الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨
خمس دقائق فقط هي كل ما يحتاجه المستثمرون للحصول على الرخصة التجارية لنحو 91% من الأنشطة، بفضل محور تحفيز الأعمال والاستثمار في برنامج أبوظبي للمسرّعات التنموية «غداً 21»، حيث يكمن التحدي في التخطيط للمستقبل من الآن. ليست هذه خلاصة البرنامج، فهذا مشروع رصدت له أبوظبي 50 مليار درهم للسنوات الثلاث المقبلة، وينطوي على 30 مبادرة تهدف إلى رفع مستوى التنافسية في بيئة الأعمال، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعمها، إلى جانب تحفيز السياحة والصناعة، وزيادة الشفافية والتفاعل والانفتاح مع الشركات العاملة في الإمارة. 30 مبادرة تهدف إلى رفع مستوى التنافسية في بيئة الأعمال بأبوظبي وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعمها إلى جانب تحفيز السياحة والصناعة البرنامج يُحيلنا إلى الدعائم المحورية لاقتصاد أبوظبي وفقاً لـ«رؤية 2030»، ومنها بيئة تشريعية تتسم بالكفاءة والشفافية، وتطوير الموارد، وقطاع خاص فاعل ومؤثر، ونحن بانتظار قانون جديد للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وستبدأ المشاريع المشتركة بعد أشهر قليلة. عالمياً، شهدت العقود الماضية تغيرات في مفهوم دولة القطاع العام، ومسؤولياتها وواجباتها، واتجه اقتصاد السوق منطقاً وأداءً إلى الخصخصة، وبينما اتسمت العملية التنموية بكثير من الحذر، الذي دفع بلداناً لاعتماد سياسات وبرامج لامتصاص آثار التكلفة الاجتماعية، قررت أخرى الانفتاح بقوة، وطوّرت منظومات تشريعية لمزيد من التشاركية مع القطاع الخاص، وتوسيع دوره. «غداً 21» ينطلق نحو تجربة مختلفة في تنظيم النشاط…
الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٨
لا يزال التوطين في القطاع الخاص هاجساً أساسياً لمؤسسات الدولة، وفي مقدمتها وزارة الموارد البشرية والتوطين التي تطمح إلى رفع النسبة من 3.3% إلى 5%، في ظل وجود 3000 وظيفة شاغرة للمواطنين في قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا والنقل والعقار. أول أمس، كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الفائزين في الدورة الأولى من «جائزة الإمارات للتوطين»، في مسعى لتحفيز شركات القطاع الخاص على التنافس الإيجابي لجذب المواطنين، وتوفير ظروف وظيفية لا تقل معيارياً عن القطاع العام، المشغّل الأكبر للإماراتيين في الدولة. الجائزة تُضاف إلى مبادرات كثيرة، تتوخّى رفع نسب التوطين في قطاع شديد التنافسية، وهي تعتمد على استراتيجيات ودراسات، اقترحت ردم الفجوة في الرواتب والامتيازات الوظيفية للمواطنين بين القطاعين، وتكثيف برامج التدريب والتأهيل، استعداداً لسنوات لن يكون القطاع العام فيها الأكثر توفيراً للوظائف، عدا عن التغيرات المحتملة في الأسواق، وفلسفتها في التشغيل عموماً. لدينا الآن ثلاث سنوات في الطريق إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021، ومن أولوياتها أن يقود المواطنون مشاريع النمو الاقتصادي في القطاعين، خصوصاً أن الدولة مصممة على التحوّل إلى «الاقتصاد المعرفي»، ولديها جهات اتحادية ومحلية متعددة، تعمل تكاملياً في ملف التوطين، كما لا ننسى أن قانون العمل الإماراتي، انطوى على بنود، تحمي المواطنين من البطالة، إلى جانب قرارات وزارية…
