أيمن العريشي
أيمن العريشي
كاتب وأكاديمي سعودي

الإماراتي سعودي .. والسعودي إماراتي

الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٩

خاص لـ هات بوست:  في بضع كلمات بليغة، جاء رد الأمير خالد الفيصل على سؤال أحد الصحفيين حول وجود خلاف بين السعودية والإمارات. ردٌّ جاء ليبدد كل الشكوك ويدحض كل الشائعات. فالعلاقة بين البلدين الشقيقين راسخة ضاربة جذورها في الأعماق. علاقة تزيدها الأيام متانة وصلابة. حتى على مستوى المواطن البسيط يدركُ السعوديون والإماراتيون هذه الحقيقة التاريخية ويعونها جيداً. وحين يأتي هذا الرد من قامةٍ بحجم سمو الأمير فهو يأتي في سياق دحض الشائعة بالحقيقة على مرأى من العالم ومسمع، وفي مؤتمر هام هو مؤتمر ختام موسم الحج. سمو الأمير خالد الفيصل ليس بحاجة شهادة كاتب في صحيفة، أو مغرد عبر تويتر، لكنني أدوّن هنا انطباع شاب تشرف يوماً في طفولته بالوقوف في حضرة سمو الأمير ضمن مجموعة من الأطفال الصغار لأداء السلام الملكي في مناسبة رعاها سموه في مدينة أبها في ثمانينيات القرن الماضي حين كان آنذاك أميراً لمنطقة عسير. واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود. لاتزال هيبة ذلك الموقف راسخة في الذاكرة، بل وتزداد مع الأيام إجلالاًوإعجاباً بشخصية إن كتبت القصيد أطربت، وإن صاغت النثر أبهرت، وإن تصدت للخطابة في المحافل أسرت المستمعين فصاحةً وبياناً. ولكلّ ماسبق فلم يكن بمستغربٍ ذلك الردّ البليغ الذي يزيدنا سعوديين وإماراتيين إصراراً على إغلاق كل طريق على مشعلي الفتن المشغولين بإيجاد صدعٍ…

إفطارالقِيَم الإماراتية

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٩

خاص لـ هات بوست : أن تستضيف قريباً أو جاراً أو عزيزاً عليك على مائدة الإفطار فذلك أمرٌ رائع. لكن أن تستضيف الآخر الذي يشاركك الزمان والمكان والإنسانية فتلك مبادرة عظيمة. الحديث هنا عن مبادرة إفطار القيم الإماراتية التي تأتي ضمن مبادرات المؤسسة الاتحادية للشباب وتحت مظلة البرنامج الوطني لقيم الشباب الإماراتي برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات". وعلى مدى الأيام الماضية نشرت معالي شما المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب في دولة الإمارات عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً رائعة لأسرٍ إماراتية فتحت أبوابها لاستضافة مقيمين على تراب الدولة يرغبون في ملامسة القيم الإماراتية الأصيلة عن قرب. ما أجمل أن يتبنى مجتمع بأكمله مائدة إفطار عامرة لا تفرق بين جنسٍ أو عرقٍ أو طائفة أو مذهبٍ أو دين. ما أجمل أن يتحول المقيمون على ثرى الإمارات اليوم إلى سفراء غداً يحملون معهم القيم الإماراتية حين يسافرون عائدين إلى أوطانهم. أكثر من ألف مشارك ومشاركة في هذه المبادرة في غضون العشر الأوائل من الشهر الفضيل، رقمٌ يعكس نجاحاً جديراً بالإشادة. الإماراتيون شعبٌ مضيافٌ كريم يفتحُ ذراعيه للعالم، ومبادرة كهذه ليست سوى منبر آخر لقيمة التسامح التي وضع أسسها الراسخة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. العمل التطوعي حين يكون مؤسسياً وبإدارة شابة تدرك أبعاده…

سعود الذي رحل مبتسماً !

