بدرية البشر
بدرية البشر
كاتبة سعودية مقيمة في دبي

سيدات «الشورى».. نحن هنا!

الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣

لعلّكنَّ تذكرن يا سيّدات الشورى الموقرات أننا احتفلنا بكن، وفرحنا بخبر تعيين 30 سيدة في مجلس الشورى، ورفضنا أن يفسد أحد فرحتنا، أو التشكيك في مدى فعالية ودور عضوات مجلس الشورى في مؤسسة تعاني من البيروقراطية، ومحدودية الصلاحية، وقلنا إن المرأة ليست كائناً فائق القدرات، لكنها تملك حقوقاً مدنية، ومن حقها أن تكتسب تجربة العمل في مؤسسات المجتمع وأن تفيد وتستفيد، وأن عملها في مجلس الشورى فرصة قد تتفوق فيها أو تساوى بمن فيه، أو تتعلم منهم وتزداد خبرة. كنا نريدكن أن تظهرن في الصورة كي تصبح أجمل، فمن دون مشاركتكن تكون الرؤية عوراء، والمجتمع لا يحسن النظر بعين واحدة، ولا يتقدم بجناح واحد، ولا يتطور بدفع رجاله فقط، فنساؤه هن الأمهات اللاتي أنجبن هؤلاء الرجال، وهن الزوجات اللاتي يتقاسمن معهم المسؤوليات، وهن البنات اللاتي يشاركن في زراعة أمل جديد ينهض به مستقبلهن، فكيف تكتمل الصورة في مجلس يدلي بمشورة رجاله فقط، في حين تغيب نساؤه المؤهلات؟ وحين وصلتن إلى المجلس، وصلتن في موكب بهيج احتفل العالم كله به، وبـ30 امرأة اخترن ومنحن الثقة، لا فضلاً بل كفاءة وتميّزاً، فمعظمكن تعلمن في الجامعات الشهيرة، وعملن في المختبرات الدقيقة وفي التطبيب والتدريس وإعداد البحوث، لهذا فإننا نعول عليكن الكثير، ونعرف أن شاغلكن الأول لن يكون المرأة فقط، بل المجتمع بأسره، شبابه…

كيف تبيع الماء في حارة السقايين!؟

الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣

ربما يقال هذا المثل للدلالة على الحماقة أو الانحراف عن جادة الصواب، فمن يشتغل ببيع الماء في حارة يكثر فيها السقاة، الذين لا همَّ لهم ولا مهنة إلا بيع الماء، فهو إما أحمق أو خاسر، لأن ما يبيعه فائض عن الحاجة، فالتجارة عرضٌ وطلب، وفي قانون التجارة حين يكون العرض أكثر من الطلب فلا شك تنخفض قيمة المعروض. ولكن... ماذا لو أن الماء بلغ مبلغه، وارتفع سعره -على كثرته- في حارة السقاة، جاعلاً هؤلاء السقاة من الأغنياء لأنهم يتاجرون ببيعه؟! وإلى ماذا نُرجع هذه المعادلة؟ أإلى الحماقة، أم إلى الجهل المطبق، أم الأدمغة التي جرى تخديرها وتوجيهها وتعبئتها؟ ولكي أشرح لكم كيف طرأت هذه الأسئلة في طريقي، سأحكي لكم حكاية عشتها ذات مساء حين زرت الرياض، فوجدت صديقتي تخبرني بأنها تعاني من عارض صحي لم يساعدها الطب الحديث على معرفة جذره، فالفحوص الطبية تفيد بأنها سليمة، لكن العارض لا يزال موجوداً، ولهذا أقنعَتْها صديقةٌ لها بأن تتجه إلى أحد المشايخ كي تطلب مساعدته، وقد استطاع الشيخ أن يشخّص حالتها على الهاتف، بعد أن سألها أسئلة عدة، ثم قال لها إنها «معيونة» -أي مصابة بعين حاسد-. والحقيقة أنني خفت بعد أن سمعت أعراض التشخيص، على رغم أنها أعراض يمر بها معظم النساء في فترات معينة، وكدت أطلب منها رقم الشيخ كي…

