عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

قوة الاعتقاد الإيجابي

الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠١٧

قفز من السرير في سباق مع الدقائق والثواني فلقد تذكر موعده مع أحد أصدقائه المقربين الذي طلب منه أن يقله إلى المطار في الصباح الباكر، ارتدى ملابسه بلمح البصر، ورفض مجرد فكرة تناول الإفطار، فالطريق إلى منزل صديقه يستغرق نصف ساعة ولم يكن أمامه وقت. ركب سيارته وكأنه يسابق الريح إلى أن وصل إلى منزل صديقه بعد وقت طويل وهنا بدت علامات الغضب والضيق على وجه صديقه، وحين أوصله إلى المطار اكتشف أنه تأخر عن موعد طائرته فلقد رحلت الطائرة، فأطلق الصديق الرصاصة المحبطة بقوله «أنت إنسان فاشل ولا فائدة منك». وهنا بدأ بعملية جلد الذات فكيف له أن يتأخر على صديقه. لقد وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه لأنه يعتقد أنه فعلاً إنسان فاشل؟! أحياناً يبالغ البعض في اعتقاده بأن مشكلته كبيرة جداً لذا يبدأ بجلد الذات. ويعد جلد الذات مرضاً نفسياً وأسبابه تنحصر في إخفاقات الفرد في إقامة بعض العلاقات التي كان يتمناها أو الشعور بالتقصير تجاه عمله وأسرته وأصدقائه. فتجده يختلق لنفسه أخطاء لم يرتكبها ويقنع نفسه بأنه يستحق اللوم فيدخِّل نفسه في دوامة جلد الذات التي تعود عليه بالسلب لأنه يحمِّل نفسه قدراً من اللوم فوق ما يستحقه فقط لأنه اعتقد مع نفسه أنه قد وقع في الخطأ. يقول روبرت ديلتز أحد مؤسسي علم البرمجة…

الصراخ أم الحوار؟

الثلاثاء ١٤ مارس ٢٠١٧

توجهت إحدى الأمهات إلى المدرسة لاصطحاب ابنتها ذات الأربع سنوات بعد انتهاء يوم دراسي، وبينما هي تقترب من الصف لاصطحابها تندهش من تعنيف أم لطفلها الصغير بالصراخ والتهديد بقولها »عقاباً لك، لن تحصل على ما تريد مدى الحياة«، بدأ الطفل يخطو خطواته البطيئة الحزينة ممزوجة مع تعابير وجهه المرتبكة من سخط واستياء الأم فهو لم يكن يريد سوى أن يتأخر بعض الوقت في المدرسة لرغبته في اللعب مع أصدقائه. مع هذا السلوك التزمت الأم الصمت مندهشة لتلاشي العاطفة من قلب تلك الأم التي لم تتهاون لحظة في إحراج طفلها أمام زملائه. هل يُجدي اتباع الصراخ كأسلوب تربوي ناجح لتقويم سلوك الأطفال؟ كثيراً ما تفقد بعض الأمهات أعصابهن في التعامل مع الأطفال، فمهما حاولت التماسك أو التذرع بالصبر من طيش وتصرفات الأطفال، تجدها تثور في لحظة معينة فيعلو صوتها بصراخ متكرر يكون له تأثير سلبي وكبير على نفسية الطفل لأنه يعتقد أن هذا دليل على عدم حبها له. ينصح علماء النفس الوالدين دائماً بأن يبثا الطمأنينة في نفس طفلهما ومحاولة إفهامه أن الحب الذي يكنانه له لا يتأثر بلحظات الغضب. تربية الأسرة تعد من أقوى المؤثرات التربوية والاجتماعية على الأبناء كونها المسؤول الأول عن النمو الاجتماعي للأبناء وتكوين شخصيتهم التي تحصنهم من الخطأ وتوجههم إلى الصواب حيث إن لها الأثر النفسي…

