محمد علي البريدي
محمد علي البريدي
كاتب سعودي

سوءة نصر الله

الخميس ٠٢ مايو ٢٠١٣

• هذا هو السيد المقاوم بكل التفاصيل السيئة التي كان بعضها محتجباً، وبعضها الآخر يتجمل ريثما ينتهي أغبياء العرب من تصفيقهم الحاد. لقد بدت السوءة عن آخرها، وبان خراب الضمير المرتزق، ولا عزاء لمَنْ لا يحسنون العيش في هذه الحياة إلا كأوباش وميليشيا، و( مطبلاتية). • إسرائيل تطارد أعداءها الحقيقيين إلى آخر الدنيا، ولو كان نصر الله عدواً حقيقياً لتخلصت منه مثل غيره؛ فلماذا لم تفعل إذاً؟ لماذا قتلت الشهيد أحمد ياسين – رحمه الله – ولم تقتل سادة المقاومة والممانعة وهم على مرمى حجر منها؟ ربما هذا هو الفرق الواضح بين الرجال وبين أشباههم لمَنْ أراد أن يقرأ التاريخ بإنصاف. • السوريون يتطهرون من عفن طاغية، ومن وضاعة حاكم مستبد جاء كوالده بالصدفة، فقتل الشام واستنزف خيراتها لأربعين سنة؛ فما دخل حزب الله إذاً؟ وهل كُتب على السوريين أن يتحملوا إرادة الكفيل الفارسي والإسرائيلي لبشار ونصر الله إلى ما لا نهاية؟! • يقول نصر الله في خطابه الأخير: (إن الهدف هو تدمير سوريا شعباً ونظاماً سلطة ومجتمعاً وجيشاً حتى لا تقوم دولة مركزية أو جيش قوي) وياعيني على الجيش القوي الذي لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل؛ بل اكتفى بقتل أطفال البلد واغتصاب الأمهات!! • الحقيقة التي سيكتبها التاريخ بثقة؛ أن إسرائيل لم تعش في أمان إلا في عهد…

واتساب وتويتروعريف الفصل

الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣

• انتهى زمن عريف الفصل الطيب؛ الذي كان يضبط بوح التلاميذ حتى في الدقائق الخمس التي تفصل بين الحصص، ويحاول جاهداً تسجيل الهمس والهمهمة. التلاميذ يكبرون بسرعة في كل عصر، ويجدون في كل يوم وسائل جديدة للتعبير، ووجود العريف لا يغير كثيراً في المسألة. •في الأيام الخوالي كانت وظيفة عريف الفصل عبارةً عن تدريب مبسّط على كيفية صياغة تقرير مخبر، وفي ذاكرة كل منا عريف محترم تم الاحتيال عليه ببساطة لتمرير كلمة أو إيصال رسالة لا تحتمل التأجيل، والسيد العريف قائم يسجل. ــ كثيرون استفادوا من دور عريف الفصل، وتحولوا إلى مخبرين عندما كبروا؛ لكن الزمن تجاوزهم. فبقيت الوظيفة تلمع في الذاكرة، ولكن دون أهمية أو انعكاس حقيقي لقيمتها على أرض الواقع. • مَن يتحرش بتويتر في هذا العصر؛ كمن يحاول إعادة دور عريف الفصل، وضخ الجو العام بمزيد من الصمت والهيمنة، وليس مهماً التأكيد هنا أن هذا التحرش هو إعلان مفاجئ بالخروج من العصر دون مبررات مقنعة!! • الحقيقة أنه لم يعد مجدياً محاصرة واتساب وتويتر وغيرهما، أو حتى مراقبة المستخدمين العاديين تحت أي ظرف؛ لقد تحوّل الأمر برمته إلى فكرة بوح كبرى تغلغلت في العقل وانتهى كل شيء، وبالطبع فمطاردة الأفكار ومحاولة تهجينها أمر صعب للغاية إن لم يكن مستحيلاً. • تويتر وغيره يحتاج إلى اتزان أكثر من…