الخطر ليس بعيداً في لندن كما تتصورون

الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣

الصورة التي تحاشيت النظر إليها في الصحف اليومية وجدتها أمامي على قناة الـ «بي بي سي» البريطانية... شاب نيجيري مسلم، يداه ملطختان بالدم، بعد أن جز رأس الشرطي البريطاني. ظهر بهذه الصورة أمام المجتمع البريطاني الذي آواه وكبُر فيه، كي يقدم لهم فهمه للإسلام وشكل هويته المسلمة، وعلى صيحات «الله أكبر الله أكبر». هذه الصورة تغذّى عليها الإعلام المتطرف الغربي والمعادي للإسلام والمسلمين بشهية فائقة. ركض ينكث في عفش وعقل المسلمين، ويؤكد أن هذا هو عنوان الإسلام المتوحش الذي يقتل أبناءهم ويستنزف أموالهم ويتمتع بحمايتهم، بينما سيركض الإعلام المسلم ينكر مسؤولية الإسلام عن هذه الجريمة، متهماً المجتمع البريطاني الذي نشأ فيه هؤلاء الشباب، فلفظهم وعاملهم بعنصرية وجوّعهم، ثم جعلهم هامشيين ومجرمين. لكن كيف نفسّر ادعاء القاتل بأنه ما قام بهذا إلا تعبيراً عن قيمه الإسلامية، وطموحاً في الانتقام من قاتل الأطفال في أفغانستان؟! ثم كيف تفهم تصريحات المعلم والشيخ المعجب بما فعل القاتل؟ فقد نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» حديثاً مع عمر بكري - مؤسس حركتي «المهاجرون» و «الغرباء» المحظورتين، الذي حاول أن يتهرب من المسؤولية في البداية، كونه كان مرشداً ومعلماً للقاتل النيجيري أديبو لاجو، ثم صار اسمه عبدالله، فذكر في البدء أنه علّمه الدين الصحيح وعقيدة الولاء والبراء - على ما فيها من رفض العيش مع الكفار والحض على…

أميركية تتقاعد في الثمانين… وسعودية تصل إلى قمة إيفرست

الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣

استوقفني هذا الأسبوع خبران، هما: تقاعد السيدة باربرا والترز أول مذيعة أنثى في شبكة إخبارية نسائية تعمل في مجال الصحافة المذاعة، قدمت برامج تلفزيونية، وعرفها السعوديون من خلال مقابلة مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خضم سنوات الانفتاح والإصلاح السياسي، إذ فتحت الأبواب أمام الإعلاميين والهيئات الدولية، فجاءت تغطي هذا الحدث بحوار حميم وجميل مع الملك عبدالله. اليوم تتقاعد والترز، وهي في سن الـ84، فيما تتقاعد نساؤنا في سن الـ40، ويشعرن بقرب نهايتهن مرددات «الله يحسن الخاتمة». أما الخبر الثاني، فهو وصول الشابة السعودية رها المحرق إلى قمة جبل إيفرست الذي يرتفع بمقدار 8848 متراً عن سطح الأرض، وهو الجبل السابع الذي تسلقته رها المتخرجة من جامعة الشارقة التي آمنت بـ«أن على الإنسان أن يتفوق على نفسه عند كل اختبار». فهل كانت معجزة تلك التي حققتها واحدة من نساء السعودية، أما أنها قدرة طبيعية، إذا حفزتها وصلت إلى قمة إيفرست، وإذا أهملتها جعلت من النساء جثثاً تتحرك، وتقول عن نفسها: «كم هي محظوظة، لأنها لا تفعل شيئاً». من المؤسف أن نضطر إلى البحث في الماضي كأدلة لتحرير الحاضر، لكن هذا يحدث غالباً في الأزمنة المريضة التي تدل على أن الماضي كان أفضل، كما أن هناك من تآمر من أجل ترسيخ صورة نمطية عن ضرورة حبس النساء في بيوتهن، للحفاظ على…

