خالد الزبران
خالد الزبران
أكاديمي وكاتب

عقولنا العربية المهاجرة

السبت ١١ أكتوبر ٢٠١٤

لك أن تسرد من المثاليات والعبارات ماشئت لكن الواقع يقول أنه لايمكن أن نتوقع من الآخرين التضحية بأحلامهم وطموحاتهم المشروعة لأجل فكرة أو مشروع عام مهما كانت أهدافه نبيلة. المجتمعات الناضجة هيئت لأفرادها السبل المناسبة لتحقيق أنفسهم وفي نفس الوقت خدمة أوطانهم والبشرية. الكثير من المسلمين والعرب يعيشون ويعملون في الخارج ويتمنون أن يعملوا في المملكة العربية السعودية لأسباب ثقافية ودينية –وربما مادية - ولكن يمنعهم عدم توفر بيئة متكاملة كتعليم بمستوى عالمي لأطفالهم ووسائل ترفيه معقولة لهم ولعائلاتهم. في نفس الوقت نجد باحثين وأساتذة عرب يعملون بالفعل في بعض جامعاتنا المحلية و الأقليمية التي وصلت لمستوى عالمي لابأس به وهم يتألقون ويبدعون بمجرد أن تتحقق لهم بيئة الإبداع في وطنهم العربي. لأي شخص طموح في هذه المنطقة أو غيرها من العالم أن يحقق أحلامه ويضمن لنفسه ولأطفاله مستقبل أفضل، وإن لم يتحقق لهم هنا والا بحثوا عن مكان آخر. تسرب العقول العربية للخارج أحد أسباب تردي وضعنا الحالي وهي قضية ليست بالحديثة وأظنها في إزدياد خصوصاً في ظل مايعيشه عالمنا العربي من أضطرابات خلال السنوات الماضية. لكي نستعيد تلك العقول ونحد من هجرة المزيد يجب أن ننشئ مراكز تعليمية متميزة ومتكاملة في شتى أنحاء العالم العربي تمثل نقاط ضوء جاذبة لتلك العقول. فرصة عظيمة أمام جامعاتنا السعودية بحرمها الجامعي…

ثلاث عوامل مؤثرة في تجربة المبتعثين

الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢

الإبتعاث فرصة تعلّم فريدة ليس فقط لما يحصل عليه الطالب أو الطالبة من معرفة داخل أسوار الجامعات بل أيضاً لما يحصلون عليه من خبرات ناتجة من الاحتكاك المباشر بمجتمعات متحضرة بكل مايعني مفهوم "التحضر" من معاني وممارسات. لكن وبالرغم من هذه المكاسب من الإبتعاث الا أن عملية الإنتقال لطلابنا وطالباتنا الى بلدان الإبتعاث ومن ثم التأقلم مع البيئة الجديدة عملية معقدة ولها أوجه متعددة. أظهرت دراسة علمية أجريت العام الماضي في أحدى الجامعات الاسترالية أن هناك ثلاث عوائق رئيسية تواجه الطلبة المبتعثين السعوديين. على الرغم أنه لايمكن تعميم النتائج على كل الطلبة السعوديين ولكن يمكن أن توجد هذه العوامل بنسب مختلفة عند المبتعثين بغض النظر عن دولة الإبتعاث وهي كالتالي: الإنتقال لبيئة جديدة بنظام تعليمي جديد، وطبيعة العلاقة بين الطالب والأستاذ في هذه البيئة الجديدة، وأخيراً التوازن بين متطلبات العائلة والدراسة. يمكن القول أن العامل الأول هو الأهم والأعمق أثراً في تجربة المبتعث الجديد وخصوصاً في الأشهر الأولى كون طلابنا وطالباتنا قادمون من مجتمع محافظ الى مجتمع مختلف يعتبر من هم فوق سن الثامنة عشر ذوي حرية مطلقة شريطة أن لايمس أمن البلد وممتلكاته أو يتدخل في خصوصية أحد. الجانب الآخر هو الإنتقال من نظام تعليمي يقوم على نقل المعلومات بأتجاه واحد من المدرس الى الطالب مع التمسك بمناهج محددة…