د.إبراهيم عباس نــَتــّو
د.إبراهيم عباس نــَتــّو
عميد سابق بجامعة البترول

سِيبـُويه أمْ سيبُويه؟

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠١٩

خاص لـ هات بوست: في المقطع الأول من كلمة (سيبويه) مسألة فيها نظر؛ فلقد علمتُ أن في الفارسية فرقاَ شاسعاَ بين Si و Sey. (فإن سِي/Si، كما في مطلع 'سيبويه' Sibuweyh؛ يعني٣٠؛ أمّا إن كان Sey، كما في، Seybuwey، فإنّه يعني ٣ فقط!) و لفظة (سيبويه) تمثل لقبه الذي اشتهر به؛ أمّا إسمه فهو: عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي البصري. و بذكرِ كـُتبه، فإنّ عمله الشهير المُعنوَن بــ(الكتاب) هو في قمة إنجازاته. و هذا الكاتب الكبير هو الذي أسّس علم اللسانيات/اللغويات العربية؛ فهو مـُنظـِّمُ قواعد اللغة العربية و فن حــَبــْكِ تراكيب تصاريف 'أجرُميتها! كما و لقد تم تلقيب سيبـُويه في الوطن العربي/الإسلامي منذ القرن الثامن الميلادي بــ(إمام النـُّحاة) في اللغة العربية! و بذكر كم و عُمق أعمال سيبُويه، فقد جاء ذِكره طيّ طرفةٍ في تغريدة توِترية عن معاناته مع زوجته.. إبــّان تأليفه كتبه، و انها أقدمت على (حرق) كتابٍ له كان يعمل على الانتهاء من مراجعته! و هذا يذكّرنا بالكاتب الروسي الشهير ليو تولستوي و سلوك زوجته و مُنغصـّة حياته! لقد بدأ إنشغالي بتركيبة لفظة 'سيبويه' بمقطعيها: سي.بُويه، (خاصة إذا نحن فرّقنا بين المقطع سِي Si و المقطع سيه Sey)؛ و ذلك حين التفتُ للفرق بينهما، و كان ذلك خلال زيارتي إلى مدينة إصفهان في ٢٠٠٩م، فوجدتُ كـِلا الرقمين…

*ضريبة دخل متدرجة و منصفة*

الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٩

خاص لـ هات بوست: بدأت تظهر مؤخراَ إشارة من البنك الدولي و كأنه يقترح علينا (رفع) الضريبة `المضافة` من ٥ إلى ١٠٪ و لا اظنهم يقصدون رفع هذه التي نسميها نحن هنا (ضريبة القيمة المضافة) بالذات، فهذه اساساَ ليست ضريبة قيمة مضافة VAT. و لقد كان ذات هذا البنك قد ساعدنا في إعداد خطة التنمية الأولى في مطلع سبعينات القرن الماضي؛ و كان ضمن نصحهم لنا -حينها و الآن: إحداث أكثر من ترتيب بــُغية تحقيق *توازن في توزيع و تدوير المداخل.* و لكني احسُّ بأن في مقترح البنك هذا تخففاَ و تبسيطاَ؛ بل و حتى تماشياَ مع الخلط عندنا في مسمى الضريبة. لكن البنك يأتي في محاولات منه متجددة عبر العقود و العصور. نصحاََ و تحذيرا. و أذكر أيضاَ انهم كانوا قد نادوا -و بصوت جهير- منذ حوالي ١٩٧٣م (و مع بدء أساسات الخطط الخمسية٢، داعيننا إلى شيء من ضبط التناسل، فأشاروا و نبـّهوا وقتها إلى مستوانا المتعالي في النسل بالمعيار العالمي.. (و كان ذلك حتى قبل تبلور و تنامي الطفرة النفطية عندنا، و قبل تعاظم سيرورة الاقتصاد الرفاهي/الريعي! فما يسمى بضريبة القيمة المضافة/VAT عندنا ليست كذلك، و ليس لها لدينا من اسمها نصيب. بل هي فقط (ضريبة بيع و مبيعات): Sales Tax... و هي التي يقوم بتسجيلها عامل الحساب…