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٨
قبل أسبوع، تغيّب الحوثيون عن مفاوضات جنيف، تعبيراً عن تلك الذهنية المتمردة التي يتسم بها سلوك الميليشيات الأكثر نزقاً في شأن الحلول السلمية المُحرجة لخططها ومقاصدها في رعاية العنف والإرهاب، فيما لم ترَ المظلة الأممية في ذلك تهديداً للمفاوضات، ولم تصدر عنها لهجة رافضة، حتى لجهة الاستهتار بالجهود التنظيمية والترتيبات المضنية للتفاوض السياسي. المفارقة التي تبعث على مزيد من التحفظ والشكوك والتساؤل، أنّ الأمم المتحدة كافأت الحوثيين باتفاق ثنائي لإجلاء «الحالات الحرجة»، بمعزل عن التنسيق والتفاهم مع الحكومة الشرعية، وقوات التحالف العربي التي تنفذ أجندة مكتظة بالعمل الإنساني، وتأهيل المؤسسات الخدمية، وإعادة إعمار البنى التحتية المتضررة من الهجمات الإرهابية. اتفاق خارج الأطر المعروفة، ويتجاهل الواقع السياسي والعسكري في اليمن، وتحت عنوان إنساني، لا يستقيم مع استهتار الحوثي بكل المواثيق والشرائع الدولية، وتهديده المستمر المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء، وتقارير منظمات حقوق الإنسان المنصفة رصدت ذلك مراراً، وبالضرورة فإن المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي اطلعت عليها، وتعرف أن الأزمة في اليمن من صنع عملاء محليين، ينفذون أهدافاً لأطراف إقليمية مشهورة بتهريب الأسلحة والذخائر وأجهزة التجسس. هذه اللعبة، وإنْ انطلت على الأمم المتحدة، فإنها لا تخدع اليمنيين أنفسهم، فهم يعرفون حقيقة الوزن الذي يُقيمه الحوثي للجرحى والمرضى والحالات الإنسانية، وهو يمعن في قطع كل أسباب الأمن والسلام عن هذا…
الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٨
«أحلم أن أتقاعد في الإمارات».. لطالما سمعتُ هذه العبارة من عرب وأجانب، يتطلعون إلى إقامات طويلة في الدولة، بعدما استقرت حياتهم وعائلاتهم فيها، وشكّلت مدنها وأمكنتها ذاكرة لهم ولأطفالهم، ومنهم المهنيون والمستثمرون وأصحاب المهارات والخبرات المتنوعة. يؤكد ذلك أنّ الإمارات تتصدر منذ عشر سنوات قائمة الدول الأكثر جذباً للمغتربين، بفضل مستوى المعيشة المتقدم، ونظامي التعليم والصحة، وكذلك مستوى الخدمات الحكومية، بأساليبها التقنية الذكية، ويدعم هذا أنّ العائلات المقيمة تتابع سنوياً استطلاع الشباب العربي، الذي يفضل العيش والإقامة في الإمارات على الولايات المتحدة الأميركية. دولتنا، بما هي عليه من أمن وازدهار ورخاء معيشي، ونتيجة لتراكم خبراتها في إدارة شؤون الإقامة، توصلت إلى حلول عدة لتمكين المقيمين من استئناف حياتهم فيها، وطوّرت مجموعة من الأنظمة والتشريعات، ولَم يكن آخرها منح تأشيرات إقامة مدتها عشر سنوات للمستثمرين والمواهب المتخصصة والطلبة المتفوقين، والسماح لقطاعات الاستثمار العالمية بتملك الشركات بنسبة 100%. أمس، أتاح مجلس الوزراء حلاًّ جديداً في هذا الصدد، معتمداً تأشيرة مدتها خمس سنوات تُجدد تلقائياً، للراغبين بالتقاعد في الدولة، من سن الخامسة والخمسين وما فوق، ضمن شروط محددة، منها أن يمتلك المتقاعد استثماراً في عقار بقيمة مليوني درهم، أو أن لا تقل مدخراته المالية عن مليون درهم، أو إثبات دخل لا يقل عن 20 ألف درهم شهرياً، على أن يسري ذلك اعتباراً من…