الأخلاق وحضارة المجتمعات

الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧

تعرض أحد منتسبي العمليات الخاصة للقوات المسلحة، لحادث سير تسبب في إعاقته، لكنه لم يقف، فاليوم يعمل في وزارة الخارجية والتعاون الدولي؛ يساعد كبار السن وذوي الإعاقة، رغم صعوبات العمل. وقد كلف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،، متسوقاً سرياً لاختبار سلوكه مع المتعاملين، بوضع بعض العراقيل أمامه، لكن لم تزده التحديات إلا رقياً، فتم تكريمه من قبل سموه، لأنه قدم نموذجاً مشرفاً للأخلاقيات والقيم الإماراتية. الدعوة إلى الأخلاق، هي دعوة إلى الإسلام في أعظم نتائجه، وفي أطيب ما أثمرته تعاليمه. وقد تمثلت أعظم المكارم وأسماها في الرسول صلى الله عليه وسلم، فانبعثت من نفسه الشريفة عظمة الأخلاق، ووصفه ربه بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». فديننا يحثنا على الأخلاق، لعظمة أثرها. الأمم تندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق، فتسقط وتذبل زهرتها، والأخلاق هي التي تؤدّي إلى التّكاتف والتّعاضد. في جلسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الحوارية التي عقدت في القمة العالمية للحكومات، سأله أحدهم عن مدى تفاؤل سموه بمستقبل المنطقة، فكان رده: «إننا اليوم نتحدث عن استئناف الحضارة، وهو أمر يحتاج تعاوناً من الجميع، مضيفاً سموه، لا بد من وجود الأمل، فهذه المنطقة هي مهد الحضارة الإنسانية، وأنا متفائل.. فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال، وإذا…

التسامح قيمة إيجابية

الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦

ينتهي الطفل من تناول وجبة الغداء، فيتنبه الى أن لعبته مكسورة، فيبدأ بالصراخ على الخادمة، ثم يقول لها »أيتها الخادمة اذهبي إلى غرفة الطعام، وتناولي ما تبقى من وجبة الغداء، وسأطلب من أمي أن تخصم من راتبك، لأنك كسرتي لعبتي أيتها البلهاء«. تُصدم وتتعجب الأم من هذا الأسلوب البشع وتقول له: »ما هذا الأسلوب المخزي يا بني، أولاً هذه الخادمة لديها اسم تناديها به، وثانياً كان عليك أن تطلب منها بأدب أخذ حصتها من الطعام قبل أن تأكل، وليس بقايا طعامك، وثالثاً جل من لا يسهو، فكلنا نخطئ ونتجاوز الحدود، فنحتاج المغفرة والعفو من الآخرين. الذي يتبقى هو التسامح، فما أجمل التسامح وصفاء القلوب ونقاءها، فمن المحال أن تجني من الشوك عنباً؟! يلعب الوالدان دوراً أساسياً في منح الطفل البذرة الأولى للأخلاق، وتنمية صفة التسامح مع الآخرين، ولكن الدور الأكبر ينصب على الأم كونها الأكثر قرباً منهم والمثل الأعلى الذي يقتدون به في سنواتهم الأولى. التسامح صفة يكتسبها الطفل، منذ نعومة أظفاره، بتعويده على احترام الآخرين ومشاركتهم ما يملك من الألعاب والحلويات بكل رحابة وسعة صدر، بعيداً عن التقليل من شأن الغير أو السخرية من آرائهم وأفكارهم، مع الحذر من الأفكار الشاذة، التي تخالف قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، فلا بد أن يعي أنها خطوط حمراء لا يجدر بالآخرين المساس بها. التسامح…

القيادة والشعب قلب واحد

الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠١٦

سألتني كاتبة بريطانية عن سر حب شعبنا لدولة الإمارات وقيادته، فلقد لفت انتباهها علاقة المواطنين والمقيمين بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتعجبت كيف لا يتهاون الشعب للحظة في أداء الواجب مهما كلفهم الأمر، فهم يبذلون الغالي والنفيس لتبقى الإمارات واحة مجد وعنواناً للتقدم والازدهار. فقلت لها القيادة الرشيدة، حفظها الله، لا تملك عصا سحرية لتأسر قلوب شعبها وتحدد مصيرهم ولكن الله حبانا بقيادة توارثت حب الخير، وغرست ذلك في نفوس أفراد شعبها، ونحن نحمد الله أن منَّ علينا بهذه النعمة التي تكفينا من السعادة والاعتزاز ليتم توارثها عبر الأجيال القادمة، وهذا الحب لم ينشأ من فراغ. فعندما ينشأ الطفل على سيل من كلمات الشكر والثناء للقيادة والدولة وتلتقطها مسامعه بشكل مستمر ستنمو مشاعره على ذلك، وعندما تتردد مفردات الاعتزاز بحاضر الدولة وماضيها من قبل كبار الأسرة سيزداد تمسكه بعادات وتقاليد هذا الوطن. فغرس الهوية الوطنية في الأطفال يبدأ أولاً من الأسرة، فهي اللبنة الأولى في تأصيل الهوية والحس الوطني، وبعدها يأتي دور المؤسسات التعليمية في بناء وترسيخ ما بدأته الأسرة. فالمدرسة لها دور كبير في تنمية حب وولاء الوطن في نفوس الطلاب الذي يبدأ في اليوم الدراسي الأول حين تحضهم على الوقوف أمام علم دولة الإمارات لترديد السلام الوطني. وتحرص المدارس على تغذية المناهج بالأساسيات التي تنمي روح الوطنية والولاء في…

