطل الذي يستطيع أن يصلح أكبر عدد من اللمبات العاطلة على سور المنزل.. يتنافس الصغار، ويدير الأب نظراته فيهم بفخر.. وبالطبع يفوز أحدهم.. الأسرع أو الأقوى أو الأخبث في كثير من الأحيان، يصفق الأب ويمنح قبلاته للفائز ومجموعة من النصائح للبقية.. ينام سعيداً بالإضاءة الجديدة لسور منزله، وهو لا يعرف أن في المنزل ذاته عدداً من القلوب الصغيرة المكسورة يجافيها النوم، لأنها خسرت في شرف المنافسة. في الثقافة العربية الاجتماعية كل الأمور غالباً تجري حول مبدأ «المنافسة»، لن تعثر بسهولة على ذلك الأب الذي يريد أن يقيم الفعالية ذاتها، وهو يقول للصغار ذاتهم حينما يدخل المنزل: هيا يا أحبائي، لنتعاون اليوم جميعاً على أن ننهي إصلاح اللمبات العاطلة على سور المنزل قبل الغروب، مهارات أن تجعل عدوك هو الزمن أو التحديات لا تجدي كثيراً مع أسلوب تنشئتنا.. بل تجد غالباً اللذة - كل اللذة - في أن يكون الخصم منا، في أن نحقق الفوز على بعضنا، في أن نؤذي بعضنا بإظهار أننا أفضل منهم.. في أن نحول تفوقنا إلى شماتة، ونستمتع برؤية الانكسار! الأمر له جذور تاريخية واجتماعية موغلة…

تحت ظل غافة

الأحد ٠٥ نوفمبر ٢٠١٧

أهل هذه الأرض يحبون الغاف، يتحدث عنها صاحبي بحنيّة مفرطة، وكأنه يتحدث عن شخص من عائلته: هل تعلم أنها شجرة لا يمكن للمخلوقات الضارة أن تعيش تحتها؛ فلا عقارب ولا ثعابين؟! أجيبه بهزة من رأسي، يبدو بأنهم يحبون الغاف، كما نحب النخيل، ينظر ببصره بعيداً وهو يكمل رواية حبه: هل تعلم أنها شجرة لا تتعب ربة المنزل بتنظيف مخلفاتها؟ هل تعلم أن الجو تحتها حين يصبح عمرها 10 سنوات لابد أن يصبح بارداً؟ هل تعلم أنها لا تستهلك إلا القليل من المياه، وأنها أنسب شيء لبيئتنا الصحراوية؟ أبدأ بالشعور بالغيرة على نخلاتي، فأجيب بالجواب الوحيد ذاته، الذي لانزال نلوكه منذ قرون: ولكن يقال إنها أجنبية، فهي على خلاف النخلة ليست أصيلة، يقال إن الغافة جيء بها من الهند أصلاً! يقول صاحبي دون أن أنجح في أخذه إلى منحى خبيث للحديث: حتى إذا صح ذلك القول، فقد أحبت الغافة هذه الأرض، وعاشت مع أهلها في السراء والضراء، لذلك فنحن نحبها.. هي منا، ونحن منها. يتركني صاحبي ويذهب للجلوس تحت ظل غافته. طبقاً لإحصاءات هيئة أبوظبي للبيئة، فإن الغافة المعمّرة الواحدة لديها القدرة على احتجاز 35 كيلوغراماً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي أنه وبمعادلة أخرى نشرتها إحدى الفعاليات الاجتماعية الكويتية، تسهم زراعة عدد كبير من شجر الغاف في المناطق المتفرقة إلى…

Recycle!