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨
مهرة الزرعوني، طالبة الماجستير في الهندسة الميكانيكية، وخريجة الطيران والفضاء من جامعة خليفة، أتاح لها برنامج «سفراء شباب الإمارات»، فهم تجربة عملاق التجارة الإلكترونية موقع «علي بابا. دوت كوم»، ومؤسسه «جاك ما»، الشخصية العصامية المثيرة للإعجاب حول العالم. تتحدّث مهرة و17 من بنات الإمارات وأبنائها اللغة الصينية، وهم سفراء في البرنامج الذي يُنظم على سنتين، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، منذ انطلاقه في العام 2012، ويسعى لصقل قادة المستقبل، وبناء الشخصية الموهوبة والمؤهلة لتغيير مسار التحديات، وتحويلها إلى فُرص ملهمة. «سفراء شباب الإمارات»، مشروع ابتكرته القيادة للتخطيط لعالم جديد، لا خيار لنا إلا أن نكون جزءاً فاعلاً فيه، إِذْ يشرف عليه ديوان ولي عهد أبوظبي، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ويمثل عنواناً لإصابة الهدف في التنمية البشرية، فقد تخرج فوجه الرابع من الصين التي ذهب إليها لطلب الانفتاح على حضارة عميقة في التاريخ، وباتت قطباً سياسياً واقتصادياً بارزاً اليوم. أتاح البرنامج كذلك لسفرائنا الشباب، مهارات في المفاهيم والثقافات، والسلوك الدبلوماسي، إلى جانب زيارة المؤسسات الحكومية والخاصة ذات الأهمية الاستراتيجية في الإمارات، نحو تأهيلهم معرفياً برؤية الدولة ونهجها وسياستها، فهم يستعدون لأدوار قيادية، ولتمثيل الدولة، وتقديمها إلى العالم بمستوى يليق بما هي عليه من عراقة وحداثة. يذهب الشباب…
الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٨
تنحدر الدعاية القطرية ضدّ الإمارات إلى أكثر مستويات الرداءة والرثاثة هذه الأيام، فلا تستحق الرد عليها، فهي مزيج من الكذب، والخداع، والشعور بالنقص، وبعضها أمنيات خائبة، لكن تجدر قراءتها على أطراف الحافة التي يقف عليها التنظيم القطري، قبل نهايته، وندعو الله أن يُجنّب أهل قطر كلّ تبعات هذه الخلية الإرهابية المتآمرة على حياته وأمنه ومستقبله. لا يرد الإعلام الإماراتي على عبارات تطوف في المنصات الاجتماعية تشكك بزهونا بما هي عليه بلادنا من تقدم وسمعة دولية نظيفة. نحن نكتفي بنشر الأخبار فقط. فالجواز الإماراتي الأول عربياً، والـ13 عالمياً، وحدود العالم مفتوحة أمام الإماراتيين دون تأشيرات، ودون ريبة أمنية. ومن أخبارنا، أننا في صفوف الدول المتقدمة التي تتصدر مؤشرات التنافسية والسعادة، والبلدان المرغوبة للعمل والإقامة، ولا نأبه لأنّ إعلام القرضاوي فاته أننا طورنا قمراً صناعياً، وبات منا رائداْ فضاء، وسنبلغ المريخ بعد ثلاث سنوات، فهو لا يفوته إحصاء الضحايا العرب الذين يموتون كلّ يوم، بما تحيكه خلية قطر من دسائس، وما تموله من جرائم، لا تخفى على أحد. هذه بعضٌ من أخبارنا السعيدة، وعناوينها وتفاصيلها منشورة ومشهودة، وهي ترفع كل يوم من فخرنا ببلادنا وبقيادتنا، فما هي أخبار جوقة الدعاية في الدوحة والخارج، وما هي أحوالكم تحت «الحماية الأجنبية» وانتظار التحويلات الشهرية. هل انتهيتم من مديح «الاعتدال» في نهج «الإخوان المسلمين» و«التماس…
