علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

الصراعات أخفت دولاً بكاملها

الجمعة ١٣ مايو ٢٠١٦

ما بين الموت والحياة خيط رفيع فإما تدمر أو تعمر، وما الكراهية إلا وحش أعمى، يقود إلى سفك الدماء وهتك الأعراض، والاعتداء على السيادة. في هذا اليوم، صرنا نتذكر فقط، كانت على الخريطة دولة اسمها الصومال وأخرى ليبيا، وفي الطريق بلدان بدأت تتلاشى وتذوب مثل فصوص الملح، فعندما لا يحضر العقل ويغيب الوعي، يصبح الموت وسيلة للتعبير عن الإسقاط الداخلي على الخارجي، فما معنى أن يقدم كائن شبه بشري على تفجير نفسه من أجل قتل أبرياء، أطفال ونساء وشيوخ، وما معنى أن يرفع أحد مصاصي الدماء سيفه عالياً ليهوي به على عنق إنسان لم يرتكب ذنباً سوى أنه ولد في أرض ما توافر فيها الحقد بكثافة. ما معنى كل هذا النزيف العاطفي، ما معنى كل هذا النزوح باتجاه مناطق الكراهية، إنه العبث الوجودي، والعدم الأخلاقي والعشوائية الثقافية. فاليوم في سوريا، القاتل والمقتول، والسائل والمسؤول، كل يضع أقدامه على جحيم البغضاء، وتذهب سوريا باتجاه الفناء بعد أن دمر الحقد بنيتها التحتية، وشرد الملايين ويتّم الأطفال، وجعل سوريا مجرد ذاكرة مثقوبة، تخر منها نتف أجمل الحضارات، وتذهب جفاء، ويطل على العالم شبح اسمه الفوبيا أو الخوف المرضي، ووجه شائه بلا ملامح، اسمه سوريا. وأعتقد أن داعش ومسميات أخرى، لن تغيب عن الوجود، طالما بقيت ثقافة الغالب والمغلوب، وطالما تضخمت الذات البشرية، وأصبحت…

فرسان النجاح

الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦

في فريق الحكومة، هناك فرسان نجاح، أنيطت بهم مسؤولية ترسيخ ثقافة التسامح، وشغف القراءة الراسخة.. نحن اليوم نعيش عصر الإضاءات الكاشفة وزمن النجوم الساطعة، والأحلام الموشاة بملكات واقع يزدهر، برجاله المخلصين المؤمنين بأن التطور يبدأ بكلمة مسكوبة مثل الماء الرقراق، ولغة مسكوكة على معصم الروح، بأنامل بضة غضة.. ودعوة القيادة لترسيخ الوعي والتسامح، تأتي في سياق الرغبة العارمة لإنجاز مشروعنا الحضاري، وتحقيق طموحات أهل الوطن بأن نكون دائماً في المقدمة، ودائماً عند سحائب المجد. ولا نبالغ إنْ قلنا إن الرجال الذين يتحملون عبء الانتقال من مرحلة التهجي إلى مرحلة البلاغة والنبوغ، هؤلاء يضعون على عاتقهم قيادة المرحلة، تحت ظل الشجرة الوارفة، شجرة القائد الحكيم ونائبه الملهم، وبذلك أصبح التقاعس يهرب من محيطنا الوطني مذعوراً مرتجفاً لأنه يواجه صلابة الموقف وجسارة العزيمة، وقوة الإرادة والتصميم والإصرار على تحقيق الأماني، وتحويل الأحلام إلى واقع ملموس ومحسوس يعيشه الناس ويمارسونه حياة ووجوداً.. فرسان النجاح، جادون في تغيير الواقع، متسلحين بأدوات المعرفة والخبرة والتاريخ الذي أعطاهم قدرة المبادرة والمثابرة، وتنفيذ الأمر السامي بجدارة وقدرة فائقة، والمواطن اليوم يعيش عصره الذهبي في ظل الفريق الحكومي الذي يعيش بين الناس، وإلى الناس، فهو منهم وإليهم، فلا حاجب ولا راسب يقف سداً بين هذه الأيادي المتشابكة، والرؤوس المتعانقة، إنه الواجب، يضع القلوب مفاتيح للأبواب والنفوس نوافذ للإطلالة…