الخميس ١٣ أغسطس ٢٠١٥

في العشر الأخيرة من رمضان المنصرم كنت في طريقي إلى بيت الله الحرام، لم يدر بخلدي أبداً بأن ذلك سيكون آخر عهدي مع الصوت الهادئ الرخيم المنبعث عبر الأثير من مذياع السيارة. ففي برنامجه ليطمئن قلبي مع المفكر الدكتور عدنان إبراهيم كان الفقيد الراحل سعود الدوسري يرسل إلينا إشارات وداع في الشهر الفضيل دون أن يدري ولا ندري! الحمدلله على قضائه وقدره لكن أمثال سعود هم قلةٌ ممن لو أتيحت لهم حياة أخرى لعمروها بهجة وابتسامة وصدقاً ونجاحاً. ليس من قبيل المصادفة أن نقلب في صور سعود بعد وفاته فنجد ابتسامته الوضاءه هي القاسم المشترك الأجمل بين جميع تلك الصور. أن نستعرض تغريدات نعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي فنجدها قد كُتبت من قبل أشخاصٍ ينتمون إلى مختلف المدارس الفكرية والثقافية ومن مختلف الطبقات الاجتماعية. لقد وحدتهم ياسعود بسحرِ صوتك الشجي وقلبك النقي وحبك لمهنتك واحترامك لرسالتك وتواضعك مع كل من حولك. بالنسبة للكثيرين من أبناء جيلي فقد رحلت ياسعود بعد أن وثقت في بدايتك لمرحلة مهمة من تاريخ البرامج الإذاعية في زمنٍ أوشكت فيه هذه الوسيلة الإعلامية على الاندثار في خضم سيل جارفٍ من الأقنية الفضائية اقتحمتها لاحقاً بجدارة وشجاعة ورسخت لنجاحك. في التسعينيات من القرن الماضي كنتَ تجلس كل مساءٍ في لندن رفقة صديق رحلتك المذيع أحمد الحامد داخل…

سعود الفيصل .. وداعاً أيها الحكيم

الأحد ١٢ يوليو ٢٠١٥

دعوني أعترفُ أولاً بأنني أكتبُ السطور التالية بمشاعر متناقضة بين حزنٍ وامتنانٍ وشكرٍ وعزاء .. الحزنُ على فقد رجلٍ كان يوازي أمّةً في حكمته وحنكته وسياسته ومهابته وثقافته وبُعد نظره. أكتبُ هنا كفردٍ من جيلٍ فتح عينيه ليقرأ الدبلوماسية السعودية عبرَ شخصية سعود الفيصل. جيلٌ اقترنت لديه علاقات وطنه الخارجية بأيقونة سعود الفيصل. جيلٌ كان يستمع لصوت سياسة بلاده عبر مؤتمرات سعود الفيصل الصحافية وخطاباته ومداخلاته. سواء في أزمنة السلم أو الحرب، وفي أحلك الظروف وأصعب المنعطفات، ذات الهدوء وذات الاتزان وذات الخطاب العقلاني هو ما يميز الأمير الراحل. في كل الزيارات الخارجية للوفود السعودية ومشاركاتها في مؤتمرات القمم الإقليمية والدولية، كنا نبحث دائماً أين يجلس أمير الديبلوماسية في كاريزما ثقة وهدوء يتمتع بها ويمتد تأثيرها إلى كل من يتابعه. الامتنان لفارسٍ قضى من عمره أربعين عاماً في موقعٍ حساس يعصفُ بشاغله في كثيرٍ من حكومات العالم قديمها وحديثها. لكنه الفيصل، المستشار الأمين لملوك هذه البلاد في رسم السياسة الخارجية المتزنة وترسيخها على مدى عقود .. سياسةٌ عميقةٌ لا تتسعُ المساحة لو أردنا أن ندلف إلى تفاصيلها. لكن حسبنا أن نختزلها هنا في سفارات المملكة العربية السعودية وبعثاتها الديبلوماسية حول العالم، وفي جواز السفر السعودي الذي يجوب به أبناء المملكة أقاصي الأرض في ثقةٍ وراحةٍ واعتزاز .. لم تكن جميعها…