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٨
موقفان عربيان لافتان في الأيام الماضية، يؤشران إلى تصدُّع النفوذ الإيراني، وبدء انحساره في المنطقة، بعد سنوات من الهيمنة المباشرة على القرار السيادي في العراق، ولبنان تحديداً، ومحاولة إدارة البلدين بمنطق العصائب والميليشيات والتبعية، ما أدى كثيراً إلى تخريب العملية السياسية في البلدين. اللهجة العراقية تغيّرت، ولم تعد رهينة للقوى السياسية المحلية التابعة لإيران، فرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد رفض بلاده «المجازفة بمصير الشعب العراقي، إرضاءً لإيران» في شأن العقوبات الأميركية، فيما انتقد رئيس كتلة «المستقبل» اللبنانية سعد الحريري، استقبال الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، وفداً حوثياً في بيروت الشهر الماضي، ووصفه بأنه «خروج عن مبدأ النأي بالنفس» الذي يعتبر أساساً رسمياً معلناً لعلاقة لبنان بالاستقطابات والمحاور العربية والإقليمية. هذا لا يعني حكماً أن إيران تتخلى عن نهجها التدخلي، وتسويقه تارة بـ «المقاومة والممانعة»، وتارة أخرى بأوهام الدولة الإقليمية المركزية، التي تبحث عن أطراف حليفة، فالذهنية الإيرانية باتت في انكشاف واسع المدى والرؤية، ولا تنطلي على أحد محاولاتها إخفاء النزعات المذهبية في الانحيازات والدعم السياسي، فـ «حزب الله» الممول من طهران، شريك أساسي في انقلاب الحوثيين في اليمن، ويتلقى التوجيه والدعم العسكري والذخائر من الحرس الثوري الإيراني. لكن المهم أن يتسع هذا الانكشاف أكثر فأكثر عربياً وإقليمياً، مع استمرار قطع الطريق على المشروع الإيراني، فطهران لا تبحث…
الأربعاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٨
في كل تفصيل يتعلق بتاريخ بلادنا وحاضرها، لا بد أن نجد حضوراً أو دوراً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، فـ«أم الإمارات» الملهمة والشجاعة والكريمة أعطت كثيراً لنا، للنساء والرجال والعائلات، فباتت رمزاً حيّاً وبارزاً، تتطلع إليه الإماراتية بزهو وأمل. أعطت دون تعب، ولا تزال، كما يليق بالوفاء لمدرسة العطاء المشهودة التي أسسها زايد الخير. تعرف الإماراتيات الآن أن ما حدث في بلادهن لم يكن سهلاً. تعرف المبتعثات إلى أفضل الجامعات العالمية أن وصولهن إلى باريس ونيويورك ولندن، سبقه جهد منظم ومخلص وحريص. تدرك البنات اللواتي يرفعن علم الدولة في المحافل الرياضية أن عملاً كبيراً كان السبب لما هُنَّ فيه من فخر وإنجاز. «أم الإمارات» كانت ولَم تزل في طليعة الداعمين للمرأة وتعليمها وتمكينها في دولة تزدهر بطموح قيادتها، وإصرار شعبها على التميز والإبداع. الوعي المبكر لسموها قادها في سنة 1975 لتأسيس الاتحاد النسائي العام، ليقود ريادة عربية في التنظيم الاجتماعي الوطني. قبل 43 عاماً افتتحت سموها مركزاً للصناعات اليدوية والبيئية، وامتد ذلك في العقود اللاحقة إلى مبادرات وجهود في التعليم والطفولة ورياضة الفتيات، وسوى ذلك مما يجدر بالأجيال الجديدة معرفته عن كل ما بذله آباؤنا وأمهاتنا الذين بنوا المدارس وأصروا على تعليم بناتهم، حينما كان ذلك…
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٨
