علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

خلف «السراب»

الإثنين ٠٢ فبراير ٢٠١٥

يقول الفيلسوف الأندلسي الشهير محمد بن أحمد بن رشد: «إذا أردت أن تتحكم في جاهل، فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني». ويضيف: «إن التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل». وكي لا يبقى الجهل معششاً في رؤوس الكثيرين ممن خُدِعوا بالجماعات، التي تتاجر بالدين كي تتحكم في الجهلة، الذين انقادوا لها، يأتي كتاب «السراب» للباحث والمفكر السياسي الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ليكشف زيف دعاوى هذه الجماعات، ويزيل الغلالة التي يغطي بها المتاجرون بالدين الإسلامي دعواتهم الباطلة، التي تبدو في ظاهرها إصلاحية تحمل مشروعات حضارية للنهوض بالأمة الإسلامية، لكن باطنها خاوٍ وضعيف، بدليل أنها سقطت في أول اختبار لها تمثل في وصول «الإخوان المسلمين» إلى سدة الحكم في كل من مصر وتونس. ولأن جماعة «الإخوان» هي الحاضنة التي خرجت منها كل الجماعات المتشددة، التي نشاهدها تعيث في الأرض قتلاً هذه الأيام، فإن هذه الجماعات مرشحة هي الأخرى للسقوط، رغم النجاح الذي يظن البعض أنها قد حققته بإقامة ما أطلقت عليه «دولة إسلامية» في العراق والشام، ورغم انضمام عدد غير قليل من المقاتلين الأجانب إلى هذه الجماعات الإرهابية، الذين تقول دراسة حديثة نشرها «المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي»، إن عددهم بلغ 20 ألف مقاتل، جاء الكثير منهم من دول…

قبل غزوة باريس وبعدها

الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥

قبل الهجوم عليها، لم تكن مجلة "شارلي إبدو" تطبع أكثر من 60 ألف نسخة باللغة الفرنسية فقط، تبيع نصفها في أحسن الأحوال، ويعود الباقي مرتجعا عبر شركة التوزيع. بعد الهجوم طبعت المجلة 5 ملايين نسخة، بست عشرة لغة من بينها العربية، نفدت من الأسواق بحلول الساعة الثامنة صباحا من اليوم الذي صدر فيه العدد. قبل الهجوم عليها، كان سعر النسخة من "شارلي إبدو" ثلاثة دولارات ونصف. بعد الهجوم وصل سعر النسخة إلى أكثر من 600 دولار في المزادات التي أقيمت عليها في الإنترنت، بعد أن نفدت نسختها المطبوعة، وصار العديد من أصحاب الأكشاك الباريسية يرددون لزبائنهم "لم يعد لدينا أعداد". قبل الهجوم عليها، لم يكن قد اطلع على الرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة "شارلي إبدو" عام 2011 سوى عدد قليل، وربما في فرنسا فقط. بعد الهجوم أعادت معظم وسائل الإعلام في أنحاء العالم نشر الصور، إما تحديا للمهاجمين، أو إشباعا لفضول القراء والمتابعين. قبل الهجوم على مجلة "شارلي إبدو" تجمع نحو 17 ألف متظاهر من مؤيدي الحركة الاحتجاجية "اوروبيون وطنيون مناهضون لأسلمة الغرب" في مدينة "درسدن" الألمانية. بعد الهجوم شارك أكثر من 3 ملايين و700 ألف شخص في مسيرة ضد الإرهاب الذي أصبح لصيقا بالمسلمين، طافت مختلف أنحاء فرنسا، وتخطتها إلى عدة عواصم أوروبية ومدن أميركية وعربية، تضامنا مع ضحايا…