لو أن الشيخ كان معنا

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣

وصلتُ مطار دبي البارحة ومعي ابنتي على الخطوط الإماراتية، وكانت الساعة تقارب الـ12 ليلاً، ولسبب ما لم أجد السائق ينتظرني، فاتجهت إلى طابور التاكسي مثلما في أي بلد، وحين جاء دوري فوجئت بسيدة تقف قرب سيارة التاكسي تلبس زياً يشبه زي مضيفات الطائرة عليه شارة هيئة مواصلات حكومة دبي، وما إن اطمأنت على تحميل حقيبتي حتى جلست خلف المقود وقادت بنا التاكسي. على رغم أنها ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها سائقة تاكسي، إلا أن دهشتي اتسعت، فقد جئت من الرياض، وللتو كنت أقرأ تصريحاً لأحد المشايخ يؤكد فيه أن منع النساء من قيادة السيارة في السعودية هو من باب الحفاظ على عفتهن وأخلاقهن وسلامتهن، وأنهن - أي النساء - أكثر مخالفةً ووقوعاً في الأخطاء حين يقدن السيارة، ولكن الأهم من كل هذا قوله إن «فتيات يتعرضن إلى معاكسات الشباب عند الأسواق، على رغم أنهن برفقة ذويهن»، متسائلاً: «فماذا ستكون الحال في حال قيادتها السيارة؟». وفكرت لو أن الشيخ كان معنا الآن ويرانا نحن ثلاث نساء في سيارة التاكسي في الطريق إلى منزلنا الذي يبعد نصف ساعة عن المطار، لا سيارة تضايقنا ولا متهور يجرؤ على قطع طريقنا، بل نشعر بأمان عميق وحقيقي، فقد عشت هذه اللحظات الآمنة طوال فترة إقامتي في دبي، وأنا أرى النساء من حولي يقدن سياراتهن،…

باسم يوسف .. لن تطيق معي صبراً

الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣

يبدو أن «الإخوان» لا تتسع صدورهم بمنتقديهم، وقد كانوا أكثر من انتقدوا النظام السابق فوضعهم في السجن. اليوم خرجوا هم من السجن فصاروا يهددون منتقديهم بالسجن، بعد أن صدّقهم الناس واختاروهم بناءً على وعودهم بأنهم من سيقيم العدل وفق منهج «فإنْ أخطأت فقوموني»، لكنهم لم يطيقوا صبراً مع تقويم برنامج تلفزيوني ساخر تقتضي طبيعته النقد ويقتضي دوره الإعلامي وضع الشخصيات العامة تحت الضوء. مناصرو الرئيس لا يرون أن حرية الإعلام حق يكفله الدستور، بل إن نقد الرئيس هو مساس بالإسلام نفسه، سيقول قائل: إن هذه طبائع السلطة، لكن «الإخوان» لم يكونوا ممن يقولون اللهم اجعل السلطة مبلغ آمالنا، بل كانوا يقولون اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا. «الإخوان» لم يخيبوا سوء ظن معارضيهم بهم، وقد كان المتربصون بهم كثراً، والعوائق التي وضعت في طريقهم أكثر، كما أن التركة الهائلة التي تنتظر رفعها من الطريق ليست هينة، لكنهم هم الذين ركضوا لخطف السلطة بدعوى أنهم يعرفون طريق العدل ومستقبله الزاهي وأن «الإسلام هو الحل». ما قاله باسم يوسف في برنامجه لا يعادل الألفاظ البذيئة التي هاجمه بها أنصار التيار الإخواني والسلفي، الذين ظهروا في قنواتهم وشتموه بأقذع الألفاظ، أحدهم نادى باسم يوسف بأن يغطّي وجهه، لأنه مثل ليلى علوي يثير الفتنة، ولأنه حليق، وقد بررتْ هذه الشتائم بالقول «إن الله ذم…

وزير «التعليم» في ورطة!

السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣

لا أدري ما هي قصة «التباهي» الدائر في البلد هذه الأيام، هل سببه دخول فصل الربيع الذي يصاحبه عادة تحسس يدفع بعض الأجسام للمقاومة، ظناً منها أن سموماً تهاجم الجسم، أم أنها منافسة تدور رحاها بين المسؤولين وكل يقول إن وزارته في أحسن حال؟ المشكلة أن التباهي لم يعد على المستوى العربي بل تجاوزه إلى أميركا وفرنسا وأخيراً فنلندا، حتى ضيّع مسؤولونا «الطريق الصحيح في القول والتصريح». وزير التربية والتعليم الذي ظهر أخيراً في سباق التصريحات قال: «إن معلمي وزارته يقبضون رواتب أعلى من رواتب المعلمين في فنلندا». يا لها من ورطة يا معالي الوزير، فإن كانت هذه حقيقة فتلك مصيبة، وإن لم تكن فالمصيبة - كما عرفناها من قبل - أعظم، فقبل أن نعرف أن رواتب معلمينا تنافس معلمي فنلندا عرفنا أن موازنة التعليم لدينا 25 في المئة من الإنفاق الحكومي، وفي آخر موازنة بلغت ٢٠٤ بلايين ريال، في حين أنها في الدول الصناعية مثل فرنسا وألمانيا لا تتجاوز 12.3 في المئة، وفي الدول النامية 18.4 في المئة، كما نعلم أيضاً أن هناك موازنة قدرها 9 بلايين ريال سعودي رصدت لتطوير التعليم لدينا، لكن التطوير وقع في «حيص بيص» ما هو مقدس وما هو حصيف، وانتهى الأمر بأن طلابنا احتلوا آخر القائمة في مسابقات الرياضيات والعلوم الدولية، والمفاجأة أن…

سرقوا الصندوق يا محمد

الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣

هذه الأغنية النوبية التي غناها قديماً سيد درويش ظهرت قبل اختراع صناديق البريد الإلكترونية، ولا شك في أن النوبي الذي ألفها يعني ذلك الصندوق الخشبي الذي أكد في الأغنية «لكن مفتاحه معايا»، مطمئناً بأن اللصوص وإن سرقوا الصندوق فلن يستطيعوا أن يفتحوه طالما المفتاح معه. وأنا أيضاً حين فتحت صندوقاً يسمى صندوق بريد إلكتروني توفره شركة «غوغل» عبر خدمات موقعها، كنت متأكدة أن «مفتاحه معايا»، وهو مفتاح سري مكون من ستة أرقام وحروف لا يفتح دونها، لكنهم على رغم هذا نجحوا و «سرقوا الصندوق يا محمد». ففي حين كنت ألبي دعوة الجمعية الثقافية النسائية في الكويت، قام من يسمونهم بلغة التقنية الإلكترونية «الهاكر» أي القرصان بالسطو على بريدي الإلكتروني المحصن غوغلياً، وأخذوا يرسلون عبره لجميع من هم في قائمتي البريدية من صديقات وأصدقاء وزملاء وزميلات وكل من قدر الله عليه أن يراسلني يوماً - نداء استغاثة يقول «الحقوا عليّ...» لقد سرقت مني حقيبتي وجواز سفري ونقودي في مطار أسكتلندا، واحتاج منك 920 يورو الآن وحالاً». كنت في دعوة الى غداء الجمعية حين بدأ هاتفي يرن ولا يسكت من كل بلدان العالم، وأجبت على أول اتصال جاء من لندن لأكتشف أن من يتصل صديق يخبرني بالرسالة التي وصلته، ثم توالت الاتصالات، فعرفت بعدها أن لا قِبَل لي بالرد على كل هذه…