صالحة عسير

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

العقلاء لايعتبون على صالحة عندما تقود سيارة والدها، وتنقل الطالبات إلى المدرسة. القرويون الأصلاء قدروا أن خروجها ضرورة كي تُعيل أسرتها بشرف؛ لكن المرتاحين -مادياً- لايشعرون بمعاناة البسطاء ومطاردتهم اليومية المؤلمة للقمة العيش، ولو انتظرت صالحة السادة المنظرين كي ينقذوا أسرتها من العوز والفاقة فلن يأتوا في الوقت المناسب، وسيجدون عشرات المبررات النمطية كي يتأخروا عن مساعدتها بانتظام؛ المجتمع أصبح يعرف هؤلاء جيداً ويتعامل معهم كظواهر صوتية فارغة تخصصت في التحريم والتهييج دون تقديم حلول ناجعة لمئات الأسر التي تئن تحت وطأة الفقر. الذين يعيشون دائماً تحت التكييف المركزي لايعرفون كثيرا عن حرارة الشمس في عز النهار، ولايتصورون أبداً أن فاتورة كهرباء واحدة كل ثلاثة أشهر قد تتحول إلى أزمة بلا حل، وعذاب يومي للأطفال والأمهات حينما لايستطيع رب الأسرة جمع قيمة الفاتورة، وبالطبع فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.. هذه أسر كادحة لاتجد ثمن جرعة دواء وإيجار سكن وتوصيلة (آمنة) إلى مستشفى، ولأنهم شرفاء جداً فهم يعملون ولايتسولون تحت أي ظرف، وثمة فرق كبير، وإن لم يكن لديك رصيد في البنك فستكون عملياً جداً وستُقدر وضع صالحة وأخواتها تماماً، وإن كان العكس فستُسلي نفسك برميهن بحجر معتوه، وربما تزعم -في ساعة صفاء- أن ثمة تغريباً يغزو قرية نائية من قرى عسير؛ في النهاية أعطوا صالحة مرتباً خمسة آلاف في…

طلع الجهاد فرض كفاية!

الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠١٣

الحمد لله وحده على النعمة والاستفاقة وعودة العقل ولو بعد حين؛ أخيراً وزارة التربية والتعليم بدأت تشرح لطلابها معنى الجهاد، وتبين لهم أنه لايجوز الذهاب إليه إلا بإذن ولي الأمر، وتتحدث لهم عن سعة مفهومه وشروطه وأنواعه، والمفاجأة الكبرى -والمتأخرة- أنه (طلع فرض كفاية) وأنه لايكون فرض عين إلا في ثلاث حالات… !! كل هذا الكلام الجميل أدرجته الوزارة في أحد مناهجها التي تضمنها المشروع الشامل لتطوير المناهج، وفي وحدة مستقلة بمادة الفقه تتحدث عن الجهاد (للمرة الأولى) في تاريخها، وهذه خطوة ممتازة فعلاً وتشرح القلب وتنير البصيرة، لكن هل معنى ذلك أن الوزارة لم تكن تتعامل بشكل جيد مع مفهوم الجهاد حينما تشرحه لطلابها؟ وهل يعني ذلك أيضاً أنها لم تكن تقول لهم إنه فرض كفاية وإنه لابد فيه من إذن ولي الأمر؟ فماذا كانت تفعل إذن؟ ومن يقول للطلاب -أصلاً- إن الجهاد فرض كفاية إذا لم تقله الوزارة في مناهجها طوال تلك السنين الخوالي؟ بكل أسف كانت تمنع من الحديث عن الجهاد (بهذا الوضوح)، وفي وحدة مستقلة حتى في عز أيام الإرهاب، ولذلك ضاع كثير من أبنائنا ووقعوا في أيدي عصابات سياسية تتناحر فيما بينها من أجل أهداف دنيوية بحتة لا علاقة لها بالدين أو الجهاد، وهذه جريرة كبرى يتحملها اللوبي الوزاري الذي لم يمكّن الوزارة من تبيان…

المقاوم رئيس محافظة!!

الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣

رجل الدين الإيراني مهدي طائب يقول إن سوريا هي المحافظة الإيرانية الــ ( 35 ). أتمنى في هذه اللحظة أن أرى وجوه الوفد الأردني الذين دثروا طاغية الشام بالعباءة السوداء قبل أيام على أساس أنه الرئيس العروبي الصامد والمقاوم! بعد هذا التصريح ــ القنبلة ــ يستحق بشار أن يلبس الطرحة النسائية وليس العباءة العربية نظير ما قام به ضد شعبه من قتل وتدمير، ولا أظن أن من قدموها له يعرفون كثيرا عن العباءة العربية الأصيلة التي لا يرتديها ــ في العادة ــ إلا الفرسان والشيوخ النبلاء في بادية الشام، وليس أشباه الرجال أو طغاتهم. ليست مفاجأة أن تكون سوريا العظيمة محافظة إيرانية في عهد بشار؛ بل المفاجأة ألا تكون. ما تم عبر سنين طويلة يؤكد أن سوريا في هذه العهد الكارثي لم تكن غير حديقة خلفية لإيران؛ مثلها مثل الضاحية الجنوبية في لبنان ومثل صعدة في اليمن، وأن من يتخذ القرار في كل هذه الأماكن المنكوبة هم الملالي.. لكن إذا كان بشار بكل جوقته الإعلامية وأمجاده النضالية العظيمة هو في نهاية الأمر مجرد محافظ بائس في نظر الإيرانيين؛ فماذا يمكن أن يقوله الإيرانيون عن نصر الله وعن الحوثيين؟ طبعاً أسوأ من ذلك بكثير. المؤلم أن العرب المرتبطين بإيران لا يعرفون شيئاً عن التاريخ والشرف، وحتى لو جعلتهم إيران حراساً لملاه…

هل يستقيل وزير الصحة؟

الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣

أدبياً على الأقل يُعد الوزير -أي وزير- معنياً بكل خطأ كبير يحدث في الوزارة التي يُشرف عليها، فما بالكم حينما يؤدي هذا الخطأ إلى كارثة إنسانية كنقل دم ملوث بالإيدز إلى طفلة في الثانية عشرة من عمرها؟ كل ذنبها أنها وقعت ضحية لمجموعة من المستهترين الذين لا يبالون بصحة الناس. طبعاً حصل هذا نتيجة إهمال كادر طبي في مستشفى جازان العام. صحة جازان -كالعادة- قدمت اعتذاراً تافهاً لذوي الطفلة، وهددت المتسبب بأقصى العقوبات، وشكلت لجنة عاجلة وأمرت بإجراء التحقيقات الفورية، وهي أسطوانة مشروخة مثلها مثل غيرها، وقد تعود عليها مستشفى جازان العام مثلما تعودت عليها مستشفيات كثيرة -بكل أسف- بعد كل مصيبة. لكن هذه المرة الخطأ فادح جداً، وهو يتجاوز نسيان مقص أو شاش في بطن مريض أو قطع شريان بالغلط يمكن تلافيه بتدخل جراحي سريع؛ بمعنى آخر هو خطأ يستحق أن يتحمله وزير الصحة شخصياً ولا أحد سواه. أنا لا أدعو هنا لتقليد أحد في الشرق أو في الغرب؛ بقدر ما أتمنى أن يأتي اليوم الذي يتحمل فيه الوزراء أخطاء وزاراتهم بشكل مباشر وواضح وصريح؛ حتى يعرفوا ما معنى المتابعة والتدقيق فيما يشرفون عليه، وحتى يشعر الوزراء الآخرون بأنه لا حصانة لمن يُخطئ أو يُهمل، وهذا لا دخل له بنجاح وزير الصحة المهني بتاتاً؛ أنا أتكلم هنا عن خطأ…