#محشوم_يا_شيخ_محمد_بن_زايد

الإثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤

(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). هكذا هم الماكرون دائما، يخططون ويسعون لتحقيق أهدافهم الشريرة، ويريد الله أن يفسد عليهم تخطيطهم ويبطل مسعاهم، فيحدث عكس ما خططوا له وسعوا. خطط إخوان الخليج للإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في شخص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فأفشل الله خططهم وأبطل مسعاهم، وتحولت كلمات الناعق باسمهم إلى رصاصات ارتدت إلى نحورهم، وهبّ أبناء الكويت الشرفاء الطيبون. مثلما هبّ أبناء الإمارات الفخورون بشيخهم، ليلهبوا مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاقات وتغريدات تعبر عن حبهم لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتحصر الماكرين في زاوية ضيقة، كي يعرفوا حجمهم الحقيقي، ومكانهم ومكانتهم في المجتمع الكويتي. فكان مهرجان حب ووفاء لهذا القائد الذي يحتل مكانة رفيعة، ليس في قلوب أبناء الإمارات فقط، وإنما في قلوب الخليجيين والعرب جميعا، الذين يقدرون دوره في قيادة منهج الاعتدال، ومحاربة أوكار الإرهاب والتطرف، وكشف خفافيش الظلام الذين يعتقدون أنهم وحدهم يمثلون الإسلام، وأن كل من لا ينتمي إلى مكتب إرشادهم عدو للمسلمين، وللبشرية جمعاء. لا يساورنا أدنى شك في أن سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليس في حاجة إلى اختبار مكانته في قلوب أبناء دولة الإمارات والكويت وكافة دول مجلس التعاون الخليجي والعرب جميعا. ولكن يبدو أن خفافيش الظلام هم الذين كانوا بحاجة إلى…

صدق محمد بن زايد وكذب الدويلة

السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤

هذا هو ديدن الأذناب دائماً، يحاولون التطاول على الرؤوس عندما يعجزون عن الارتقاء إلى هاماتها العالية، وهذا هو ما فعله النائب الكويتي السابق الإخواني مبارك الدويلة، عندما حاول الإساءة إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فاتهمه بأنه ضد الإسلام السني. لكن محاولة الإساءة إلى الشيخ محمد بن زايد لن تزيده إلا سموا ورفعة، ولن تزيد صاحبها إلا دنوا ووضاعة، فالكل يعرف أن سموه أول وأكثر المدافعين عن الإسلام بكل طوائفه ومذاهبه المعتدلة البعيدة عن التطرف والتآمر على الأوطان، ومحاولة التسلق إلى السلطة لخدمة أهدافها ومصالحها، لا خدمة الإسلام والمسلمين.. والجميع يعرف أن جماعة «الإخوان المسلمين» أول وأكبر الجماعات المتسلقة التي ليس لها هدف سوى الوصول إلى السلطة بأي شكل من الأشكال، موهمة الآخرين أن لديها مشروعاً، وقد فشلت في ذلك فشلا ذريعا ومدويا في مصر وتونس وغيرها من الدول عندما أتيحت لها الفرصة للوصول إلى الحكم، وهي تحاول اليوم تبرير هذا الفشل وتحميل الآخرين مسؤوليته، معتقدة أن الإساءة إلى الكبار هي التي سترفعها من المستنقع الذي سقطت فيه. واضح أن قطع رأس الأفعى في مصر جعل أذنابها في كل مكان تتلوى محاولة إعادة لصق الرأس بالجسد، أو استنساخ أفعى جديدة في منطقة أخرى، تقوم بالدور الذي عجزت الأفعى…

«شبح الريم» والأشباح الأخرى

الإثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤

إذا كان «شبح الريم» قد فشل في زعزعة أمن واستقرار هذا البلد، واستطاعت أجهزته الأمنية، بما تتمتع به من كفاءة عالية وحرفية، كشف غموض الجريمة التي اختار من خطط لها وارتكبها يوماً من أعز وأغلى الأيام لدى أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، وهو اليوم الوطني، الذي تؤكد دولة الإمارات فيه دائماً أنها واحة للأمن والأمان، فإن ثمة من يريد تحويل هذا الفشل إلى نجاح من نوع آخر. وهو إثارة الفتنة في هذا البلد، ووصف الآراء التي كتبها بعض الزملاء الكتاب حول ارتداء المجرمة للنقاب والتستر تحته، بأنها حرب على لبس زوجات وبنات الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا، وعلى الاحتشام والفضيلة، وتسميم المجتمع بهذه الأفكار، وفقاً للرسائل المتداولة عبر «الواتس أب» ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تحاول تصوير الأمر وكأنه حرب على الإسلام. لسنا ضد الاحتشام والفضيلة، ولسنا ضد ارتداء النقاب، طالما لم يصدر منه ضرر على المجتمع وأمنه، وعلى استقرار المقيمين على أرضه، وطالما لم يتم استغلاله في التخفي لارتكاب أعمال إرهابية أو إجرامية، لكن الواقع يقول. من خلال ملفات الأجهزة الأمنية والشرطية في الدولة، إن هذا الزي المُختلَف عليه قد استُغل فعلاً في ارتكاب جرائم ومخالفات أمنية، والتسلل إلى صفوف النساء أنفسهن في المساجد من قبل رجال تخفوا به، وفي شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص، وقاموا…