بذور الشك وعدم الثقة

الثلاثاء ٠٩ أغسطس ٢٠١٦

دخل الزوج إلى المنزل وهو مستعجل فأصدقاؤه ينتظرونه في المقهى الذي اعتاد أن يرتشف فيه قهوته المرة وينفث دخان سيجارته، فتجرُّ الزوجة خيبتها وتردد بعض الكلمات لتعبر عن مدى استيائها «ألا يتغير هذا السيناريو الذي ينضح بالأنانية؟ هذا هو برنامجك اليومي تنام ثم تقوم لتقضي الليل برمته خارج المنزل»، كلمات في الصميم، ولكنها لم تؤثر فيه أبداً كما يقول المثل الشعبي «أذن من طين وأخرى من عجين»، أسرع خارجاً حتى يعتلي سيارته ويطلق لها العنان. فتبدأ وساوس الزوجة بأن زوجها قد يكون لديه علاقة غير سوية بأخرى. الخيانة الزوجية مشكلة موجودة منذ زمن طويل، وليست أمراً جديداً في بعض العلاقات الزوجية، ولكن التفكير المزمن بشكل سلبي قد يولد هاجساً وظنوناً لا تمت للواقع بأية صلة، أو قد تكون حقيقة ونزوة عابرة قابلة للغفران. والتجارب التي تمر بها بعض الزوجات أو قصص البعض تظل عالقة في الأذهان، وقد تصاحبهن في سلوكهن ليس فقط مع الزوج ولكن مع الأبناء، فتستخدم بعض الزوجات الخادمة في المنزل كطريقة للتجسس على الزوج والأبناء من خلال التنصت والمراقبة على مكالماتهم الهاتفية ورؤية ما يتم كتابته على تطبيقات المحادثة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف لبعض النساء أن يثقن بالخادمات ثقة عمياء بفتح باب إفشاء الأسرار على مصراعيه أمامهن بغرض الحصول على معلومات لن تزيدها سوى شك…

مزيج من آراء الناس

الثلاثاء ٠٢ أغسطس ٢٠١٦

ارتدى ملابسه كلمح البصر ورفض تناول الإفطار حتى لا يتأخر على المؤتمر فلم يكن أمامه من الوقت سوى نصف ساعة، ركب سيارته وفي الطريق قابل صديقه الذي أخبره بأنه من الضروري أن يلبس القميص والبنطال ليتناسب مع المؤتمر بدلاً من الكندورة (زي الشباب الإماراتي الرسمي)، فعاد إلى المنزل ليلبس الملابس حسب إرشادات صديقه. أنهى لبسه الجديد وهم بالخروج إلى مقر المؤتمر ولكن قبل دخوله إلى القاعة قابل صديقاً آخر فأخبره بأن تسريحة شعره غير مناسبة، وعلى الرغم من إعجابه بتسريحة شعره إلا أنه قرر تغييرها ليرضيه. وأخيراً كان مستعداً للعرض التقديمي ولكنه أراد أن يتأكد من فاعلية إدارته للعرض فجرب أن يقدمه أمام بعض الزملاء ولكن لم يزده ذلك إلا مدخلات سلبية لتأخذ حيزاً كبيراً في التأثير على شخصيته فلقد انتقدوا جوانب أساسية كنبرة صوته وحركات يده. بعد الانتهاء من المؤتمر، يعود إلى البيت ومعه تسجيل يخص العرض الذي قدمه، ويبدأ بتشغيله ليشاهده بكل فخر مع والده، ولكن بعد الانتهاء من مشاهدة العرض سأله والده بتلقائية »من هذا الرجل الذي يتكلم؟«، اكتشف بعدها أنه بالفعل شارك وخرج بجسده في المؤتمر ولكنه لم يكن هو من يتكلم بل مزيج من آراء الناس. للأسف استنزفت مشاركته في هذا المؤتمر الكثير من الجهد والوقت لأنه لم يذق فيها طعم الراحة بسبب تلبية رغبات…