مجتمع الثقافة وطن التسامح

السبت ٠٧ مايو ٢٠١٦

أن تكون مثقفاً، تصبح كطائر نورس، يفرش أجنحة البياض، محلقاً بحرية، محدقاً في فضاءاته بلا قيود ولا عنجهية.. الثقافة هي إكسير حياة، وهي ديدن حب، وهي قاموس حلم، وناموس علم، وهي التي تضع الكلمات عند مشارف الشفاه، من دون تأتأة ولا لجلجة. أن تكون مثقفاً، فإنك تجلي الرواسب من العقل، وتزيح عن قلبك أثقالاً وأحمالاً، ويصير العالم في عينيك قلادة، والمحيطات سجادة، من مخمل التعارف والتكاتف، وعندما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه لا يمكن تكوين أسر متماسكة وهوية راسخة بلا ثقافة وقراءة فإن سموه يكرس واقع الأحلام الزاهية، والأيام الواعية، والأقلام الراعية بشؤون الإنسان وأشجانه وألحانه وألوانه وأفنانه. هكذا تصبح القراءة، نحتاً في جدار الجهل، من أجل الصقل ومن أجل إثارة العقل، ومن أجل تخصيب السهل، ومن أجل الارتواء والنهل، ومن أجل إقامة معرفة متماسكة البنيان، واضحة البيان، مستقيمة البنان. مجتمع الثقافة، وطن يغرس أشجاره، في ترب التسامح والتصالح من دون ضغائن وشواحن، وطن يلون عيون أبنائه ببريق النجوم، ونث الغيوم، ويرخي شرشف الحرير على مشاعر من جعلته الثقافة كائناً استثنائياً. ما يحصل اليوم في العالم العربي، من خراب وعذاب ويباب واضطراب واحتراب، هو نتيجة مباشرة لسوء القراءة، وهو محصلة لوجدان بشري تراكمت في داخله قمامة الجهل،…

الإمارات.. وسعادة البشرية

الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١٦

الإمارات، خيط الضوء في محيط العالم، ونهر العذوبة في صحراء الكون وانسكاب الحياة، في منطقة التحول البشري، وعبق العطور في بستان الشعوب.. الإمارات، اللون السحري، يحيك قماشة الوجود ببهاء وصفاء ووفاء، وما يحدث هنا رسالة تحررها أنامل المخلصين، وينقلها النسيم إلى حيث يوجد قلب يتضور عطشاً لأجل ومضة سعادة، وإلى حيث يكون العقل متسائلاً، مستفتياً النهار، كيف تكون الشمس ساطعة في دهماء الليل، وكيف يكون القمر لامعاً في وضوح النهار، وكيف يكون الحب مزدهراً، في زمن تهشم فيه البياض، وكيف تكون السعادة والعالم يختلج بالفوضى والضجيج واللظى.. إنها الإمارات، في المعقول واللامعقول، في المنطق واللامنطق، في الواقع وما بعده، هي العقل الذي تدبر أمره، والقلب الذي باح بسِرِّه، والروح التي تسامت، فأورقت أشجارها بالعطاء، وأثمرت أغصانها بالسخاء، وأينعت أزهارها بعطر وحناء.. إنها الإمارات في القبل والما قبل، تشاء أن تكون المحور والجوهر، هي أول الكلمة وآخر السطر، هي بداية الجملة، ونصوع القُبلة، الإمارات في النشوء والارتقاء، نبتة الصحراء التي صارت بستاناً وأقناناً وأفناناً، وريعان حلم، وصيرورة واقع، الإمارات القارب الذي أرهق الموجة، وجاش ولعاً بالماء، الإمارات الانثيال الأزلي في غضون الأمل، والانسياب الأبدي في تلافيف الحياة، الإمارات المسافة ما بين الرمش والرمش، الإمارات الكحل والأثمد، الإمارات صوت الأبد يباري الزمن في سياقاته، وسباقاته. الإمارات قامة واستقامة وهمزة الوصل، ما بين…