الثورة الحقيقية بدأت هنا

الإثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤

كلما ارتقت دولة الإمارات درجة في سُلّم تحقيق السعادة لشعبها، خرجت علينا منظمة من المنظمات بتقرير يشوه الصورة الجميلة التي يعرفها الجميع عن دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، والمقيمين على أرضها من مختلف الجنسيات. لذا لم يشذ تقرير منظمة العفو الدولية الأخير عن هذه القاعدة، فصدر متزامناً مع احتلال دولة الإمارات مركزاً متقدماً على مؤشر السعادة الصادر عن مؤسسة «موف هاب» لهذا العام، والذي نشرته مجلة «تايم» الأميركية الأسبوع الماضي. التقرير الذي تضمن مغالطات كثيرة، جعلنا نشعر بأنه يتحدث عن بلد آخر غير دولة الإمارات التي نعيش فيها، فادّعى تعرض العشرات من الناشطين للمضايقة والاعتقال والتعذيب، وقال إنه يرفع الغطاء عن مناخ الخوف الذي اجتاح البلد منذ عام 2011، بعد الانتفاضات الشعبية العارمة التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط، حسب تعبيره. ولا ندري عن أي مناخ وأي خوف يتحدث التقرير؟! ، فقد كانت دولة الإمارات وما زالت أكثر الدول أماناً، وشعبها أكثر الشعوب التفافاً حول قيادته. ورغم بشاعة ما جاء في التقرير المتحامل على دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، إلا أن الأبشع منه كان تعليق نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، حسيبة حاج صحراوي، التي ادعت أنه «تحت بريق واجهة الألق والروعة، ثمة جانب أكثر ظلمة تكشفت معالمه في الإمارات العربية المتحدة»! تقرير مسيء وتعليق أكثر إساءة، وإذا كانت سلطات…

مصر التي في القلب

الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤

عشقناها صغاراً؛ تعلمنا حروف الأبجدية الأولى على أيدي مدرسيها، وشممنا رائحة الدواء الأولى على أيدي أطبائها، وعرفنا العلوم الأولى من بحوث علمائها، وقرأنا الروايات الأولى بأيدي كتابها، وسمعنا الأغاني الأولى من حناجر فنانيها، وشاهدنا الأفلام الأولى من تمثيل نجومها. وعندما كبرنا وكبرت أحلامنا في وطن عربي يجمع الأمة من مشرقها إلى مغربها، كانت مصر هي القبلة التي توجهنا إليها، فمنها بدأ المد القومي، الذي انطلق لينعش الآمال في نفوس العرب جميعا، ويجدد الرغبة في استعادة أمجادنا، وبعد كل نكسة كانت الأمة تصاب بها، كانت مصر هي من ينهض بها منها. هذه هي مصر التي لها في قلب كل عربي مكان، من مشرق الوطن إلى مغربه، ولها مستقر في الوجدان، ينشغل بهمومها كل عربي أكثر مما ينشغل بهموم وطنه، لأن مصر ليست مجرد أرض على خارطة الكرة الأرضية، وإنما هي قوة يمكن أن تغير المعادلة في أي لحظة. وقد بدا هذا واضحا خلال المنعطف الذي تمر به الأمة العربية هذه الأيام عاصفا بكيانها ممزقا دولها، فرغم أن مصر داخلة في مخطط الفوضى الذي يتم تنفيذه بطريقة أحجار الدومينو تجاه الأمة العربية، إلا أن يقظة شعب مصر العظيم وعقيدة جيشها القوي أنقذتاها من الوقوع في هذا المستنقع الذي انزلقت إليه دول غيرها، فأحيت بذلك الأمل في الحفاظ على كيان الأمة، وإعادتها إلى…