من رأى منكم نزاهة؟

الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣

زيارات كثيرة قامت بها نزاهة إلى بعض المناطق، وبالتمعن في الصف المستقبل لمسؤوليها لن تجد إلا نفس النوعية التي يشكو المواطن من عدم نزاهتها. مشكلة نزاهة أنها لا تذهب إلى المواطن مباشرة كي تسأله عن شكواه، وعن الذين غيبوا النزاهة من حياته؛ لكنها تذهب راضية مرضية إلى أهل البشوت السعداء الذين حولوا حياة المواطن إلى وجبة مليئة بالسموم والويلات، وخالية من النزاهة. نزاهة سمكة صغيرة مازالت تتعلم العوم، وهي تعيش بين حيتان مُدربة على الصيد والسباحة، ولديها القدرة على البقاء تحت الماء دون أوكسجين، ولذلك يموت السمك الصغير دون نزاهة، وتواصل الحيتان الكبيرة حياتها دون شعور بالخوف. نزاهة فكرة حلوة، لكنها تُسلي الناس بعروضها الشقية كي تتأخر الصدمة التي تأتي عادة بعد اكتشاف موت الضمير، وضياع الأمل في العثور على ناجين محتملين في عصر الخيبات الكبرى. نزاهة أشبه بلعبة جديدة يعشقها الأطفال لأنها تعلمهم قوانين اللعب، واحتراف المناورة، وكيفية تجنب المصيدة، وهي على وشك أن تصبح هدراً مالياً دون نتائج؛ لكن هذا الهدر سيكون على حساب المستقبل، وسنكتشف أن نزاهة ساهمت دون أن تدري في تسمين الحيتان الضارية. النزاهة التي نريدها ونحلم بها؛ تتجاوز التصريحات التي تقول دائماً إن ثمة حيتاناً ضخمة وقوية في البلد تقف خلف الفساد وتحميه؛ هذه معلومة يعرفها كل الناس، والأجمل من تكرارها -أي المعلومة- أن…

تفخيذ وطفلة مُشتهاة!

الأحد ٠٣ فبراير ٢٠١٣

بعض الشيوخ يحتاجون إلى حجر ومنع فوري من مُخاطبة الجماهير؛ أن تكون شيخاً ليس معناها أنك خطيب مفوه، وأنك قادر على مخاطبة الناس برقي واحترام. الترف الوعظي الذي نعيشه أخذ كثيرين إلى الشاشة دون أن يكون لديهم ثقافة معقولة تُجنبهم ويلات السقوط على الوجه وربما الرقبة؛ الفضائيات تتعاقد مع الشيوخ بالجملة، وليس لديها الوقت الكافي للفرز والانتخاب الجيد، ولذلك نسمع ونشاهد ما يخدش الحياء والذوق العام. لم يعد الأمر محدوداً على التهديد بالقتل أو التفجير بالأحزمة الناسفة كما جرت العادة؛ السعار الجنسي دخل على الخط فأخرج لنا طفلة مُشتهاة يجب تغطيتها بالكامل، وجاءنا -قبلها- بمن يخوف البنت من الجلوس مع أبيها بنفس الحجة؛ هذه صدمات كبيرة، وليست مجرد هفوات صغيرة يمكن تجاوزها. إذن لماذا نلوم تفخيذ الرضيعة؟ ما هو الفرق بين طفلة هي أصلاً مشروع شهوة عند بعضهم، وبين تفخيذات المعتوه؟ من سيحترم هذا الدين العظيم حينما يُقدمه بعضهم في قالب جنس بهيمي، والبعض الآخر في مسدس وحزام ناسف؟ كيف نلوم الآخرين حينما ينظرون إلى ديننا من منظار شهواني ضيق؟ كيف نقنعهم أن ديننا هو أصل الجمال والعدل والحضارة؟ نقوا ديننا من الشهوانيين الذين يتحدثون عنه بثقافتهم الجنسية؛ طهروه من المسدس والحزام الناسف، وبعدها لوموا الآخرين حينما يشوهون الصورة! عالجوا المكبوتين جنسياً من هذا الهذيان؛ كي يبقى لون الطفولة ندياً…