بالتخطيط لا بالاحتمالات

السبت ٣٠ أبريل ٢٠١٦

بالتخطيط لا بالاحتمالات، هي هكذا الإمارات طائر يفرش جناحي الحب على كل القارات، متوهجاً يرسم صورة الحاضر بإنجاز يذهل بالإعجاز، يأخذ الناس جميعاً إلى حيث تسكن شجرة الحب، إلى حيث تسيل جداول السعادة، وخصلات التسامح، تسترخي على الوجنات والجباه.. هي هكذا الإمارات، كما أرادتها القيادة، وكما أحبها الشعب الوفي، وكما فسحت السماء لها نافذة التألق. «بالتخطيط لا بالاحتمالات»، مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إطلاقه مؤسسة دبي للمستقبل، والمستقبل يفرد شراع البياض، ويذهب بالموجة نحو وشوشة الحاضر ورواية الماضي، ليبدو المثلث قائم الزاوية، متكئاً على قدرة الذين يحيكون من الأحلام قماشة الواقع، فيصير الواقع قميص النهار تدفئه خيوط الشمس، فيبدو كأنه السحابة الثرية تنعم برخاء النداوة والطراوة، هكذا هي دبي، عندما تأتي يصبح العشب خيوطاً لفساتين النساء، ويصير الزهر أزراراً لقمصان الحالمات في المساء، ويصير الليل عيوناً كحلت بالأثمد أحداقاً، وسورت بالحب أنساقاً، وطوقت باليسر أعناقاً، وأسست ورسخت عرفاً ومعرفة لأجل أن تصبح الدروب مضاءة بالسعادة، ممهدة بالتسامح، بالتخطيط لا بالاحتمالات.. تستطلع الجياد تضاريس حلها وارتحالها، والطير مشغول بما تبديه الأشجار من أخبار الحياة. وهكذا تذهب الإمارات، تسافر عبر الزمن، وللزمن أجنحة ومهارات، للزمن لسانه وشفته، للزمن لغته، للزمن مشاعره، للزمن تاريخه وحاضرته، نحن الذين فتحنا كتاب التاريخ…

اليوم عيد

الأربعاء ٢٧ أبريل ٢٠١٦

اليوم عيد، عيد الكِتاب والكُتّاب، عيد الأحباب والأصحاب، عيد الذين تسوروا بسوار الحلم، يبحثون عن ومضة غاصت في أتون الزمن، يسألون عن «لمضة» لم تزل الشغاف عارية منها، عيد يمتد لأيام يغسل السنين بالحنين، ويسرد حكاية النهار لطفل أو شبل، وكيف استمعت المحارات لوشوشة الموجة، وهي تبلل السواحل بالبياض، وتمنح الطير لغة العيون والجنون. عيد هذا، والناس فيه طيور بيضاء، أعشاشها دفات الكتب، وتغاريدها الكلام المباح، عيد هذا والناس فيه غزلان، مراعيها كتب، وكحل العين حروف ملتهبة بالغيض. وفي هذا المعرض قد تغيب نجوم، وتبزغ نجوم، ولكن السماء تبقى صافية، سحاباتها شال أبيض شفاف أشف من عيون امرأة تاريخية المعنى. عيد هذا، والمعرض يزخر ببساتين وزهور وفلاحين يزرعون المكان بحثاً عن قطف يلون الحياة، يزين العيون بألوان الطيف. عيد هذا ونحن إذ نجوب الممرات والأزقة، والحارات والمدن والقرى، في هذا المعرض، نجد أنفسنا، نجد أحبابنا الذين غابوا ثم جاؤوا يطرفون بجفون ملؤها الفرح، وعيون تغزل خيوط السعادة، في بلد السعادة. عيد هذا، وهذا عام، يتمشى الهوينا، والأيادي تلتئم كما هي الأفئدة، والحب وحده يرسم خارطة مزخرفة بجداول الكلمات، وحروف عناوين مدهشة، وسيول من البشر يتهافتون، مملوئين بالغبطة والسرور لأنهم فقط في معرض الكتاب، في قلب العاصمة الرائعة. عيد هذا، ونحن نخطو خطوات متئدة، باتجاه هذا الكون الكتابي أو ذاك، وعيوننا…