يحسُنُ تخفيف (خِِطابِ الكراهية)

الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٩

خاص لـ هات بوست:  أشاهدُ من فترة لأخرى -و بشكل متكرر و متواتر- مقالات يجري تداولها و تبادلها فيما بيننا تجترُّ أحداثاً تاريخية مؤلمة.ثم يتواصلُ الاجترار .. و تتعمق الآلام! و نجد أولئك الكتّاب و متداولي المقالات و كأنهم يتبارون في تجديد إذكاء نيران الماضي في مختلف الجهات (و ليس فقط مع دول الغرب).. و لعل من المفضّل أن تتحاشى تناقل ما يحمل على الكراهية و يعمل على تجديد و تسويق العنفوان. فتجدنا نتداول أن هؤلاء قتلوا، و أولاء أسروا، و أولئك احرقوا، و آخرون نصّروا.. و كذلك تجد من يوغل في اخبار و صحائف متقادمة عن اعتداءات اؤلاء و هؤلاء و أولئك عبر مئات و آلاف السنين (علينا!) و مع موفور النواح و المظلومية من جهة، ففي نفس النفـَس و الشهقة ترانا نسرد و نتباهى يعامر الغزوات و غامر السلطنة بمختلف الجهات؛ بأن هارون الرشيد -مثلاً- خاطب ملك الروم ('نقفور') بأقسى و أغلظ العبارات؛ و نقرأ حتى بشعر أحمد شوقي تعبيرات متعالية في الكِبـْر: ('...أخذنا إمرة الأرض اغتصابا' (!)؛ ثم تجدنا نزهوا بهذا و نطرب لذاك. فكيف لا نتوقع ردود الأفعال عند الآخرين!؟ ثم أنه ليس من جدوى وراء تناقل خطابات الكراهية؛ بل نجد أنها ستتوالي في دوّامة من البغضاء و العداوة.. في دوائر (متداولة)، و في حلقات مُفرَغة!…

كان الحاجُJohn Philby جارَنا بمكة!

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٩

خاص لـ هات بوست:  كان فـِلبي HSJ Philby ساكناً في الدار المجاورة لصيقاً لدار جدي لأبي (بكر) في حارة الهِنداوية، في مكة المكرمة، و و رغم التوسعات و الهدميات، لا يزال الدار قائماً حاليّا، و يسكنه احد الأحفاد، سامي، إبن عمي أمين. كان دار جدي غير بعيد عن منطقة 'الشـُّهدا' التي لم تبعد عن منطقة (البـِـيبان).. بابا مكة الرئيسيان و كانا مكونين من عقدين كبيرين، احدهما يُولج من خلاله الى مكة من جهة حي الزاهر ثم الهنداوية و التيسير فحارة جـَروَل المُوصلة الى حارة الباب باتجاه المسجد الحرام. أمّا 'الباب' الآخر فكان للخروج من مكة صوب جدة. و كان مسكنُ المستر فِلبي ذاك في دار العم اسماعيل دَهلوي الذي كانت له بالبيت جارية حبشية تأتي من جهة الحوش الأعلى لكل من الدارين لتناول الشاي (شاهي العَصُر) عند جدتي (مريم صالح ناغي). (وُجدت تلك الجارية ذات يوم ميتة في حمّامٍ في دلك البيت؛ و كنت افكّرو انا في ذلك السن انها كانت أختاً او قريبة لمملوكة جد أبي (عبدالقادر محمد نــَـتــّو)، 'الدادَة' حسينة، التي -بعد عِتقها-انتقلت فعاشت في بيت القطان؛ او أني -فكـّرتُ- انها ربما كانت قريبة لزميلها المملوك، 'دادِي' سرور.) و بعد بيت الدهلوي كان بيت الكشغري على اليمين -و على طرف جدارهم كان صنبور عام كنت اساعد جـَدي بجلب…