محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

الإرهاب ومنطق لاس فيغاس

الأربعاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٧

مؤسفة وصادمة تلك المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام الأميركية على مدى ثمانٍ وأربعين ساعة لمجزرة لاس فيغاس الإرهابية التي راح ضحيتها 59 شخصاً بريئاً، كل ذنبهم أنهم تواجدوا لحضور حفل موسيقي، في الوقت الذي خطط فيه العجوز الأميركي ستيفان بادوك 64 عاماً تنفيذ جريمته البشعة من نافذة غرفته في الطابق الـ32 في فندق «مانلاي باي» المطل على الساحة المفتوحة للاحتفال، والتي كانت تضم 22 ألف شخص تقريباً. بدم بارد، ولمدة عشر دقائق تقريباً، استمر السفّاح الشرير بإطلاق النار من أسلحته الرشاشة، وكلما نفدت الذخيرة من إحداها أتى بالأخرى ليكمل جريمته البشعة، والتي أودت بحياة أولئك الأشخاص، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 500 آخرين. العالم كله تابع هذه الجريمة وتأسف لتلك الأعداد الكبيرة من الضحايا الأبرياء، ولم يتضح بعد السبب وراء هذه الجريمة التي تعتبر الأكبر من نوعها في تاريخ أميركا الحديث، لكن من الواضح أن القاتل قد نفذها مع سبق الإصرار والترصد. الإعـــــلام والإدارة الأميركيتــان رفضــــــا وصــــــف الجريمــة بـ «الإرهابية»، فحتى يوم أمس، ونحن نتابع تطورات الحدث، كانت التحليلات تتمحور حول وضع القاتل المالي وحالته النفسية وظروفه الاجتماعية، وهذا المنطق الذي ظهر في لاس فيغاس أثار انتباه الكثيرين في المنطقة، فالجرائم الإرهابية التي يرتكبها مجرمون من منطقتنا من الممكن أن تخضع لمثل هذا المنطق أيضاً، بحيث يتحمل الإرهابي بمفرده مسؤولية…

سحب الجنسية القطرية!

الأحد ٠١ أكتوبر ٢٠١٧

هل القيادة القطرية مسلوبة الإرادة لهذه الدرجة، أم أنها مغيّبة، أو ربما جعلتها سنوات التآمر تنسى أسس وقواعد الحكم في المنطقة، فإصرار النظام القطري على سحب جنسية كل من يخالفه ومنحها لكل من يتبع هذا النظام وينفذ تعليماته، خطأ كبير، خصوصاً أن ذلك الإجراء طال شيوخ القبائل وأعيان البلاد وأبناءهم وأسرهم! كان يفترض أن يدرك النظام في قطر خطورة الخطوات التي يقوم بها على مستقبل البلد، خصوصاً أنه في الوقت الذي تسحب الجنسية من أبناء البلد الأصليين فإن النظام يمنح الجنسية لأشخاص لا انتماء لهم للأرض ولا للمكان، لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا، بل والأدهى من ذلك أنهم إرهابيون، أو ينتمون إلى جماعات تدعم وتمارس الإرهاب، أو هم من الأشخاص الذين لهم أجندات ضد دول المنطقة وحكامها، وفي نهاية الأمر هم أشخاص لا تربطهم بقطر إلا المصلحة الآنية. بعد تشريد أكثر من ستة آلاف قطري من قبيلة الغفران في عام 1995 وطردهم من قطر وسحب جنسياتهم بلا أي ذنب اقترفوه، جاء النظام ليسحب الجنسية من شيخ قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن لاهوم الشريم، وخمسين من عائلته، وذلك في بداية سبتمبر الماضي، ومنذ أيام سمع الجميع عن سحب نظام قطر جنسية الشيخ شافي بن ناصر بن حمود الهاجري، شيخ قبيلة شمل الهواجر، وهو الشيخ الذي استنكر، بكل شجاعة ووضوح، تصرفات نظام…