الإمارات – السعودية يداً بيد

الإثنين ١٨ أبريل ٢٠١٦

نحو غاية الإنسان وحماية الأوطان ومجد في الأزمان، تسير الإمارات والسعودية على خارطة طريق ممهدة بالوفاق والاتفاق والاستحقاق، والأشواق المبللة بالحب والقناعة الراسخة، أنه لا طريق إلا طريق الصمود في مواجهة التحديات، وبناء علاقات استراتيجية لا تهزها ولا تغيرها تباريح، هكذا تذهب قيادة الإمارات مع المملكة مع العمق التاريخي والثراء الجغرافي بمعاني القوة والنخوة وصبوة الفرسان ومنهج الشجعان، هذا ما أفرزته عاصفة الحزم، هذا ما أنتجته الأيام العصيبة حين تنادى الرجال، وكل شد الحزام، وقال لبيك يا وطن، لبيك يا ضرغام، واستطاعت قوة الأحشام أن تروي الظمأ، وأن تشفي الغليل، وترد وتصد من أراد لليمن الهلاك والضياع والتشرذم وبيعه. الإمارات والسعودية سارتا معاً في طريق الحرير من أجل خليج عربي لا تشوبه شائبة الباطنية ولا تصيبه خائبة العنجهية، خليج يمتد ذراعاً واسعاً كأغصان النخلة باتجاه عروبة تحتاج كثيراً إلى بلح الحياة، تحتاج كثيراً إلى ظلال يوم لا ظل إلا ظل التعاضد والتعاون والتلاحم كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، فنحن هكذا، التاريخ يفرض علينا الانسجام ولا بناء لقطر عربي واحد من دون الامتداد الطبيعي إلى سائر الأقطار.. ومن يتربص ومن يفكر في الخوض في مياه خليجنا يعرف ذلك جيداً، فلم يتجرأ أحد على تلويث فرات العراق، إلا عندما أصبح لقمة سائغة للحابل والنابل، ولم يسقط لبنان…

«الشيطان الأكبر»

الأحد ١٠ أبريل ٢٠١٦

في خضم الضياع العربي والتيه في غابة التوحش، تبرز إيران كتلة الجحيم التي تنثر شظاياها في كل صوب وحدب، بغية تحقيق مآرب شيطانية الهدف منها إبقاء المنطقة العربية تحت سطوة التشرذم والانهيار والانهزام، وهذا مبتغى إيران وحلمها التاريخي ووهمها الأزلي، حيث تعودت إيران السطو على المنجز التاريخي العربي، فهي الآن تريد أن تقول للآخر إنها حامية الديار الإسلامية. وهذا أمر ليس مستبعداً على فئة حاكمة في هذا البلد، أخذت على عاتقها رسم لوحة الأكاذيب على جدار الواقع، وسارت تنقش مزاميرها عند كل بوابة زمن، ومنذ انشقاق الصفويين عن الدولة العباسية واتخاذ من إيران مدفعاً فتاكاً للهدم، وتدمير الثوابت الدينية، واتخاذ رموز إسلامية عربية قرشية واجهة للحفاظ على مطمع فارسي. اليوم وبعد أن انهار العراق وتلاشت سوريا وانكمشت لبنان، بدأت مخالب إيران تمتد إلى الجزيرة العربية وبداية من اليمن، حيث لم تكف إيران عن دعم الانشقاق بهدف إطالة الحرب ومنع الوصول إلى وفاق يحدد معالم اليمن الجديد، ويبعد عنه شبح الحرب الانفصالية المغطاة بلحاف طائفي، والمحقن بأمصال الملال.. ونتمنى للحوثيين أن يعرفوا أن الله حق، وأن الوطن لا يقسم إلى أرغفة تتقاذفها أفواه الطمع، والجشع، وأن الحقوق إنْ كانت هناك حقوق لا تؤخذ بالتآمر أو الارتهان إلى الغير وقتل الأبرياء، وتدمير المنجز الوطني، وتحويل البلد إلى خراب ويباب وعذاب واكتئاب.. فالعقل…