حاسبوا أنفسكم

الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦

قابلت الأخت الكبرى بالصدفة إحدى صديقاتها القدامى في مركز التسوق وهي مع أختها الصغرى فتردد الصديقة بكل حفاوة »ما شاء الله حبوبة أختج محلاها، هذي شكلها آخر العنقود«. ويأتي الرد اللاذع الأشبه بالصاعقة على مسامع الصغرى »لا هذي مب أختي هذي بنت اربيعتنا«. تقول الصغرى كيف لها أن تجمع شتات نفسها وفكرها وبقايا ذكرياتها وهي تتجرع هذا الألم بشكل دائم إن لم يكن من والديها فسيكون بكل تأكيد من أخواتها. وحين سألتها ذات يوم عن أسباب الإهمال والاهتمام بأخواتها، ابتسمت ابتسامة بريئة وقالت »لأني مريضة«. يقول النبي عليه الصلاة والسلام: »إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط«، ومن اشد الابتلاءات هو الابتلاء بمرض الأبناء، أو ليس مرض هذه الفتاة ابتلاء واختباراً؟ التمييز بين الأبناء غالباً ما تكون عواقبه وخيمة على الأبناء سواء على المدى القريب أو البعيد لأنها ينتج من المقارنات المدمرة التي تولِّد الكره والبغضاء فيما بينهم. ومن أكبر المآسي التي تنتج عن التفرقة بين الأبناء سوء العلاقة بينهم الذي قد يتعدى مراحل العمر المبكرة إلى ما بعدها، والأشد إيلاماً أن تستمر ترسباته في النفوس إلى الأبد. من المضحك المبكي أن تقول لها إحدى صديقاتها »أمج وخواتج ولا أروع« فتعجز عن الرد لأن هذه الكلمات…

لا توفيه الكلمات حقه

الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦

اثنا عشر عاماً انقضت على رحيله، طيب الله ثراه، ولاتزال القلوب تنبض وتحيا بحب زايد فمثله لا يُنسى فلقد أحب الناس وأعطاهم كل ما يحتاجون إليه، فأسس دولة وبنى شعباً وحضارة لأنه يؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الأنفع والأجدر للبلدان لكي يكون لها الحضور القوي والمكانة المتميزة بين الشعوب. سألني أحدهم ذات يوم «أعرف أن الشيخ زايد عظيم في قلوب أبناء دولة الإمارات ولكن لماذا كل العالم يحبه؟» فقلت له «الشيخ زايد طيب الله ثراه لم يكن مجرد قائد لدولة الإمارات فحسب وإنما أباً عظيماً للجميع فلقد أفاض حنانه ليشمل جميع سكان الإمارات دون تفرقة، وامتد عطاؤه ومواقفه الإنسانية إلى كافة بقاع الأرض تعبيراً عن وحدة المصير الإنساني في كل مكان. فالراحل الكبير بذل الجهد من أجل رفعة هذا الوطن الغالي وازدهاره فهو ينظر إلى أفراد شعب دولة الإمارات والدول العربية الشقيقة كأسرة واحدة لذلك لا تختلف علاقته بهم باختلاف الأماكن فجميعهم في دائرة اهتماماته. فعاد يسألني «أعرف أن الشيخ زايد رحمه الله لديه مواقف كثيرة تشهد أنه رمز للتسامح والمودة، هل تخبرينني إحدى هذه المواقف»، فتذكرت أنني قرأت قصته التي حدثت في أحد أيام رمضان مع الرجل الذي كان يغسل كيس التمر، فسردت له هذا الموقف. في أحد أيام رمضان شعر المغفور له بإذن الله بالعطش بسبب الحر…

آخر ريتويت

الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠١٦

«أحببتك وكأنك آخر أحبّتي على وجه الأرض وعذبتني وكأني آخر أعدائك على وجه الأرض» متابع ليس فقط بجيد ولكنه فاق التميز في قائمة متابعيها لحسن متابعته على كل تغريدة على حسابها في موقع تويتر، ومع مرور الوقت يبدأ التعلق العاطفي بهذا المتابع لما يمتلكه من أسلوب يغمره الرقي وحسن الخلق، ولكن سرعان ما يرتابها الشك بأن هذا المتابع قد يكون مجرد كذبة وتدبير من قبل إحدى زميلاتها، ولكنها آثرت الصمت على البوح خوفاً أن تخدش حياءها وخوفاً أن تبرهن لنفسها بأنها وقعت في حبه، فمثلها لم يعتد على هكذا أمور. برغم ذلك لا تفتحي قلبك (وهاتفك) فوراً لحب جديد ـ أحلام مستغانمي. بعد مرور فترة قصيرة من الزمن يتم إدراجها لهذه الشخصية المزيفة من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي لتبدأ بالشعور بأنها تغرق في بحره أكثر من اليوم الذي يسبقه فبالنسبة لها كان شخصاً استثنائياً، ولكن ما إن تم الاتفاق على الارتباط بشكل رسمي حتى يدق ناقوس الوداع ليتركها تدور في دوامة عشقية لا تنتهي، وهنا تنتهي هذه القصة التي كانت في بدايتها. عجيب هو أمر الحب المزيف الذي يأتي هكذا دون سابق إنذار لا يطرق أبواب القلوب باحترام ليدخلها بل يقتلعها ويحطمها ليثير الفوضى والتنازلات المهينة. في ظل الانفتاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي ثمة علاقات مزيفة بين الجنسين تأخذ…