فن القتال المروري

السبت ١٦ فبراير ٢٠١٣

انتهزت وجودي في الرياض ليومين فذهبت لتجديد بطاقتي المدنية في دائرة الأحوال. ركبت السيارة الساعة السابعة والربع صباحاً، لكني لم أصـل إلـى دائرة الأحـوال إلا الساعة التاسعة، أي بعد ساعتين إلا ربعاً، بسبب الاختناق المروري. كنت أشاهد الشوارع وأرثي لحال الموظفين في مشوارهم اليومي، الذين دهمتهم الثامنة وهم لا يزالون عالقين فوق جسر أو في نفق أو في الطريق السريع الذي يمشي السير فيه كالسلحفاة، وأكاد أسمعهم يعتذرون عن التأخير «زحمة» كما في الأفلام المصرية، ظننت أنها هي ساعة «rush hour» الشهيرة في المدن الحديثة ساعة خروج الموظفين والطلاب إلى مدارسهم، لكنني حين خرجت الثامنة مساء وجدت حالة الاختناق نفسها، وحين خرجت إلى المطار الساعة 12 ظهراً كانت الزحمة، هي هي. الإحصاءات تقول إن ربع السعوديين مصاب بمرض ارتفاع الضغط، لكنني أظن أن هناك ربعاً آخر مؤهلاً للإصابة بعد أن شاهدت فن القتال المروري الذي تتسبب به هذه الزحمة، فقد أدى غياب سيارات المرور وشرطي المرور ورقابة «ساهر» التي تعتمد على سيارة تتنقل بها، لا إشارات ثابتة تعمل على مدار الساعة، وغياب وسائل النقل العام غياباً كاملاً، إلى أن اضطر كل راجل أن يتخذ من السيارة وسيلة نقل. وفي غياب شرطي المرور لا يضبط الناس أخلاقهم، ووفق ما شاهدت يمكن أن تعرف أننا نعيش أزمة أخلاق مرورية هائلة، تسببت في…

فضحونا في الـ «سي إن إن»!

السبت ٠٩ فبراير ٢٠١٣

يغضب بعض الناس حين يتحدث الإعلام الأجنبي عن قضايا سعودية اجتماعية، ولا يجدون في الأمر سوى أنه فضيحة يتعمدها الإعلام الأجنبي، وتدخل في باب المؤامرة الغربية ضد العرب والمسلمين، وهذا التعليق سمعته حينما تحدثت قناة الـ «سي إن إن» الأميركية عن خبر زواج رجل «تسعيني» بطفلة في سن الـ15 في السعودية، على رغم أن هذه الحوادث تتكرر عندنا، ويكتب عنها الإعلام المحلي، وينتقدها كتاب الرأي، وتعترض عليها هيئة حقوق الإنسان، ويطالب معظم مجلس الشورى بسنّ نظام يمنعها، ويرفض الجدل القائم حسمها، لكن إذا تسربت للإعلام الأجنبي، فهذه فضيحة، وعلينا أن نفتش عن السبب الذي حدا بهم لنشرها، هل هو تشويه صورتنا في الغرب؟ وهل من يساهم في الحديث معهم حولها متواطئ معهم بالضرورة؟ هكذا يصبح كل حديث عن شأن اجتماعي فضيحة. أن يتناول الإعلام قصة الرجل «التسعيني» الذي تزوج طفلة قاصراً فضيحة، وأن يتحدث الإعلام عن نظام تعقب الزوجات من إدارة الجوازات عبر رسالة نصية ترسل للزوج فضيحة، وعدم قيادة المرأة السيارة فضيحة - لا.. لا.. هذه خصوصية.. آسفة نسيت - بل وتدخلٌ في شؤوننا الخاصة، ونظرة غربية تملي علينا وجهة نظرها في حقوق المرأة. لكن الغريب في الأمر أن الإعلام الغربي لو علّق على شأن سياسي محلي، فإن ذلك يعد نوعاً من التغطية الإعلامية المهمة، ولما اعتبر نشر غسيل،…

«باباراتزي» سعودي!