اختطاف واستلطاف واستعطاف

الثلاثاء ٠٥ أبريل ٢٠١٦

الاختطاف، قد يكون مزحة أو أثر لوثة أو ضمن أجندة مبرمجة مدججة بعدوانية فجة، والأمر سيان في كل الحالات، لأن من يسرق وجدان الناس في ساعة خطف طائرة تكون الأرواح معلقة ما بين السماء والأرض، يكون قد ارتكب جريمة شنعاء ونكراء، فكيف لنا أن نتصور مشاعر الذين حبسوا الأنفاس وارتجفت أوراحهم وأطرافهم وصاروا في حالة اللاحياة واللاموت، والسبب في أن شخصاً ما مشحوناً بالحقد والكراهية أراد أن يخفف من وطأة الحقد في داخله، ففكر في أبسط وسيلة رغم الإجراءات المعقدة التي تتخذ بحق كل من ينوي السفر على متن طائرة ما، إلا أن هذه الإجراءات لا تخلو من الثغرات لكونها عملاً بشرياً يحتمل الصواب والخطأ. فإذا كان الشخص قرر أن ينفذ عمليته الإجرامية، فإنه سوف ينتحل شتى الطرق كي يصل إلى مرماه ويحقق هدفه، وهذا لا يحتاج إلى ذكاء بقدر ما يكون لوسائل الكراهية أدواتها العقيمة والقميئة التي من خلالها يتم اتخاذ قرار ارتكاب الجريمة. ويعرف الخاطف أنه لو نفذ عمليته فسوف يموت قبل غيره إلا أنه يمعن في ارتكاب الجريمة لأن أمثال هؤلاء يكونون قد وصلوا إلى مرحلة قصوى من الدونية والعدمية ما يجعلهم لا يبالون ولا يرأفون، ولا يخافون، فهم أموات وليسوا أحياء. البعض استلطف والبعض الآخر استعطف قضية خاطف الطائرة المصرية، ولكن هؤلاء لا يستوعبون ما بين…

الإمارات شجرة بجذور القارات الخمس

السبت ٠٢ أبريل ٢٠١٦

تحدق الإمارات، تحلق، تتدفق تتألق، تتأنق، تتناسق، تتوافق، تتسامق، تسابق الزمن في رسم خارطة استثنائية لا تنتمي إلا لها، علاقات مع الآخر، في القارات الخمس، في محيطات الواقع المستثنى من أي شوائب، أو نواكب، أو خرائب، أو غرائب، علاقات جذرها الود، وغصنها العون ساعة الجد، ولا احتمالات ولا خيالات غير مستقبل الإنسان في كل مكان وأينما حل وكان. فمن شجرة الصحراء النبيلة، إلى البحار واليابسة، هناك تذهب الإمارات، محملة برسائل السلام والوئام والاحترام والانسجام، والالتئام، رسائل فحواها ومحتواها ومنتهاها ومبتدأها وخبرها أن الإنسان هو الإنسان لا لون له ولا عرق ولا طائفة غير الحب، والانتماء إلى أمنا الأرض التي نحن من ترابها وترائبها وسقفنا سماء تضيئها نجوم البياض الأبدي، وتلون قماشتها أقمار الحلم النجيب. الإمارات بفضل الخيرين والفاضلين والأصلاء الأوفياء النجيبين، تذهب إلى العالم بقلب معشوشب بالعشق، وروح تلفها الشفافية، ونفس مطمئنة يعمها السلام الأزلي، موشومة بغرس زايد الخير طيب الله ثراه، ونهل خليفة الوفاء، تذهب الإمارات إلى شعوب العالم، وهي ريانة بالمعاني الجميلة، والمشاعر الأصيلة، والقيم النبيلة، تقدم نفسها للعالم بهذه الحزمة من المبادئ القيمة لذلك أصبحت اليوم الفاصلة للجملة المفيدة والبوصلة للكلمة السديدة، العالم أجمع يتفق على أن الإمارات موئل غزلان الأمان، وموطن خيوط النور المشرقة شهادات وإفادات دولية، تشير بوضوح أن هذه البقعة من العالم وحدها التي…