الخميس ٠٢ نوفمبر ٢٠١٧

هناك طرق وعلامات كثيرة يمكنك أن تقيس بها مدى تحضر أو وعي أمة أو شعب ما، خصوصاً عبر ما يرتبط بطريقة تعاطيهم مع ما يعرف بالممتلكات العامة، والأمر لا علاقة له بالمادة إطلاقاً، وهي الحجة المفضلة لدى البعض لتفسير أي سلوك إيجابي أو سلبي، فهناك شعوب غارقة في الفقر لكنّ مدنها تشع بهاء ونظافة.. وشعوب تعيش فوق كنوز الأرض لكنّ مدنها غارقة في انعدام النظافة والاهتمام والأمن، وكما يقال فالفقر من الله لكن القذارة لا يمكن أن تكون إلا من إبليس! الأمر لا علاقة له بأي وضع اجتماعي للبلد أو الشعب، لكن له علاقة بالثقافة الشعبية، والحب الحقيقي للأرض التي تعيش عليها، وشعورك برغبتك في أن تورّث بيئة صالحة للسكن لمن سيأتي بعدك! ومن تلك المقاييس المدنية، اهتمام الجهات البلدية والرسمية بقضية «إعادة التدوير»، هذا المثلث المعقوف ذو الأسهم الثلاثة لن تراه في دولة لا تحترم نفسها، أو في مجتمع متخلف فكرياً، والاهتمام به ووضع البنية التحتية له لا يكونان إلا في تلك الأماكن التي يحبها أهلها؛ ففي أماكن معينة من عالمنا يصل الأمر لإرسال مفتشين حين تكون «الدرامات» القابلة لإعادة التدوير خالية! يأتي لك مفتش الجهة المعنية، ويقول لك إن وجوده خالياً يعني عدم التزامك بالحفاظ على النظام، وسلامة سير العملية التي لا تحافظ على البيئة فقط، لكنها توفر…

«تذهبون.. وتبقى الفطرة!»

الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٧

ما أشد تجبّر الإنسان.. خاصة حين يكون ذكراً! يتناقل القوم ووسائل الإعلام التي تشوهنا أكثر من القناة الرابعة «الإسرائيلية» مشاهد لما تعتبره انتصاراً للذكورة، أو مشهداً طريفاً، أو تضع فيه من الرسائل الإيحائية غير المباشرة ما لا نفهمه.. تتناقل صوراً ومقاطع لإهانة الأنوثة واستعبادها بشكله المتطرف في أقصاه، ما هو الجميل في خبر أن يتزوج أحدهم وتأتي زوجته الأولى لتجلس بجواره وبجوار الزوجة الثانية وتبتسم للكاميرات؟ حتى إذا صدق الخبر الذي حقق أعلى نسب المشاهدة فهل تلك المرأة طبيعية؟! أنا لا أتحدث هنا إطلاقاً عن قضية التعدد، فذلك مبحث آخر طويل وأحب الاحتفاظ برأيي فيه لنفسي، ولكني أتحدث عن امرأة تعاكس تيار الفطرة فتدعي السعادة لزوجها، والله أعلم بما في القلوب، وتهلل وسائل الإعلام وسفهاؤه (وهم كثر) لهذه الظاهرة. ما الفرق بين امرأة مثلها وبين من يتصور أمام العدسات وهو يبلع الزجاج أو يمشي على النار؟ كلهم يعاكسون الطبيعة المعروفة للجسد البشري والتفكير البشري والعقل البشري كما خلقها الله؛ لكي يحصلوا على بضعة فلاشات! هل هناك من هن أنقى فطرة من أمهاتنا؛ أمهات المؤمنين؟ لا أعتقد، لكنهن كن يغرن.. بل وتبلغ غيرتهن من بعضهن حدوداً كبرى خلدها الموروث والتاريخ، فهنا أمنا عائشة - رضي الله عنها - والقصة المشهورة حين أهرقت طعاماً أرسل من إحدى أمهات المؤمنين، وضحك الرسول صلى…

في الآباء أبناء الـ…!

الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧

لكل شيء حدوده القانونية.. والبشرية! حتى في قضية أن «السبال» (القرد) في عين أمه غزال! هناك حدود لهذا الإحساس المقرف لدى الآباء، أفهم أنك ترى أن ابنك هو الوريث الشرعي لتوماس أديسون وماري كلير والمتنبي مجتمعين.. وأنك تتصل بكل من في قائمتك لتخبرهم كيف أنه وهو الذي لم يتجاوز الثالثة يفرّق بين الأحمر والأزرق، رغم أن أي كائن ينتمي إلى فصيلة الثدييات السفلى يمكنه القيام بالمهمة، ولكن الإحساس الأبوي مفهوم، كل أبوين يعتقدان بأن ابنهما مختلف، والمنصفون من الآباء سيقولون لك: أعلم بأن الكل يعتقد أن ابنه مختلف، ولكن ابني مختلف فعلاً.. أرح نفسك من النقاش، ولا تخبرهما عن ملاحظاتك الشخصية، واكتف ببعض الأدعية اللطيفة عن أملك في أن يحفظه لهما الباري، ويبعد عنه الحسد والعين.. لا تسرح فتقل لهما: عظم الله أجركم واصبرا، البعض لا يحب هذا.. الحب جميل، ولكن حين يصل الحب إلى تدمير هذا الكائن الطفولي بحجة حبه، فالجريمة يجب أن تتوقف، خصوصاً حين يشارك المجتمع كله فيها.. انتشر في الأسبوع الماضي مقطع «الطفلة المعجزة» التي استطاعت أمها بطريقة ما أن تضحك على القناة الفضائية وتخبرهم بوجود شهادة من جهة عالميةٍ ما تثبت أنها ثاني أذكى طفلة في العالم، وهلل المحبطون من المحيط إلى الخليج، لتظهر الأم وابنتها في البرنامج وهي تجيب عن السؤال الذي أعجز «فطاحلة»…

«الترقية!»

الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠١٧

هل غضبت حين عرفت بأن زميلك قد حصل على ترقية دون أن يخبرك؟ أنت تعلم بأنه لا يتهرب من العزيمة، لكنه أخفى ذلك الأمر عنك لأسباب أخرى!!.. لنقل إنها أسباب تتعلق بالماورائيات تماماً.. هل نسيت حين أخبرك عن عزمه شراء سيارة جديدة فلم تكمل أسبوعها الأول لديه.. لنحمد الله على أنها من الطرز التي تحتوي على أكثر من ست وسائد هوائية.. هل نسيت حين أخبرك بأنه على وشك أن يرزق بتوأمين!!.. لا يهم! المهم أن مجموع عدد أعينهما أربع بغضّ النظر عن التوزيع.. هل نسيت حين كان سعيداً بوجود اسمه في قائمة المساكن الحكومية وكنت أنت أول من زف إليه الخبر؟.. مسكين لم يكن يعلم بأن كل هؤلاء يحملون الاسم الخماسي نفسه في الإمارات!! لا مشكلة!!.. المهم أن لا تعتبر الحادثة أمراً مهماً في مسيرة علاقتكما ويتطلب إعادة تقييمك لعلاقتكما الممتدة بامتداد عمر الوطن.. وإذا كان الأمر يتعلق بتلك الترقية فأنا سأعطيك مجموعة من (التيبس) ستساعدك على معرفة أن ربيعك قد (ترقى).. دون الحاجة إلى مذلة ولا سؤال ولا حتى عزيمة!! أول الأمور التي عليك الانتباه لها هو (ضمير المتحدث)، فإذا تحول ضمير المتكلم فجأة من المفرد إلى الجمع فعليك أن تعرف بأن الترقية قد وصلت.. أنا أحب الشاورما أو في خاطري شاورما.. تتغير إلى نحن نحب الشاورما.. نحن نرغب…

روهينغا..!

الثلاثاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٧

الحقيقة أنني لا أفهم! حين كانت الدول العظمى تضرب الدول المسكينة بستمائة (...)، كانت أدبيات الحكمة تقول لنا إنها دول عظمى، وفي قتالها مفسدة، ولهذا فعلى الحكماء إفهام الدهماء بأن المترتب على رفع الرأس أكثر من المترتب عن تنحيته، وقليل من الصبر لا يضر، ولا تنسوا أنها «إذا غضبت تغير عندنا الطقسُ.. وشاع السحل والدعس»! إذاً، لماذا يخاف العالم كله أن يقول «كخ» للدولة التي تضطهد المسلمين في بورما؟! فالصور التي ترد من الناشطين من هناك أبشع من أن توصف، رأينا في قباحات حروبنا تحديداً كل شيء: تعذيب وتنكيل واعتداء وحتى إعدامات «داعش» بتقنيات الـ«إتش دي»، لكننا لم نر إطلاقاً في كل تلك المآسي من يجرؤ على شنق أطفال دون الخامسة، لمجرد انتماءات آبائهم العرقية أو الدينية، فما يحدث في بورما هو عار على الجميع. «أغوغلُ» لمعرفة السبب، فتقول لي الإحصاءات إن جيشها ليس حتى ضمن الجيوش الأربعين الأكثر قوة في العالم! إن اقتصادها مهلهل، وعلاقاتها بالجميع سيئة؛ فلمَ لا يحرك أحدٌ ساكناً منذ أكثر من 50 عاماً؟ سأفهم أن تاجراً أو اثنين يخشون على إمدادات العود البورمي، ولا يهمهم إذا عرفوا أن قطع العود تلك كانت مدفونة مع أشلاء طفل أو طفلة، لكن ماذا عن بقية العالم المنافق؟! أين اختفى كتّابنا ومثقفونا الذين يملؤون الأرض ضجيجاً حين يتم الاعتداء…

«ذهبوا..!»

الأحد ٢٧ أغسطس ٢٠١٧

بعض الأدبيات الكلاسيكية تصبح مدعاة للرثاء، ومملّة بحق القائل - قبل المستمع - بسبب كثرة تكرارها، وعدم النظر فيها. تصبح أشبه ما تكون بخطبة جمعة لم يعد أحد يهتم بسبر أغوارها، لما يرى من شاسع فرقٍ بين التطبيق والتنظير، خصوصاً ممن يعتلي المنابر المختلفة في هذا الزمن، منبر الثقافة ومنبر النصح ومنبر الرياضة ومنبر السياسة.. كلها منابر مختلفة لقوالب متشابهة من الخطب. تخيل أن «يزقرك» والدك الكريم - على سبيل المثال - إلى حجرته الخاصة، التي يسميها غالباً باسم لا يفهمه سواه، «العتبة» أو «المقيشر»، أو ربما كما يحب بعض المديرين التنفيذيين هذه الأيام تسميتها بالـ«مختصر»، ويطلب منك الجلوس أمامه، ويخبرك بأنه سيقول لك أمراً مهماً.. ويغلق جوالاته، ويمنع الآخرين من اقتحام الخلوة المقدسة، حتى إذا وضعت ركبتيك إلى ركبتيه، نظر إليك بتأثر وقال: يا بني! من جد وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل! ولولا بقية من حياء في وجهك، وبقية تقدير منك لأدب الحوار، وللأيام الـ10 المباركة، لقلت له: تباً لك ألهذا «زقرتنا»! أنا أعلم بأنك لا تعترض على طبيعة الحكمة، ولا على ما فيها، ولكن كثرة تكرارها التي تعلم «الشطار»، جعلت الحكمة مفرغة من محتواها، مملّة وكئيبة، كمشاهدة عرض صامت لشارلي شابلن في سينما تضج بالألوان والأرواح! لِمَ كل هذه المقدمة الحكيمة بدورها؟ لأنني ببساطة…

«ظل الريح..!»

