كامل يوسف
كامل يوسف
كاتب في صحيفة البيان

الدرس الكبير

الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣

لا تزال مصر تواجه تحديات تطل برأسها كل يوم، وخاصة في مجال الأمن الذي لا يمكن القول إن كل شيء هادئ على جبهته الآن، خاصة مع تهديد جماعة الإخوان المسلمين بتحويل الثلاثين من أغسطس إلى يوم للإحراق والقتل والدمار. لكن هذا كله بسبيله إلى الانحسار، إن لم يكن اليوم ففي الغد القريب، ليتيح لمصر أن تقلب صفحة هذه الجماعة الفاشية إلى الأبد، وأن تستأنف مسيرة البناء والتنمية والانطلاق إلى المستقبل، بمزيد من القوة والإصرار. في غضون ذلك، فإن على القوى الوطنية في مصر ألا تدع هذه المهام، رغم طبيعتها العاجلة والضرورية، تحجب عنها الدرس الكبير الذي حملته ثورة 25 يناير وموجتها العارمة الثانية في 30 يونيو. في اعتقادي أن هذا الدرس الذي يتعين على هذه القوى الوطنية الوقوف أمامه واستيعابه، هو أنه إذا كانت هذه الثورة قد أكدت شيئاً فهو أن تجربة التحديث المصرية تعاني في صميمها خللاً لا بد من التصدي لعلاجه على المستوى الاستراتيجي، وإلا فإن مصر ستخرج من أزمة لتقع في وهدة أخرى. هذا الخلل الجوهري في تجربة التحديث المصرية، هو نفسه الذي سمح بالانتقال من النقيض إلى النقيض ما بين عصري عبد الناصر والسادات، وهو الذي جعل مصر تتردى في ركود مروّع دام ثلاثين عاماً من حكم مبارك، ووصل بها إلى أن يكون التوريث شيئاً متصوراً.…