حمد الكعبي
حمد الكعبي
رئيس تحرير صحيفة الاتحاد

مؤامرة “تدويل الحج”

الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨

فشلت مؤامرة «تدويل الحج» التي حاكتها إيران منذ سنوات، وتتردد الآن أصداء هذا الإخفاق في قطر، وقد أغلق «تنظيم الحمدين» الصفحة الإلكترونية التي فتحتها وزارة الحج السعودية أمام الحجّاج القطريين للتسجيل، في إطار سلوك أمني بدائي، يسعى للضغط على المملكة، التي تنبّهت لخبث هذه المقاصد، فوفّرت روابط بديلة لأداء الفريضة، مع مزيد من التسهيلات والاستثناءات. ما يُريده التحالف الإيراني القطري من هذه المؤامرة معروف للعالم الإسلامي، وثمة تاريخ قريب يُقرأ. فطهران لم تطلق تلك الدعوة إلا بعدما تصدّت السعودية لمحاولاتها العديدة لـ «تسييس الحج» عندما كان الحجّاج الإيرانيون ينشغلون عن أداء المناسك بالتظاهر، وافتعال أحداث الشغب منذ ثمانينيات القرن الماضي، وإثارة الفتن المذهبية في موسم يوحّد مشاعر المسلمين وتطلعاتهم حول العالم. الأمر سيادي بالنسبة للسعودية، فالمشاعر المقدسة على أرضها، والتدابير التنظيمية بأكلافها المادية والبشرية تتولاها المملكة منذ عقود طويلة، وليس سهلاً استضافة ملايين الحجاج في بقعة جغرافية محدودة، لولا تحمّل السعودية هذه المسؤولية بكفاءة واقتدار. والأمر كذلك سيادي بالنسبة لمسلمي العالم، فلا يمكن أن تتحول مكة المكرمة والمدينة المنورة والصفا والمروة إلى ساحات سياسية لتنفيذ مخططات مريبة، تهدد أمن الحجيج، وأمن المملكة. لم تمنع السعودية مسلماً واحداً من أداء فريضته، لكي تدعو طهران والدوحة إلى إشراف دولي على الحج. على العكس تماماً، فالنظامان المعروفان بعدائهما لمصلحة المسلمين، يضعان العراقيل أمام…

مع الأردن..

الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٨

يقف الأردن الشقيق في عين العاصفة تماماً، ولا يزال يواجه ارتدادات الاضطراب الأمني على حدوده الشمالية التي فتحها لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، فيما لم تستقر الأوضاع الأمنية شرقاً في العراق، ولا غرباً، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي إحباط كل بارقة أمل بالسلام الذي يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية، بصفتها مصلحة أردنية، وعربية أيضاً. نجح الأردن، ولا يزال، في النجاة من زلازل الجوار، بفضل الخبرة الطويلة التي اكتسبها في مجابهة الأزمات، وتماسك منظومات الحكم والأمن والمجتمع، ووعيها بالمخاطر، فضلاً عن الإسناد العربي الذي شكّل عمقاً معنوياً ومادياً للأردن، اعترافاً بدوره الأساسي في القضية الفلسطينية، وتقديراً لجهوده اللافتة في مكافحة الإرهاب. وسط ذلك، يستهدف التطرف بعمائه وخيبته رجال أمن أردنيين، ويبحث عن ساحات جديدة؛ لتفريغ سمومه وأحقاده، ولا يخفى على أحد أنّ ثمة أطرافاً إقليمية ترعى الإرهاب، وتستفيد من ظلامه، وتريد فرض عتمتها على الأردن الشقيق. لذلك سارعت الإمارات والسعودية والكويت والبحرين إلى إدراك الخطر، وأعلنت وقوفها إلى جانب الأشقاء، وإدانتها للتفجيرين الإرهابيين في مدينتي الفحيص والسلط، مع استمرار الدعم المالي الذي أقرته «قمة مكة» بقيمة 2.5 مليار دولار للأردن، في يونيو الماضي. ما حدث في الأردن، أظهر مجدداً أننا إزاء نزعات إجرامية، تتخذ من الدين ستاراً لها، ومن اليأس والتطرف والعنف حواضن لشرورها، وهذه بؤر لا سبيل لمكافحتها إلا بالحلول الأمنية…