هذا ليس اتحاداً للعلم والعلماء، فرئيسه داعية فتنة وتطرف، وأعضاؤه مغيّبون بين الصمت والتواطؤ، ولم يُسجّل له موقف واحد في خدمة الإسلام، لجهة إظهار وسطيته واعتداله وتسامحه. إنه ليس أكثر من هيئة تتستر بالدين، وتناقض كل قيمه ورسالته وروحه. الوصف الدقيق لـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي يرأسه يوسف القرضاوي، أطلقته الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، العام الماضي، حينما اعتبرته الدول الأربع «كياناً إرهابياً»، وذلك يلخص هذا «الاتحاد» بالنظر إلى دوره ومواقفه منذ تأسيسه العام 2004. إنه خلية تنظيمية، تتلقى تمويلاً مباشراً من «تنظيم الحمدين» المتورط في دعم أكثر التنظيمات توحشاً ودموية. يرأس القرضاوي هذه الخلية، ويُدير نشاطها من الدوحة، مستفيداً من خبرته الطويلة في تفصيل الفتاوى والأحكام الشرعية على مقاس «التنظيم القطري» إيّاه، وهي غالباً في خدمة الإرهاب وتسييس الدين، وتوفير الغطاء الشرعي للمتطرفين، لتنفيذ اعتداءات ضد الأبرياء، وتخريب الأمن في دول كثيرة، من اليمن إلى ليبيا ثم مصر. لذلك، فلا غرابة في «الرأي الشرعي» الذي فصّله القرضاوي في شأن الحج، حين قال إنّ «لا حاجة لله تعالى فيه»، فهذا هو مقاس «تنظيم الحمدين الهزيل»، والمكتظ بالانحرافات السياسية والأخلاقية، وقد جاء بعد الفشل الإيراني-القطري في تدويل الحج، وتعطيل الدوحة هذه الفريضة لكثير من المواطنين القطريين، فتجاوب القرضاوي بفتوى تهدم ركناً من أركان الإسلام. لا غرابة، فالقرضاوي نفسه أفتى بذبح الرئيس الليبي…
الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨
يثق المواطن اليمني اليوم بأن الجندي الإماراتي حيثما حلّ يبدأ التعمير فوراً، فهذه حرب نزيهة ضد الخراب أولاً، وضد ويلاته وكوارثه الإنسانية. الخراب نفسه الذي يحاول الإرهاب جعله أمراً واقعاً في حياة اليمنيين. الخراب الذي سعى إلى تقويض النظام العام والدولة والشرعية، فوجد رجالاً يتصدون له بعزم وإيمان وشجاعة، وأبطالنا في مقدمتهم. قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تعي منذ بداية تحركها لإعادة الشرعية أن الإرهاب يعتاش على الدمار والفقر وفقدان الأمن وغياب التنمية، ولذلك لم تتوقف أعمال البناء والتعمير في البنية التحتية، على الرغم من صعوبة التفاصيل ميدانياً مع استمرار العدوان الإيراني ووكلائه على الشعب اليمني. شخصياً، كان لي شرف معايدة جنودنا في اليمن قبل أيام، ولمست عزيمتهم في مواجهة الخراب، والإصرار على أن يكون التعمير ملازماً للتحرير؛ من أجل هزيمة أسباب الفوضى على الأرض، وحماية اليمن الشقيق من التدمير المتعمد لمقدراته الطبيعية والبشرية. جنود الإمارات، وكما عرفتهم ميادين الشرف والبطولة، عرفتهم بيوت اليمنيين ومؤسساتهم وأمكنتهم وشوارعهم، فكثير من الطرق الحيوية مهّدتها آليات القوات المسلحة، وأعادت كوادرها بناء وتأهيل مبانٍ حكومية عديدة، ووفرت المستشفيات الميدانية الإماراتية الخدمات العلاجية المجانية للسكان؛ لتخفيف معاناة قاسية امتدت طويلاً. إزاء هذه الصورة، وباستثناءات قليلة، فإن الصورة الإعلامية المنصفة صغيرة جداً، وأعني الإعلام الدولي الذي لم يسجل الوقائع الإنسانية على الأرض، كما فعل في مناطق…