السبت ٠٢ فبراير ٢٠١٣

في الغرب اشتهر «الباباراتزي»، وهم نوع من الصحافيين يعيشون على فضائح النجوم والشخصيات العامة، فيتمترسون خلف كل نجم ويلاحقونه، أملاً في العثور على زلة لسان أو صورة فاضحة، أو علاقة غير شرعية تحطم النجم، لكنها تبني مجد «الباباراتزي». ولهذا ترى كثيراً من الصور فتكتشف أنه تم التقاطها من مكان خفي. والغرب حتى اليوم ظل عاجزاً عن الفصل قانونياً بين حرية الصحافة والحرمة الشخصية للنجوم والشخصيات العامة، فهي معرضة دائماً للمراقبة والنقد والمحاسبة، وأحياناً للسخرية. وتعتبر الأميرة ديانا سبنسر التي قتلت في حادثة بسبب ملاحقة الصحافيين أشهر ضحية لـ «الباباراتزي»، إذ فتحت جدلاً أخلاقياً حول هل هذا حق؟ وكأنك تحتاج أن تقتل إنساناً ثم تسأل إن كان فعلاً أخلاقياً أم لا؟ لكن الغرب لا يدعي أنه مجتمع محافظ ومتدين كما نزعم نحن، بل يعتبر أن هذه قيم شخصية، لهذا فإن الصور الشخصية للنجوم لا تكفيهم شيئاً، طالما أنهم لا يخالفون القانون، إلا أن صحافة «الباباراتزي» تظل في الدرك الأسفل من الاحتقار والنبذ. في بلادنا لا يوجد «باباراتزي»، ولا تسمح القوانين الإعلامية بتحويل خبر شخصي إلى خبر إعلامي، لكن منذ أن ظهرت كاميرات الهواتف المحمولة، وتوافرت في كل يد، أصبحنا نعيش في مجتمع «باباراتزي» جماعي، فكل شخص يفتح في وجه الآخر كاميرته، لو بدا له أن هناك حدثاً يستحق الرصد! مرة شاهدت…

الملكة وسيارة «الرنج»!

الإثنين ٢٨ يناير ٢٠١٣

حظي خبر القبض على سيدة تقود السيارة في أحد شوارع المدينة المنورة بتعليقات ساخرة من جمهور «تويتر»، فتساءل عن غرابة القبض على سيدة تقود سيارة بصحبة أطفالها وزوجها في حين لا يقبض عليها حين توجد مع رجل غريب يقود سيارتها عنها! ثم تساءل فريق آخر عن التهمة الموجهة للمرأة، فجاءه الجواب ساخراً «خلوة غير شرعية مع سيارة». يتجدد الحديث عن قيادة المرأة السيارة في السعودية كلما ظهر خبر من هذا النوع، لا سيما أنها لا تتوقف، فمرة نقرأ عن امرأة تقود سيارة كي تنقذ زوجها المصاب، ومرة تُضبط سيدة «حامل» تقود السيارة بعد أن دهمتها الرغبة في قيادة السيارة نتيجة تغيرات هرمونية تسمى «الوحام»، أو حين تعرضت مراهقات لحادثة مرورية في الصحراء وهن يتدربن على قيادة سيارة. حتى الإعلام الغربي دخل معنا على الخط وصار يراه موضوعاً قابلاً للسخرية، فقد اقترحت إحدى القنوات الفرنسية في مشهد تصويري إلباس السيارة التي تقودها المرأة «عباءة» سوداء، وهكذا نكون قد حصلنا على سيارة محجبة أيضاً، كما أطلقت التباشير بحل هذه المعضلة بعد الإعلان عن اختراع سيارات لا تحتاج لسائق بل تقود نفسها. وقد طرحت على جمهور «تويتر» سؤالاً قد يواجهنا حال استيرادنا هذه السيارة وهو «أين ستركب المرأة في هذه السيارة في المقعد الأمامي أم في المقعد الخلفي؟»، فجاءني الجواب الحقيقي من المعارضين…