ارتفاع السقف أم شجاعة القصبي ؟

الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠١٥

بدايةً دعونا نتفق على أن ناصر القصبي هو الأيقونة الأبرز في المسلسل الرمضاني  الكوميدي “سيلفي” من دون أن نهضم حق الآخرين المشاركين في العمل على مستوى الكتابة الدرامية والأداء التمثيلي والتكلفة الإنتاجية. في 2011 حل القصبي وتوأمه الفني "السابق" عبدالله السدحان  ضيفين على طاولة داوود الشريان في برنامجه واجه الصحافة بحضور الكاتب الجميل سعد الدوسري. يومها كان القصبي يشتكي من عدم ملائمة المناخ الدرامي وإحجام بعض المؤسسات الحكومية عن التعاون معه إضافة إلى بعض المشكلات الأخرى التي يواجههامسلسل”طاش ما طاش " خصوصاً وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. توقف "طاش"  وانفصل التوأم . وغاب القصبي  سوى عن ظهور لم يكن بالشكل المأمول عبر مسلسل أبو الملايين ربمالأن الخط الدرامي للمسلسل المذكور كان قد حصر ظهور القصبي في شخصية واحدة في الوقت الذي اعتاد جمهور القصبي منه تعدد تقمصهللأدوار والشخصيات من حلقة إلى أخرى في طاش. تلك الصعوبة في الخروج من عباءة طاش والتحول إلى أعمال جديدة ترضي ذائقة المشاهد كان القصبي قد تنبأ بها في الحلقة ذاتها مع داوود الشريان. كان سقف طاش عبر مواسمه الثمانية عشر متذبذباً . لكن أقصى مداه لم يكن ليتجاوز قضايا البيروقراطية في بعض الدوائر الحكومية أو الاختلاط وقضايا المرأة والعمالة الوافدة والليبرالية والصحوة وغيرها من القضايا التي كانت تلامس نبض الشارع على استحياء لكنها لا تلج…

خمسون ظلاً لـ “جراي” !

الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠١٥

و العنوان لمن يقرؤه لأول مرة هو ترجمة حرفية لثلاثية روائية للكاتبة البريطانية أي إل جيمس بعنوان: 50 Shades of Grey. حققت الرواية شهرة كبيرة في الغرب عند صدورها قبل ثلاثة أعوام وبيعت مائة مليون نسخة من جزئها الأول !  واليوم تعرض صالات السينما حول العالم فيلماً يحمل الاسم نفسه و يجسد أحداث و شخصيات الرواية المثيرة للجدل. وقد تزامن توقيت العرض الأول للفيلم في الرابع عشر من الشهر فبراير الماضي - موعد احتفال العاشقين بعيد الحب “الفلانتاين” - وهذا التوقيت في حد ذاته يثير الكثير من علامات الاستفهام!  أما عن الجدلية المثارة حول الفيلم فمردها إلى الفكرة الأساسية للرواية التي تدور أحداثها حول قصة حب تنشأ بين فتاة أمريكية جامعية من الطبقة المتوسطة وشاب ثري و ناجح في مجال الأعمال . لكن الفتاة تُفاجأ بميول سادية وشاذة لدى عشيقها . وهو القالب الرئيسي الذي تدور حوله أحداث الرواية . وقد وصفت الناقدة كلاوديا بويج في صحيفة «يو إس إيه توداي»، الفيلم بأنه «النسخة المنحرفة لأسطورة سندريللا». ودون الخوض في تفاصيل وأحداث الرواية والفيلم . فأعتقد أن ثمة اتجاه أدبي وفني ليس طارئاً بل له جذوره التاريخية، لكنه سائد وربما آخذ في التنامي اليوم في الأوساط الروائية والفنية. وهو اتجاه يسعى بشكل أو بآخر للنيل من العاطفة النقية وتقديم الحب…

العالم بعدسة واحدة!