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨
العام 2031 ليس بعيداً، فالإمارات تنافس في سباق المستقبل مع القوى الكبرى في العالم، وهذا مضمار علمي، يُتيح لدولة شابة صاعدة من الشرق الأوسط أن تنافس فيه، وبلادنا التي لا تعرف التردد، لا توفر جهداً في مجال المعرفة والعلوم. وضعت الإمارات خطوتها الواثقة نحو العام 2031، وأعلنت أنها بحلوله ستكون الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، إضافة إلى الاعتماد عليه في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100%، وذلك نصّاً عن «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي» أبرز تجليات العبقرية البشرية الآن. أمامنا نحو 13 عاماً وصولاً إلى الهدف، وقد زادت عليه الاستراتيجية بعداً آخر، يتعلق باستعدادنا لوظائف المستقبل، فأكدت ضرورة «خلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية»، فهل نحن مستعدون؟ وهل وضعنا خططاً لمواصلة التحدي في التعليم العالي خصوصاً؟ الواقع، إننا بدأنا نستعد جيداً لوظائف المستقبل التي ربما تصبح دوراً وليس مجرد وظيفة بمفهومنا الآن. والإمارات تدرك أن العمل في السوق المقبلة يتطلب تعدد التخصصات لدى المرشحين، فالعلوم تتصل حكماً، وعلى الجامعات أن تستوعب مصطلح «الذكاء الاصطناعي» وأبعاد الثورة الصناعية الرابعة، والتسارع نحو اكتشاف الفضاء أكثر فأكثر، ولا يغيب علم البرمجيات، فتبادر إلى فتح تخصصات تتكيّف مع التحديات الجديدة. كما بدأت مؤسسات الدولة كافة في التجاوب مع الانطلاقة نحو علوم المستقبل، في ظل اهتمام القيادة ورعايتها…
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨
فشلت مؤامرة «تدويل الحج» التي حاكتها إيران منذ سنوات، وتتردد الآن أصداء هذا الإخفاق في قطر، وقد أغلق «تنظيم الحمدين» الصفحة الإلكترونية التي فتحتها وزارة الحج السعودية أمام الحجّاج القطريين للتسجيل، في إطار سلوك أمني بدائي، يسعى للضغط على المملكة، التي تنبّهت لخبث هذه المقاصد، فوفّرت روابط بديلة لأداء الفريضة، مع مزيد من التسهيلات والاستثناءات. ما يُريده التحالف الإيراني القطري من هذه المؤامرة معروف للعالم الإسلامي، وثمة تاريخ قريب يُقرأ. فطهران لم تطلق تلك الدعوة إلا بعدما تصدّت السعودية لمحاولاتها العديدة لـ «تسييس الحج» عندما كان الحجّاج الإيرانيون ينشغلون عن أداء المناسك بالتظاهر، وافتعال أحداث الشغب منذ ثمانينيات القرن الماضي، وإثارة الفتن المذهبية في موسم يوحّد مشاعر المسلمين وتطلعاتهم حول العالم. الأمر سيادي بالنسبة للسعودية، فالمشاعر المقدسة على أرضها، والتدابير التنظيمية بأكلافها المادية والبشرية تتولاها المملكة منذ عقود طويلة، وليس سهلاً استضافة ملايين الحجاج في بقعة جغرافية محدودة، لولا تحمّل السعودية هذه المسؤولية بكفاءة واقتدار. والأمر كذلك سيادي بالنسبة لمسلمي العالم، فلا يمكن أن تتحول مكة المكرمة والمدينة المنورة والصفا والمروة إلى ساحات سياسية لتنفيذ مخططات مريبة، تهدد أمن الحجيج، وأمن المملكة. لم تمنع السعودية مسلماً واحداً من أداء فريضته، لكي تدعو طهران والدوحة إلى إشراف دولي على الحج. على العكس تماماً، فالنظامان المعروفان بعدائهما لمصلحة المسلمين، يضعان العراقيل أمام…