“إعادة صناعة” إيران في الغرب

الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٣

بمعزل عن "فوبيا" بعض الأوساط العربية حيال ملامح "التقارب" الإيراني الأميركي، وهو اختبارُ حوارٍ أكثر مما هو تقاربٌ فعليٌّ حتى الآن، تدأب الصحافة الغربية بتركيز شديد منذ انتخاب رئيس "الجمهورية الإسلامية" الجديد الشيخ حسن روحاني على تعميم نظرة متفائلة إلى إيران تعيد "قراءة" وتحليل "نظام رجال الدين" الذي يسيطر عليها، ومن جهةٍ ثانية تتخطّى طبيعة تكوين النظام السياسي فيها. على هذا المستوى تبدو الصحافة الغربية، ولاسيما الأميركيةَ، شريكةً فعليةً في تعميم موجة التفاؤل. ويُلاحظ أن زيارة الرئيس روحاني لنيويورك لم تتعرّض إلى فخ إعلامي أو رسمي واحد بينما كانت زيارات الرئيس السابق أحمدي نجاد مزروعة بالأفخاخ التي كم كان سهلاً أن يقع فيها نجاد بسبب من طبيعة شخصيّته المتشدّدة وآرائه المعلنة وبينها "فخ" جامعة كولومبيا الشهير عندما استضافته هذه الجامعة وتعرّض فيها إلى إهانات.هذا الجو الإيجابي خلال زيارة روحاني استمرّ رغم حذر "اللوبي الإسرائيلي" المتواصل من النوايا النووية لإيران وهو حذرٌ يغذّيه الموقفُ العنيفُ المتواصلُ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال الملف النووي. حتى أن مجلة "نيوزويك" في عددها قبل الأخير(14-21 أكتوبر، تشرين الأول) اعتبرت في تقرير رئيسي الإمكانات العسكرية النووية الإيرانية "مبالَغاً بها" واضعةً البحث كلّه تحت تسمية "التهديد-الشبح" و "استكشاف أسطورة الخطر النووي الإيراني". عشرات المقالات في الصحافة الغربية تبدو الآن متأئّرة بهذا الاختبار الحواري الأميركي الإيراني الذي…