المشهد الرهيب

السبت ١٩ مارس ٢٠١٦

في وجه العاصفة الهوجاء، وتحت زخات المطر المهيبة، كان شباب الوطن، مشمرين مؤزرين بالشجاعة والصدق والوفاء. يعاونون إخوتهم من رجال الشرطة الأجلاء، في إزالة الأشجار الساقطة في صدور الطرق، وينظمون حركة السير، وبلباسهم الأبيض المبتل من رحيق السماء، ترى فيهم صورة الملائكة، ترى فيهم النبل وشهامة النجباء، يتحركون تحت زخات المطر، كفراشات تعبق المكان بالمنظر الخلاب، هؤلاء هم أبناء زايد في الملمات رجال، وفي الخطوب أنصال، وفي لحظات الجد تجدهم ليوثاً صارمات حازمات حاسمات لا ترضى لضيم ولا تخنع لغيم. شباب أثبتوا أنهم رجال المواقف الصعبة، واللحظات التاريخية الحرجة، فلم نجد في بلد من بلدان العالم مثل هذه المشاهد المشرفة، لم نجد سواهم، فهم الذين اليوم يعلمون العالم دروساً في الانتماء والإخاء والوفاء، هم الذين يضربون الأمثال في ساحات الوغى، كما في ساعات الظروف الصعبة. لم يقصر رجال الشرطة في تأدية الواجب، بل كانوا حاضرين بكل حزم وجزم، وفي قلب الحدث، ولكن ما قدمه شبابنا لهو النموذج، والدرس كانوا في مستوى الحدث كانوا عند حسن الظن فيهم في تحمل المسؤولية والالتزام الأخلاقي الذي تربوا عليه، والذي رسمته لهم القيادة الرشيدة، هؤلاء الشباب أسعدوا من شاهدهم ورفعوا الرؤوس عالية لآبائهم وأمهاتهم وذويهم. هؤلاء الذين تفانوا ولم يبالوا بالأخطار التي قد تحدق بهم، وهم يتعرضون لقصف الرعد والبرق، ويغسلون أجسادهم الطاهرة، تحت…

المتقنون لفنون الحرب

الأربعاء ١٦ مارس ٢٠١٦

«المتقنون لفنون الحرب» هؤلاء هم عيال زايد، المدنفون بالحب، الفائضون وعداً وعهداً، ومداً وسداً، الذاهبون بالوطن نحو غايات الكرامة والشرف الرفيع، هم الشامة والعلامة، هم القامة والقيامة، هم في ساحات الوغى أسود ورعود وصقور، في «رعد الشمال» تراهم أوتاداً شامخة راسخة، هم عمالقة السؤدد والمدد، أنشد الطير في سجاياهم، وغنى الشجر، وفاضت الأرض، من طرق خطواتهم وأبابيلهم، هم للإمارات سياج وسراج، هم للقيادة نهج مبتهج، أثروا المعاني بجليل العطاء والولاء والوفاء والانتماء، هؤلاء هم عيال زايد، أيقظوا سبات العروبة حين زلزلوا وجلجلوا، وتوغلوا وأوغلوا صوت الحديد في أتون العدو، ومتونه، هم هؤلاء الرجال والأنصال حين عز الوصال كانوا هم، بوح المقال، وصليل السجال، هم في المجال كواكب ومناكب، وسواكب ومذاهب، وعواقب، ورواهب، هم الشهب والنجب، هم الذين أعلنوا عن فتح وشرح، وقدح، فراجت جباههم في الأرجاء والأنحاء، هيضوا التعنت، وروضوا التزمت، وبالإرادة الأمينة ساموا العِدا سوط عذاب، جعلوا النهيق والزعيق يباباً واكتئاباً، وأضاءوا سماء الوطن بقناديل النصر المبين، ظافرين فائزين على المعتدي اللعين، ومن أجل يمن العروبة والشرعية، أرخصوا الأرواح، وجاهدوا بالنفس والنفيس.. هؤلاء هم أبناء زايد، أحفاد المهلب بن أبي صفرة، هناك عند الثغور صقور، والفرد منهم أسد هصور، فبالطلقة المتقنة أثخنوا من خذل ومن تنازل عن عروبته جراحاً، وقراحاً، هم هؤلاء اليوم أسماؤهم على لسان الطير وشفة الموجة،…