سرير شاغر.. كارثة قادمة ومشكلة إدارة

الإثنين ٢٨ يناير ٢٠١٣

الآن وفي الوضع الآمن والمطمئن والخالي من الكوارث؛ يلف الناس السبع دوخات كي يحصلوا على سرير شاغر في مستشفى درجة ثانية وثالثة. يتصلون على كل معارفهم ومعارف معارفهم في حكاية معتادة ومملة كلما مرض أحد أفراد الأسرة أو الأقارب. لكن أغلب المستشفيات تعتذر إليهم بكل أدب -وبعضها بكل صفاقة وقلة أدب- بأنه لا يوجد لديها سرير شاغر لاستقبال حالة طارئة، أو مريض يتطلب علاجاً نوعياً وعناية فائقة؛ فضلاً عن مآسي الإخلاء الطبي الذي له حكايات وقصص يندى لها الجبين، وقد لا يأتي في حالات كثيرة وموثقة إلا بعد أن يفارق المريض الحياة. أقسام الطوارئ لدينا تحولت إلى غرف تنويم في بعض المستشفيات ولأيام طويلة بسبب عدم توفر سرير شاغر، وربما يقضي المريض أكثر من أسبوع في ممر يتحول من شدة الزحمة -وربما سوء الإدارة وموت الضمير- إلى غرفة تنويم لا تمتلك أدنى مقومات النظافة، وهذا وضع نراه يومياً وتتعامل معه وزارة الصحة وكأنها تتعايش فقط مع مشكلة عصية على الحل! لكن ماذا لو حلت كارثة جماعية لا قدر الله؟ ماذا سيحدث؟ وكيف ستتصرف وزارة الصحة التي لا تستطيع حالياً مواجهة متطلبات المرضى العادية والمتكررة، ونحن -كما قلت- في وضع آمن ومستقر؟ أليس منطقياً جداً أن من لا يستطيع توفير سرير شاغر أيام الرخاء؛ سيصعب عليه توفيره في أيام الشدة؟ وهل…

شبيحة المستقبل والمواطن الشريك!

الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٣

خمسة ملايين مقيم غير شرعي في السعودية، وهذا الرقم يساوي عدد سكان ثلاث دول خليجية مجتمعة، وعند حدوث أي خلل أمني -لا قدر الله- سيتحولون إلى شبيحة لمصلحة من يدفع أكثر من الداخل ومن الخارج، وقد نتفاجأ بأن كثيرين منهم منظمون ومسلحون إلى درجة لا نتوقعها، وأنهم فوق ذلك يعرفون أدق تفاصيل المواقع الحساسة التي تعودنا -كمواطنين- أن نراها مميزة بلوحة: ممنوع التصوير، وممنوع الدخول، وبحسب الخبر المنشور بهذه الصحيفة يوم الجمعة فهؤلاء يقومون بـ60% من الجرائم في البلد، وينتشرون على رقعة جغرافية واسعة جداً؛ تشمل مكة المكرمة وجدة والطائف والمدينة وينبع والرياض والمنطقة الشرقية وعسير، وبالطبع لم يأت هؤلاء فجأة، ولم يتكاثروا بهذا الشكل المزعج دون دعم داخلي، ودون مواطن يهربهم ويتستر عليهم، وفي هذه الحالة يجب اعتباره شريكاً أساسياً في كل جريمة يقومون بها؛ أليس هو من يخبرهم بمواعيد حملات التفتيش الأمنية؟ أليس هو الذي يردد دائماً: مساكين خلوهم يترزقون الله؟ أليس هو من يشتري منهم الممنوعات بأنواعها؟ بعضهم لا يستوعب أن تهريب مجهول واحد يعني تهريب قنبلة موقوتة ستنفجر فيه أو في أهله عما قريب، والمؤلم أن كل هذه المجاميع المجهولة والمقيمة بطريقة غير شرعية؛ قد لا نستطيع التعامل معها بكفاءة أمنية فيما لو احتجنا إلى إجلائها في وقت قصير وحساس مستقبلاً، والسبب هو حضرة المواطن الشريك…