محاربة الفكرة

الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤

في الوقت الذي كان فيه حجاج بيت الله الحرام يقفون على صعيد عرفات، رافعين أكفهم بالدعاء إلى الله تعالى أن يرفع عن الأمة الغمة، ويفرج الكربة، كي تخرج من هذا النفق المظلم الذي سيقت إليه. كانت هناك كفوف أخرى تضغط أصابعها على زناد البنادق، لتواصل رحلة الإبادة التي بدأتها ضد مسلمين من بني جلدتها ودينها وعقيدتها، مصرة على تكفيرها، محتكرة الدين الصحيح لها وحدها، مقصية الجماعات الأخرى التي يشهد أفرادها أن «لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله» مثلها. احتكار الإسلام من قبل بعض الجماعات التي تسمي نفسها «إسلامية» هو الآفة الكبرى التي تجتاح العالم الإسلامي. ومن هذه الفكرة الخبيثة يؤتى الإسلام أكثر مما يؤتى من قبل الأفكار الأخرى التي غالبا ما تلصق بها نظرية المؤامرة محاربة الإسلام والكيد لأهله، وتخريب بلاد المسلمين، في حين نرى أن هذه البلاد تخرَّب بأيدي المسلمين أنفسهم أكثر مما تخرَّب بأيدي غيرهم، ونرى المسلمين يبادون بأيدي مسلمين مثلهم أكثر مما يبادون بأيدي غيرهم. ونرى الإسلام يتعرض للتشويه على أيدي هذه الجماعات التي تسمي نفسها «إسلامية» أكثر مما يشوَّه على أيدي أعداء الإسلام الذين طالما حمّلناهم مسؤولية هذا التشويه على مدى العقود، وربما القرون، الماضية. من أين جاء هذا الفكر المتشدد المنحرف، وكيف نما وترعرع حتى أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد كيان الأمة الإسلامية…

اختلافهم لم يعد رحمة

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤

أنهت الجمعية العمومية لما يُدعى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» دورتها الرابعة، التي عُقِدت في العاصمة التركية إسطنبول أواخر شهر أغسطس الماضي، بإصدار بيان ختامي، كان أبرز ما فيه، مهاجمة الاتحاد للجماعات الإسلامية غير المنضوية تحته. والتحريم القاطع لما تفعله من قتل الأبرياء، تارة تحت ذريعة الطائفية البغيضة، وأخرى باسم دولة الخلافة الإسلامية المزعومة ومحاربة الطواغيت، والتأكيد على أن زعم قيام الخلافة الإسلامية ليس لأي فئة أن تدعيه، وإنما هو حق موكول إلى الأمة وعلمائها وممثليها. وتوجيه النصيحة الخالصة لشباب الأمة ألا يغتر بمثل هذه الدعاوى التي لا تستند إلى أصل شرعي صحيح، ولا إلى فقه مقاصدي معتبر، وألا يلقوا ربهم ورقابهم معلقة بدم الأبرياء، وأن يرجعوا إلى أهل العلم الثقات لبيان الحكم الشرعي. دعوة كان يمكن أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، لولا كلمة رئيس الاتحاد الدكتور يوسف القرضاوي أمام الجمعية العامة، التي شبه فيها أردوغان بموسى عليه السلام، واعتبر تركيا دولة الخلافة، وإسطنبول عاصمتها، عندما وجه القرضاوي خطابه أمام الجمعية العمومية الرابعة للاتحاد إلى الشعب التركي، قائلاً: «أردوغان رجل الدولة القوي الأمين، والقائد الذي يعرف ربه، وتركيا هي دولة الخلافة، وإسطنبول عاصمتها، فهي تجمع بين الدين والدنيا والعربي والعجمي، وينبغي أن تقوم عليها الأمة». ودعا القرضاوي الأتراك إلى دعم أردوغان قائلاً: «من واجب الأمة والشعب أن يكونوا مع أردوغان،…