وطن الشباب والأحلام

الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨

لا تزال الإمارات تحتلّ المرتبة الأولى كأفضل بلد مفضّل للإقامة والعيش في العالم، بالنسبة للشباب العربي، وذلك لسبع سنوات متتاليات، متقدمة على الولايات المتحدة وكندا، وفقاً لنتائج الاستطلاع الأخير لمؤسسة «بيرسون مارستيلر» للدراسات في 16 بلداً عربياً. لا يريد الشباب العربي الاغتراب عن ثقافته الاجتماعية، ويريد بلاداً للأحلام والفرص، فيفضل الاستقرار في الإمارات، البلد الذي انفتح على العالم والحداثة، بتقاليده العربية، وصنع نموذجاً ملهماً يتطلع إليه الشباب. تحتفل الإمارات مع المجتمع الدولي باليوم العالمي للشباب، وهي تواصل جهداً وطنياً متراكماً ومستمراً في رعاية الشباب، والبحث عن أفضل البرامج والأنظمة لتعليمهم وتنميتهم معرفياً وثقافياً، ولَم يطل الانتظار حتى قطفت الإمارات ثمار ذلك كله في أجيال متعلمة ومبتكرة، مع إصرار قيادة الدولة على الاستثمار دون سقوف في الشباب الإماراتي. «عيال زايد» الآن ينتشرون على منصات التتويج في البطولات والمحافل الدولية الكبرى. مبدعون ومبدعات في العلوم والرياضيات، مبتكرون ومخترعون، ولهم حضور من ذهب في الألعاب الرياضية في قارة آسيا. إنه الذكاء الذي اتسمت به قيادتنا، فجعلت بلادنا حلماً لأشقائنا الشباب العرب، وهي عند حُسن ظنهم ومحبتهم «إمارات الجميع»، وكلما زادت قوة ازدادت تواضعاً. كل يوم في الإمارات هو للشباب، فهم إما في مدارس تنافس المعايير العالمية في جودة التعليم أو في مناخ جامعي يجذب جامعات عريقة وكبرى، مثل «السوربون» و«نيويورك» أو يديرون عجلة…

«شدّوا العزمْ والقايدْ معاكمْ»..

الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٨

«يا شباب الوطنْ لبّوا نداكمْ واحموا الدار ضد الطامعين» كأنّ منتسبي الدفعة العاشرة للخدمة الوطنية قرأوا هذا المطلع لقصيدة شهيرة للشيخ زايد، طيب الله ثراه، وقد انتظموا في طوابير التجنيد، في أكبر برنامج وطني لاستيعاب طاقات الشباب، واستثمارها لمصلحة البلاد وأبنائها وبناتها، فالخدمة العسكرية شرف وزهو، ثم تربية وتثقيف وتأهيل، واستيعاب لمكونات الهوية الوطنية ومرجعياتها الثقافية والاجتماعية. الصور التي بثتها وسائل الإعلام، أمس، لمنتسبي الدفعة الجديدة، أظهرت ارتفاع المعنويات بالتعبير العسكري، والحماسة العالية لخوض تجربة الصقل والتدريب داخل المعسكرات وثكنات الجنود، بالمعنى الوطني الذي يشكل الدوافع والرغبات، لتكون المهمة على قدر التحدي. لقد استوعب الشباب الأبعاد والأهداف التنموية للخدمة الوطنية، ولا أدل على ذلك من استمرار الإماراتيات بالتطوع، وإقبال المرشّحين على مراكز التجنيد منذ الدفعة الأولى، وساهمت التعليمات الجديدة في جذب مزيد من الشباب إلى ميادين الشرف والبطولة، ذلك أنّ مدة الخدمة الوطنية باتت 16 شهراً لحملة الشهادة الثانوية، وما فوقها، وثلاث سنوات لمن حصلوا على تعليم يقلّ عن الثانوية، ويسري ذلك اعتباراً من الدفعة العاشرة. تمديد الخدمة، ينسجم مع أفضل الممارسات في الجيوش العالمية، ويحقق مخرجات هذا المشروع الوطني، فهو ينطوي على مبادرات وبرامج، ويساعد الشباب على اكتساب مهارات وكفاءات تساعدهم بعد انقضاء خدمتهم، فهم سيكونون جنود احتياط للوطن على جاهزية تدريبية عالية، والقطاعات جميعها مفتوحة لمواصلة الاستفادة منهم،…