وهل ينفع الندم الآن؟

الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦

أربعيني يحمل بين حنايا ضلوعه قلب عشريني تعجبه فتاه في سن المراهقة (15 عاماً) وهي تتجول في أحد مراكز التسوق مع صديقتها، فقد كان يطغى على مظهرها الخارجي عدم الحشمة مما أثارت فيه شهوة الصيد، يقترب منها بنظرات إعجاب فيقول »اعذريني، بس والله انج آية من الجمال« فترد عليه بارتباك »احترم نفسك« وأخذت تمشي بخطى متسارعة، ولكن لم تكن أسرع من دقات قلبها الذي كاد ينفجر بين حناياها.. ولكن هل انتهت هذه القصة، أم هذه بداية التمرد؟ بعض الأهالي وتحديداً الأم قد تجبر طفلتها بالتصرف كراشدة في زينتها ولبسها فيتم إحراق مرحلة الطفولة بحجة »عادي لازم تتعلم« فتنتقل هذه الطفلة إلى مرحلة البلوغ في غمضة عين من دون أن تعيش طفولتها بشكل طبيعي. فبعض الأمهات يجبرن الأطفال أن يتصرفوا كراشدين في مرحلة الطفولة حتى يفقدوا أجمل الأيام التي يفعل فيها الطفل ما يريد، وليس عليه عتب، فلا تهمه المظاهر بقدر ما يهمه أن يعيش يوماً بيوم. والفتاة بالأخص غالباً ما تقتدي بأمها، لذا يجب على الأم أن تحرص على أن تكون قدوة حسنة لها حتى لا تعض أصابعها ندماً حين لا ينفع الندم. »يَنشأُ ناشىئ الفتيانِ مِنّا على ما كانَ عَوّدَهُ أبُوه«. الفتاة تعتاد على ما نشأت عليه، فإذا نشأت على الستر كانت الملابس الساترة من أيسر الأمور عليها في…

أعجب من هذا الهجر

الثلاثاء ٠٧ يونيو ٢٠١٦

قاده الخيال إلى ذكرياته القديمة مع صاحبه الذي كان معه منذ طفولته فلقد كان معه طوال مرحلته الدراسية في المدرسة ومن ثم في سنتي الجامعة الأوليين، بدايات النشاط الممزوج بالطموح والتفاؤل. كان هو الصديق والأخ الذي لم تلده أمه، فلقد كان الأذن المصغية والقلب الكبير والعقل المشارك الذي يحاول دائماً أن يهدئ من روعه في الأزمات ليطمئن قلبه. إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان فلقد ابتعد صديقه عن عالمه بدون أي سابق إنذار، فيأتي أحد الزملاء المزيفين ليواسيه بعبارة مؤلمة فيقول »ليش اتكدر خاطرك، من باعنا بعناه ولو كان غالي«. هل تعلم من يفرح بهذا الخصام وهذا الهجر؟ وهل تعلم من الذي يتقطع قلبه حزناً منه؟ يفرح الشيطان ويكون في أسعد حال حين يتم هجر الأهل أوالقريب أو الصديق، وقد يفرح به أكثر أعدائك من الناس الذين يستمدون قوتهم من حطامك. ولكن الذي يحزن ويتجرع الألم بسببه هم الآباء والأمهات والمحب، فهجر الأخوة يحرق قلوب الوالدين وهجر الرفيق يدمي القلب وكأنك ترفعه للسماء السابعة لتهوي به أرضاً. إن الخلاف أمر طبيعي وليس بعيب فمن منا سلم منه، فخيرة البشر حصل بينهم الخلاف فكيف بغيرهم، ولكن العيب هو الاستمرار في هذا الخلاف من غير التحرر منه بالصلح لتعود المياه إلى مجاريها. »أغالب فيك الشوق والشوق أغلب وأعجب من ذا…