عزيزة المانع
عزيزة المانع
كاتبة وصحفية سعودية

النساء.. أصل البلاء!!

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤

المصطلحات متى علقت بذاكرة الناس ارتبطت بدلالاتها وتشكلت لها في الأذهان صورا تزين وتشين وفق ما يوحي به المصطلح. والمصطلح يقصد به إخراج لفظ معين من معناه الذي يعرف به إلى معنى آخر باتفاق الجماعة على ذلك، مثل لفظ الزكاة الذي يعني النماء والزيادة، لكنه أخرج من هذا المعنى ليدل على عبادة تتضمن التصدق بالمال وفق شروط معينة. من المصطلحات التي اصطنعتها جماعة الوعاظ ليكون مصطلحا معبرا عن معنى (الزنا). لفظ (النساء)، فحين يقولون: (اتقوا النساء فإنهن حبائل الشيطان) أو (ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء) أو (أكثر ذنوب أهل النار في النساء) أو غيرها من التعبيرات التي تجعل النساء أس البلاء ورمز الشيطان، إنما هم يريدون التحذير من الوقوع في الزنا والضعف أمام مغرياته، لكنهم وظفوا لفظ (النساء) ليكون هو المصطلح المختار للفظ (الزنا)، فأساءوا إلى النساء إساءة بالغة عندما جعلوا دلالة لفظ النساء تتمحور حول ذلك الإثم. استخدام لفظ النساء للتحذير من الوقوع في الزنا، جعل السوء يتمثل في جنس النساء وليس في الفعل المنهي عنه، فالزنا فعل مشترك بين المرأة والرجل، لكنه بسبب الكناية عنه بلفظ (النساء) حصر السوء في النساء وحدهن. مما يروى عن التابعي الجليل سعيد بن المسيب أنه قال وهو «ابن 84 سنة وقد ذهبت إحدى عينيه ويعشو بالأخرى»: «ما…