الجمعة ٠٩ يناير ٢٠١٥

في ٢٠٠٨ شاركت اليسا ميلر بعرضٍ تقديمي ألقته خلال إحدى فعاليات "تيدكس" . مدة العرض لم تتجاوز أربع دقائق لكنه كان يحمل في طياته رسالة ذات بعد جدير بالملاحظة والاهتمام. ميلر التي كانت ولا تزال تشغلُ منصب المدير التنفيذي للإذاعة العامة الدولية التي تبث من مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية. كانت قد افتتحت عرضها التقديمي بعرض خريطة العالم، ثم قارنتها بخريطة أخرى افتراضية "كاريكاتورية" للعالم من وجهة نظر الشعب الأمريكي . تلك الخريطة الافتراضية بحسب ميلر تعكس النظرة الذهنية التي شكلتها القنوات الإخبارية من خلال التركيز في تغطياتها التلفزيونية وشبكات مراسليها على مناطق محددة من العالم مع تجاهل تام لتغطية أخبار مناطق أخرى . وبالتالي نجد أن العراق على سبيل المثال وقد ظهر على الخريطة الثانية مستأثراً بمساحة شاسعة تضاهي مساحة الولايات المتحدة ذاتها! ثم تتوزع بقية المساحات في الخريطة على بضعة دول أخرى، بينما تتقلص بل وتختفي تماما بقية دول العالم و التي يحجم الإعلام الأمريكي عن الالتفات إليها أو ربما يتجاهلها تماماً . وتختتم ميلر عرضها التقديمي برسالة مفادها أن اللائمة لا تقع على المشاهد الأمريكي من حيث جهله بالعالم الآخر، وإنما على نوعية ومحتوى الرسائل الإعلامية التي يتلقفها ذلك المشاهد عبر شاشة التلفاز ، ثم تعقد مقارنة بالنسب والأرقام مع الأخبار المنشورة عبر المواقع الاخبارية الالكترونية وتخلص…

جوناثان هيلي وأسئلة “التحجير”

الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

"جوناثان هيلي" هو مذيع إيرلندي شهير يطل بصوته عبر الأثير كل ظهيرة في إذاعة "نيوز توك" في فقرة تسمى "لانش تايم" وذلك نسبة إلى موعد بثها الذي يتوافق مع استراحة الغداء للكثير من الموظفين هنا في ايرلندا. يستضيف جوناثان كل يوم مسؤولا ايرلنديا رفيعا لمناقشة قضية من قضايا الساعة: فرض رسوم على المياه، المشردون في الشوارع ، ارتفاع أسعار العقار إلى غير ذلك من القضايا التي تشغل المواطن الإيرلندي البسيط وتتعلق بحياته اليومية. دأبت منذ قدومي إلى دبلن على متابعة فقرة جوناثان. وأكثر ما يجذبني في أسلوبه هو ما نسميه عندنا بالعامية"أسئلة التحجير" التي لا تقبل سوى الإجابة بنعم أو لا . مما يضع المسؤول غالبا في حرجٍ كبير ، خصوصاً حين يحاول بعض المسؤولين الهروب بإجابتهم إلى منطقة رمادية. ويحصل كثيراً أن ينهي جوناثان فقرته بأن يعلق مخطاباً جمهوره بأن أسئلته بسيطة جداً ولا تخرج عن "نعم" أو "لا" لكن بعض الضيوف يصعبونها على أنفسهم كثيراً ! ليس في إيرلندا وحدها بل في كل مكان في العالم يحاول المسؤول غالباً تحاشي التحدث مع الإعلام ما استطاع إلى ذلك سبيلاً خصوصاً حين يتعلق الأمر بتقصير المؤسسة أو الجهة التي يمثلها، لا سيما إذا كانت تلك المؤسسة على تماس مباشر مع حياة الناس ومقصرة في أدائها نحو متطلباتهم . جوناثان هيلي…

القراءة من منظورهم !

السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

لم تكد جارتي الايرلندية المسنة في المقعد المجاور لي في الطائرة تستوي على مقعدها إلا وأخرجت كتاباً من حقيبة يدها وبدأت في تقليب أولى صفحاته. وعلى مدى رحلة من أبوظبي إلى دبلن مدتها ثمان ساعات، كنت ألحظها وهي تغفو وتفيق  ثم تغفوا وتفيق مستمتعةً بالقراءة بين دفتي كتابها و تحت مصباح مقعدها ، وهكذا حتى شارفنا على الهبوط . إن الحديث عن نهم غالبية شعوب الأرض نحو القراءة مقارنة بنا نحن العرب هو حديث كثر طرحه ولم يعد المجال متاحاً لمزيد من المقارنات على المدى المنظور ، لن آتي بجديد لو قارنت بالنسب والأرقام معدلات القراءة عند الفرد الأمريكي أو الياباني مثلا مقارنة بنظيراتها عند الفرد العربي . لكن الحديث هو عن القراءة كسلوك حاضر لدى تلك الشعوب لا من باب الترف والتسلية بل كقناعة ذاتية بأهمية القراءة كفعل إنساني يُبقي على خلايا العقل في حالة حراك مستمر وتفكير دائم . لو أرادت تلك المرأة المسنة التسلية فأمامها شاشة وبين يديها جهاز تحكم يعج بالأفلام والمسلسلات والبرامج والأغاني وحتى الكتب الصوتية . لكن لا . هي تريد أن تقرأ و تقرأ و تقرأ. كنت طيلة الرحلة أقلب بين القنوات التي أمامي على مضض ، لا أخفيكم أن غيرة أصابتني وأنا أشعر بأنني أضعت ثمان ساعات من الزمن سدىً بينما كانت…

سعادتهن !

الثلاثاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤

"لم يكن حلمي أن أجعل النساء أكثر جمالاً فقط بل و أن  أجعلهن أكثر سعادة" ! هذه المقولة تروى عن مؤسس وصاحب إحدى الماركات العالمية الشهيرة خصوصاً في أوساط السيدات . الفرنسي كريستيان ديور الذي كان من أكثر مصممي الأزياء الفرنسيين تأثيرا.  حواء مخلوقة تعشق الزينة وتشدها الموضة ، هذا بالطبع جزءٌ من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة، فحواء لديها أيضاً رسالتها و أدوراها وأهدافها العظيمة في هذه الحياة تماماً كما الرجل. و السؤال هنا حول ماهية وشكل السعادة التي تنشدها كل امرأة ؟ لا شك بأن لكل امرأة وصفتها الخاصة بالسعادة. سواءً كانت تلكم السعادة متعلقة بإشباع الجانب الروحي أو العاطفي منها. أو بالجانب المادي الذي يشمل توفير متطلباتها واحتياجاتها الحياتية. مع أنني أكاد أجزم بأنه قد يصعب أن نجد امرأةً مستعدة للتنازل عن أحد الجانبين مقابل الحصول على الآخر إلا فيما ندر! وعوداً على عبارة كريستيان ديور والتي تتعلق بالجانب المادي من سعادة المرأة . فإنه لا كريستيان ديور نفسه ولا غيره سيكون الأدرى بسر سعادة المرأة من المرأة نفسها ثم منك أنت أيها الرجل ! إن حلم ديور بأن يجعل النساء أكثر سعادة لابد أن يكون حلمنا جميعاً . على الأقل قد نقف صفاً ضد من يريدونهن دائماً الأكثر تعاسة وشقاءً وضعفاً على مسرح الحياة !  