طرد هنا وطرد هناك

الإثنين ١٤ يوليو ٢٠١٤

شهد الأسبوع الماضي حادثتي طرد لمسؤولين أميركيين، من دولتين تقع أولاهما في شرق الكرة الأرضية، وتقع الثانية في غربها. كان المطرود في الأولى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان »توماس مالينوفسكي«، الذي طلبت وزارة الخارجية البحرينية منه مغادرة البلاد فوراً، وذلك لتدخله في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وعقده اجتماعات مع طرف دون أطراف أخرى، بما يبين سياسة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ويتعارض مع الأعراف الدبلوماسية والعلاقات الطبيعية بين الدول، وفقاً لما جاء في بيان الوزارة. وكان المطرود في الثانية مسؤول المخابرات في سفارة الولايات المتحدة الأميركية في برلين، الذي قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية إنه طُلِب منه مغادرة ألمانيا، على خلفية كشف قضية تجسس ألمان لصالح واشنطن، يُعتقَد بأنه أشرف عليها. في حادثة طرد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان من مملكة البحرين، استنكرت وزارة الخارجية الأميركية قرار نظيرتها البحرينية، وكشفت أن المنامة طلبت حضور ممثل عنها للقاءات التي يجريها الدبلوماسي الأميركي مع أشخاص وجماعات تمثل المجتمع البحريني، معتبرة أن هذا الطلب »يتناقض مع العلاقات الثنائية طويلة الأمد، وينتهك التقاليد الدبلوماسية الدولية«، لافتة إلى أن هذه التصرفات »لا تنسجم مع علاقات الشراكة القوية بين البلدين«! أما وزارة الخارجية البحرينية فقالت إن مالينوفسكي »التقى حزباً معيناً على حساب غيره من الأحزاب«، وهو ما أقره »تجمع…

الإحساس بالظلم

الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤

يقول أفلاطون إنه لا يعرف معنى العدالة، ولكنه يعرف معنى غياب العدالة. ربما يبدو هذا مدخلاً فلسفياً مناسباً للحديث عن الظلم، لكن الفلسفة قد لا تكون هي المدخل الصحيح للحديث عن هذا الموضوع، ذلك أن المظلوم عادة ما يفكر في أشياء كثيرة عندما يتعرض للظلم، ليس من بينها الفلسفة، مع كل الاحترام والتقدير للفلاسفة العظماء، منذ فجر التاريخ حتى اليوم. وبرغم أن «الظلم من شيم النفوس»، كما يقول شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي، إلا أن قليلاً مِن البشر مَن يعترف بأنه ظلم ذات يوم نفساً بشرية، أو طيراً، أو حيواناً، أو حجراً، ذلك أنه حتى الظالم يشعر بفداحة هذا الفعل، ويحاول إبعاد نفسه عنه. ومع هذا فقلّ أن تجد مَن لم يباشر هذا الفعل بشكل من الأشكال، إلى درجة أن الإنسان قد يظلم نفسه أحياناً على حساب مراعاة مشاعر الآخرين، وتقديم مصلحتهم على مصلحته، إما لإحساسه بالمسؤولية عنهم، أو لتقمصه دور المخَلِّص الذي عليه أن يضحي من أجل الآخرين، مقدماً نفسه قرباناً على مذبح الفضيلة. الإحساس بالظلم شعور ينشأ عند الإنسان منذ الطفولة، فالطفل يشعر بأن والديه يظلمانه عندما يحرمانه من اللعب طوال اليوم، ويحددان له وقتاً للدراسة.. وآخر للعب.. وثالث للنوم.. وهكذا. والشاب يشعر بالظلم عندما يمنعه والداه من البقاء خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل، والفتاة…

العصفور والرصيف

الإثنين ١٤ أبريل ٢٠١٤

استرعت انتباهي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، عبر حسابه الرسمي، حيث وضع سموه مقطع فيديو يظهر فيه فرخ طائر صغير يحاول اعتلاء رصيف في يوم ماطر، لكنه يفشل في المحاولة، قبل أن تمتد إليه يد لترفعه برفق وتضعه على الرصيف لينطلق إلى الناحية الأخرى. ويعلق سمو الشيخ سيف بن زايد على المقطع قائلا: "كل مخلوق في بداياته يحتاج لمن يأخذ بيده، حتى الدول الكبيرة بدأت بمن رسم لها الطريق". مقطع "العصفور والرصيف" يصلح في رأيي لأن يكون درسا لنا في أمور كثيرة، تبدأ من الطفولة المبكرة، وتمتد حتى آخر العمر. تنطلق من داخل البيت، وتنتقل معنا إلى المدرسة، فالجامعة، ثم الحياة بكل ما نواجهه فيها من أوجاع ومسرات بعد أن ندخل معتركها. والدرس لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يشمل الدول أيضا، مثلما ذكر سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في تعليقه على مقطع الطائر الصغير، بحيث يمكن أن تتشكل منه نظرية يمكن تطبيقها في نواحي الحياة المختلفة. ولو أردنا أن نضرب عليها مثالا لوجدنا ملايين الأمثلة التي يمكن أن تكون شواهد حية عليها، واحد منها وزارة الداخلية التي يتولى قيادتها سمو الشيخ سيف بن زايد نفسه.. والتي حصلت مؤخرا على شهادة الآيزو (20089001)…