الخميس ١٠ أغسطس ٢٠١٧

إذا افتتحت بعد تقاعدي مكتبة شعبية في مدينتي العاشقة للقراءة فسأسمّيها حتماً «ظل الريح»، أو ربما «مقبرة الكتب المنسية» على اسم تلك المكتبة السحرية التي تدور وتنطلق أحداث هذه الرواية الساحرة منها في رائعة الكاتب الإسباني كارلوس زافون. يعلّق أحد المتابعين للسير الروائي في المنطقة على الرواية بقوله: إن حراكاً ثقافياً وضجة معرفية لم تثر مع صدور رواية مترجمة كما فعلت «ظل الريح» منذ صدور النسخة المترجمة من الرواية أو كتاب التعليمات الصوفية الممل إن شئت «قواعد العشق الأربعون» للتركية إلف شفق، الذي صدر بنسخته العربية قبل خمس سنوات تقريباً. الرواية تحصد النجاح بشكل لافت، خصوصاً لدى القارئ العربي لأنها تحوي العنصرين اللذين يولدان معه.. الروايات داخل الروايات كما في «ألف ليلة وليلة»، وأسلوب الحكاية الواضح، ذات الأحداث التي يمكن سلسلتها بعيداً عن الفانتازيا أو التشرذم الزماني.. وربما كان أسلوب زافون الجاذب يعود إلى أنه متخصص في الكتابة للأطفال، وكانت هذه الرواية هي أولى رواياته للبالغين، فنجح نوعاً ما في إثارة مكامن الفضول الطفولية في عقول وقلوب قرائه. بالإضافة إلى أسباب أخرى عدة ستضمن لها نجاحاً أكبر؛ فالناس تحب أن تقرأ عما ترى أنفسها فيه.. تحب أن تقرأ وصفة تعالج ما تعانيه، وزمن الرواية كان يتحدث عن (إسبانيا) التي يتعلق بها العرب لأسباب مختلفة حين تشرذمت وتقطعت أوصالها، وحطم الجنرالات…

«ودي بسفرة بين كازا وأغادير..!!»

الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠١٧

• «تسافر معنا المغرب؟». • «لو أنكم كنتم ترغبون حقاً في رفقتي لما سألتموني العصر إن كنت أرغب في السفر المغرب!». • «المغرب أيها الأحمق.. المغرب». هكذا تكون بداية الرحلة في العادة، حوار راقٍ بين عدد من الأصدقاء، مغلف بالثقة وحسن النوايا، على أن الرحلة الأخيرة لمطار مولاي محمد الخامس كانت مرهقة جداً، تأخرت الطائرة ساعات عدة في المطار، لظروف جوية معينة، ثم يبدو أن الرجل آثر السلامة، فزادت على عدد الساعات المخطط لها، لكن من قال إن الوقت مهم، حين تكون الوجهة كازا تكون النفسيات دائماً في القمة في الطريق إلى الوجهة السياحية الأفضل. في الساعات الثماني في الطائرة كانت تجلس إلى جواري امرأة تسعينية.. لم أخمن ذلك، لكنها هي التي أخبرتني.. كانت سعيدة كطفلة في الثامنة ستذهب لرؤية «ديزني»، أوروبية غريبة على ما يبدو.. وبناء على قوانين «غلوم»، التي تعرفها، فإن المرة الوحيدة التي تجلس فيها أوروبية غربية بجواري كانت فوق الـ90! عند وصول الطائرة، وبسبب حماسة لا يعرف سببها سواي، أنا وأنت، وبسبب الرحلة والانتظار الطويلين، قام الركاب، وأغلبهم من ربعنا، جزاهم الله خيراً، بالتصفيق والتصفير. سألتني المرأة التسعينية: هل هذا سلوك طبيعي لدى العرب، أن يصفقوا عند وصول الطائرات؟ فأخبرتها بأن الجواب لا، لكنها كانت رحلة استثنائية! لم أشأ أن أدخل معها في تفاصيل شعور الواصلين…

«خانني فيك الردى..!!»

الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٦

كنت مستغرباً جداً، كيف لهذه القامة العلمية، ألا يرى بوضوح بأن السيكل الـBMX الجديد هو الأفضل؟ جميع هذه التحديثات المخيفة، مكانٌ خاص لوضع زجاجة الماء، إضاءة خلفية وأمامية لتنبيه قائدي المركبات، جرس برنة مميزة، فرامل تلقائية عند القيام بحركة الريوس، هيكل خفيف يسمح بالقيام بحركة دائرة الفرجال المزدوجة بسهولة، الأحرف الثلاثة للاسم التجاري مكتوبة بشكل جميل وبألوان فسفورية، تضمن نيل زعامة السياكل في الفريج لمدة شهرين على الأقل. كيف لا يرى كل هذا ويصر على إقناعي بسيكل الباتان المستعمل لمجرد أنّ فيه «كرسياً إضافياً»؟! وهو يعلم أنني لا أسمح لأحد بأن يجلس خلفي! منقودة في الفريج! استمر الحوار مدة طويلة، هو يحاول إقناعي، وأنا أستغرب لوضع الموضوع على الطاولة للنقاش أصلاً، كان وضعي في المباحثات هو الأقوى، فبفضل تكنيكٍ معين للتعاون والتآزر بين الطلبة أثناء الامتحانات كان لدي من كوبونات التفوق ما يؤهلني لاستبدالها بما أختاره! هكذا كان الاتفاق! وحدها نظرة معينة في عينيه أثناء الحوار لم أفهما إلا بعد سنين طويلة! الأولوية كانت لأمور أهم كتلك «الديوانية» في منزلنا التي لم تخلُ من ضيوف قط إلا حين خلت من صاحبها تشي بنمط حياة ذلك الجيل، هو جيلٌ عاش من أجل غيره ولم يتململ قط! طقوس شبه يومية معتادة، تقوم من نومك المراهقي الثقيل وأنت تطلق صرخة الحرب على هيئة…

«رسالة الأدمِن الأخيرة..!!»

الخميس ٠٤ أغسطس ٢٠١٦

الأخوة الأعضاء.. أنتم تعلمون بأنني لم أطلب (الأدمنية)، وإنما جعلت لي بسبب فقدان أدمننا السابق لجواله وضياعه وانتفاء عضويته، ما جعلها تتحول إليّ بالأسبقية. الأخوة الأعضاء.. في كل هاتف هناك أربعة أرقام سخيفة تشير إلى الوقت، وقد حصّلت من العلم خلال 40 عاماً، ما يؤهلني لمعرفة الفرق بين الـ(am) والـ(pm) إلا في الساعة الـ12 صراحة، لذا فلا أحتاج من أحدكم إلى أن يذكرني في كل يوم بأن هذا صباح وبأن هذا مساء، كما إنها بدعة، ثم ما الداعي لكي يقوم جميع الأفراد فرداً فرداً بالتصبيح على بعضهم بعضاً في كل يوم وبصور «تخلص الغيغا»، وبورود وردية وحمراء، وعبارات لا تليق بشباب يهيّئ نفسه ليكون «جروباً» فارقاً في التاريخ؟! الأخوة الأعضاء.. حين يكون اسم جروبنا «جروب تزويد السيارات»، فما الداعي لوضع سنابات خالد حرية؟! أنا أواجه مشكلة حقيقية في «الفتك»، لدي «تربترونيك» وكلما خلصت على «الأوتوماتيك» بعد فترة من الدعاس أحس بأن في القير نفضة، وقد قال لي أحدهم بأن علي هذه الدقة من الشفت، وعلي عمل «قريز»، «للشفت» و«الدفريشن» من الأمام والخلف، ولأني أحب «الفتك» خاصتي «كما يقول المترجمون»، فلذلك أنا هنا.. طبخ خالد حرية للمظبي يمكنك وضعه في جروب الطباخ أو جروب الرياضة أو حتى جروب نادي الشارقة قبل المدرب الجديد، ولكن أرجوكم احترموا التخصص. الأخوة الأعضاء.. أمسكه بيدي…