انستقرام مول

السبت ١٩ يوليو ٢٠١٤

تحول انستقرام من تطبيقٍ لعرض ومشاركة الصور عبر الأجهزة الذكية إلى مركزٍ تجاري افتراضي حديث. وجدَت حواء نفسها أخيراً في بيئة عملٍ مريحة لطالما حلمت بها. بيئةٌ تكفيها عناء ومشقة الإجراءات البيروقراطية والشروط التعجيزية وعقبات التمويل قبل أن تبدأ في تنفيذ مشروعها الصغير. ولمن لا يعلم فانستقرام اليوم عبارة عن منطقة تجارة حرة وسوق مفتوحة بكل ما تحلمه هذه المصطلحات من معنى. إنه اتجاهٌ جديدٌ آخذٌ في التنامي بين أوساط المجتمعات النسائية خصوصاً. والعجيب في الأمر أن سيدات الأعمال الانستقراميات يحظين بثقة المستهلك ، حيث يحضر انستقرام في الأحاديث النسائية كماركة مسجلة. تتباهى إحداهن أمام الأخريات بأنها طلبت سلعة معينة عبر التطبيق الذكي. لقد فتح انستقرام آفاقاً جديدة للمستثمرات الجدد في مجالات الأزياء والموضة و المكياج والمستلزمات النسائية ومستلزمات الأطفال وغيرها الكثير، وتحضير  المأكولات والحلويات و تجهيز الولائم و المناسبات. شخصياً كنت قد وقفت على تجربتين لمتاجر انستقرامية . التجربة الأولى لأبٍ وأمٍ سافرا خصيصاً إلى الصين لانتقاء بضائع لا تتوافر في السوق المحلية وعهدا بالبضاعة لبناتهن كي يتولين إدارة المتجر تسويقاً و وتواصلاً مع الزبائن و تلبيةً لطلبات التوصيل عبر شركات الشحن الجوي والبريد. التجربة الثانية لموظفة في حقل طبي دقيق. لكنها أعادت إحياء هوايتها القديمة في تصميم الأزياء لتصقلها وتجعل منها علامة تجارية تخصها  وتحمل بصمتها. ويضاهي دخلها…

“دبلن الأيرلندية”.. بنكهة سعودية!

الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤

كان هذا هو عنوان المشهد هنا في دبلن العاصمة الأيرلندية العريقة، التي تتنفس صباحاتها بزخات المطر ورائحة القهوة، دبلن العاصمة الأوروبية التي تستوعب كل الثقافات والمشارب والأطياف. كان نهار الاثنين التاسع من يونيو واحداً من تلك النهارات، لكنه امتاز بكونه مفعماً بالفرح السعودي الذي سطرته أنامل سعودية. هنا كان لأبناء وبنات عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - موعد مع فرح استثنائي برعاية كريمة من رأس الهرم في منظومة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أيرلندا الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الدريس. أكثر من مئتين وثلاثين خريجاً وخريجة حملوا على عاتقهم أمانة ورسالة والدهم القائد الحكيم خلال الأعوام الماضية، وحملوا معها أحلام آبائهم وأمهاتهم وذويهم هناك في أرض الوطن، كانوا سفراء فوق العادة للعلم والمعرفة والثقافة والأدب، ممثلين لوطنهم خير تمثيل في أرقى المؤسسات التعليمية الأيرلندية المشهود لها على الصعيدين القاري والدولي. ترى أين تكمن العلامة الفارقة والمميزة؟ حفلاً بهذا الحجم ويقام للمرة الأولى في دبلن منذ افتتاح الملحقية الثقافية في أيرلندا في 2012 والتي يدير دفتها الأكاديمي والإداري المحنك الدكتور خالد بن عبدالله العيسى، وخلفه فريق إداري وثاب يسابق الزمن، حفل حضره ممثلون عن المؤسسات التعليمية الأيرلندية إضافة إلى أولياء أمور المحتفى بهم وبهن. أوكلت مسؤولية تنظيمه وتنفيذه…