منطق سلمان.. السعودية إلى الأمام

الخميس ٢٨ سبتمبر ٢٠١٧

لا تصدقوا أولئك الذي ينعقون في «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي، ويدعون أن الشعب السعودي يرفض قيادة المرأة للسيارة، ولا تصدقوهم أكثر إذا ما ربطوا رفضهم بالدِّين والشرع، واتركوهم واذهبوا عنهم بعيداً إذا تحججوا بالعادات والتقاليد والأعراف، فهذا كله كذب وكل تلك الأمور ادعاءات ومبررات واهية لرفض أمر عادي قبلته كل الأمم والشعوب بمختلف أديانها وأعراقها وثقافتها، بل وحتى في عاداتنا وديننا لم يكن هناك من ينكر امتطاء النساء للإبل، أو الخيول، أو غيرها من الدواب قبل اختراع السيارات. لا ينكر حق المرأة في قيادة السيارة إلا جاهل، أو أحد المتطرفين والمتشددين والمتشدقين والمدعين على الدين وأتباع جماعات الإسلام السياسي، الذين يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم، وهذا ما بدا واضحاً منذ يوم أمس، فبمجرد أن أعلن الملك سلمان قرار السماح للمرأة في السعودية بقيادة السيارات، سمعنا أصواتاً نشازاً تستهزئ بالقرار، وأخرى تقلل من أهميته، وأصواتاً أخرى تعلن رفضها له، وهذا ليس بمستغرب، فانفتاح المملكة يكشف نوايا البعض ويفقد أعداءها الأوراق التي يستخدمونها ضدها، ومن هذه الأوراق منع المرأة من قيادة السيارة، واللافت بالأمس أن بعض القطريين الذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بهذا القرار قاموا بانتقاده، في حين أن المنطق يقول إنهم يفترض أن يفرحوا لهذا القرار كما فرحت كل الشعوب الخليجية والعربية، بل وكل دول العالم، فالمرأة حصلت على…

الإمارات ومصر علاقات تزداد رسوخاًً

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧

عندما تكون العلاقات بين الدول فوق المصالح الوقتية وأبعد من المواقف اللحظية يكتب لها البقاء والاستمرار، بل والتطور يوماً بعد يوم، خصوصاً عندما تكون مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، وعندما نتكلم عن هذا النوع من العلاقات فإننا نتكلم عن العلاقة التي تجمع وتربط بين دولة الإمارات وشقيقتها العربية الكبرى جمهورية مصر، فهذه العلاقة التي تأسست قبل نصف قرن تقريباً بقيت في مستواها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والثقافي والاجتماعي وزادتها الأيام والأحداث والتحديات قوةً ورسوخاً وعمقاً، وهذا ما أكدته تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في دبي أمس. تلك العلاقة النوعية والنموذجية بين البلدين تجعل اللقاءات والزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين مستمرة لا تنقطع، فبالأمس سعدت الإمارات بوصول فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والذي كان في مقدمة مستقبليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولخصت لحظة لقائهما قصة هذه العلاقة التي تربط القيادتين والشعبين والبلدين، فعلامات المودة والاحترام والتقدير كانت واضحة للجميع منذ نزول الرئيس السيسي من طائرته، أما سعادة أبناء الإمارات بوصول الرئيس السيسي فيلمسها الجميع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال علاقة أبناء مصر الذين يعيشون في الإمارات. هذا ما يراه الجميع، أما ما لا نراه من خلال اجتماعات القائدين العربيين، فهو العمل الأكثر والأهم من أجل مصلحة…