الفراشة وأموال الديناصور

الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣

بسبب الفقر؛ يُكتب على الفراشة أن تنام بين أحضان ديناصور، وبسبب الجهل ترتفع أغاريد الاغتصاب الشرعي دون أن يشعر السيد الذي عقد قرانها -بعيداً عن الحكومة- بأي ندم. في بيوت الصفيح والقش الضحية دائماً هي فراشة ملونة، والجاني المعتاد هو ديناصور ثري ومأذون نكاح لا تعنيه الضحية، هكذا جرت وتجري العادة في بيوت المنسيين بجوعهم. إذ لا صوت يعلو هناك فوق صوت الفقر والحرمان. إنه العالم الذي يعيش على ضفافنا وبيننا ولا ندري عن مواجعه وآهاته شيئاً، والمدهش أننا نطالبهم باحترام حقوق البنات قبل أن نطالب لهم برغيف الخبز وجرعة الدواء، ونرسل لهم مندوب حقوق الإنسان قبل مندوب الضمان الاجتماعي، ونحاسبهم على جهلهم قبل أن نبني لأطفالهم بيوتاً تسترهم من الضياع والتشرد! شريفة هزازي ليست بدعاً مما يحدث يومياً في تلك البيوت من ويلات، وربما لو صمتت -كغيرها- ونامت في أحضان الديناصور ليلة العرس لما سمعتم بحكايتها من الأساس، مثلما لم تسمعوا بكثيرات غيرها ممن ذهبن ضحية صفقات مماثلة. المشكلة ليست في الديناصور المتصابي، ولا في الفراشة الملونة، بل في احتياجات بيوت القش التي لا تمرّ بها أجهزة الحكومة إلا بعد مأساة، وربما لاتمرّ بها أبداً إلا حينما تريد رفع تقارير عن إنجازاتها المكذوبة، اسألوا أين الضمان الاجتماعي بجازان؟ وأين الجمعيات الخيرية؟ وأين تذهب الزكاة التي يخرجها تجار جازان؟ والد…

حسن نصر الله يخطب من صعدة!

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢

كل الشواهد تقول إن إيران هي أقوى فك على ساحل الخليج العربي، وإنها تسعى للهيمنة على الخليجيين منذ ثلاثين سنة، لكن هذا الفك دون أسنان لحسن الحظ، ولذلك تشتغل على من حولها بطريقة البلع الآمن والمريح، وتحاول إحداث مزيد من الخلخلة في الصف الواحد، وأخذ الخليجيين فرادى إلى ساحة اللعبة الطائفية التي تجيدها تماماً، ومن ثم تتهم بها الآخرين حينما يشتكون مما تُحدثه في بلادهم من خراب. قبل ثورة سوريا نجحت إيران في تحصين نفسها إعلامياً في كل بلاد الشام ضد كل من يكشف اللعبة ويومئ ولو من بعيد إلى قذارة اللاعبين، ولذلك رأينا مثقفين عرباً/ تجار شنطة وهم يدافعون عنها كما يدافعون عن أوطانهم، ويتهمون كل من يتحدث عنها بسوء بأنه طائفي بغيض وعميل لليهود والأمريكان. بعد رحيل شيطان سوريا ستختلف اللعبة تماماً وستنتقل إيران من سياسة البلع الهادئ إلى المواجهة بالأسنان الحادة، وربما تشاهدون حسن نصر الله وهو يهدد إسرائيل من صعدة، ويدعي أن صواريخه ستصل من هناك إلى قلب تل أبيب! ألم أقل لكم إنها لعبة؟ المأساة أن كل ما يحدث حول الخليجيين من فتن وقلاقل لايعلمهم شيئاً، ولايزيدهم إلا رهقاً في موضوع الاتحاد، أو الفرصة الأخيرة للنجاة كما يقول كثير من العقلاء. أيها الخليجيون: المال لايحمي نفسه ولايمكن الاعتماد على إجراء الحماية إلى آخر العمر. شروط…