الإمارات اختارت التنمية ومحاربة الإرهاب

الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧

ما ميز كلمة دولة الإمارات في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 72 والتي ألقاها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في الساعات الأولى من صباح يوم أمس السبت، أنها كانت واضحة ومباشرة وصادقة، تكلم فيها سموه بكل شفافية ووضوح، فدولة الإمارات اختارت أن تقوم بدور فعّال من أجل استقرار دول المنطقة وتنميتها.. وهذا ما يجب أن تعمل عليه جميع الدول، ودولة الإمارات اختارت بشكل واضح الوقوف في وجه من يدعم الإرهاب ويزعزع أمن واستقرار المنطقة، وقررت عدم التسامح مع من يدعم الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي أن يكون واضحاً في خياراته، وكما قال الشيخ عبدالله في كلمته، إننا نمر بمنعطف تاريخي بين من يتطلعون للسلام والتنمية وبين قوى الظلام والهدم، ولتجاوز هذا المنعطف بسلام ولما فيه خير البشرية، فإنه لا بد من تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب وتعزيز التنمية. لم تحمل الكلمة أي ادعاءات، كما فعل البعض، ولم يكن فيها لف أو دوران، وتلك سياسة الإمارات القائمة على الشفافية، فقد أوضح الشيخ عبدالله للعالم السبب الحقيقي لمقاطعة دولة الإمارات لقطر، وأكد سموه أن الإمارات والدول الثلاث، وهي السعودية ومصر والبحرين، مارست حقها السيادي الذي يكفله لها القانون الدولي والمواثيق الدولية لحماية استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها واستقرارها من أي تهديد خارجي، فبعد أن اتخذت…

الإمارات اختارت التنمية ومحاربة الإرهاب

الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧

ما ميز كلمة دولة الإمارات في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 72 والتي ألقاها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في الساعات الأولى من صباح يوم أمس السبت، أنها كانت واضحة ومباشرة وصادقة، تكلم فيها سموه بكل شفافية ووضوح، فدولة الإمارات اختارت أن تقوم بدور فعّال من أجل استقرار دول المنطقة وتنميتها.. وهذا ما يجب أن تعمل عليه جميع الدول، ودولة الإمارات اختارت بشكل واضح الوقوف في وجه من يدعم الإرهاب ويزعزع أمن واستقرار المنطقة، وقررت عدم التسامح مع من يدعم الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي أن يكون واضحاً في خياراته، وكما قال الشيخ عبدالله في كلمته، إننا نمر بمنعطف تاريخي بين من يتطلعون للسلام والتنمية وبين قوى الظلام والهدم، ولتجاوز هذا المنعطف بسلام ولما فيه خير البشرية، فإنه لا بد من تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب وتعزيز التنمية. لم تحمل الكلمة أي ادعاءات، كما فعل البعض، ولم يكن فيها لف أو دوران، وتلك سياسة الإمارات القائمة على الشفافية، فقد أوضح الشيخ عبدالله للعالم السبب الحقيقي لمقاطعة دولة الإمارات لقطر، وأكد سموه أن الإمارات والدول الثلاث، وهي السعودية ومصر والبحرين، مارست حقها السيادي الذي يكفله لها القانون الدولي والمواثيق الدولية لحماية استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها واستقرارها من أي تهديد خارجي، فبعد أن اتخذت…

معاً أبداً.. 23 سبتمبر و2 ديسمبر

السبت ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧

فرحة الإمارات، قيادةً وشعباً، بمناسبة اليوم الوطني السابع والثمانين لقيام المملكة العربية السعودية، لا تختلف عن فرحتها باليوم الوطني لدولة الإمارات، والذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام. وهذه المشاركة الكبيرة في المناسبات الوطنية السعودية لم تعد غريبة، خصوصاً بعد أن شهدت العلاقات بين الإمارات والسعودية تطوراً وتقدماً كبيرين خلال السنوات الماضية، فإذا ما كانت علاقة البلدين قديمة وراسخة منذ عشرات السنين، وذلك قبل قيام دولة الاتحاد، والتي أصبحت بعدها أكثر قوة بفضل جهود الشيخ زايد، رحمه الله، وملوك السعودية الراحلين، إلا أنها اليوم وفي عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت تلك العلاقات أكثر قوةً وترابطاً، وكيف لا تكون كذلك، والذي يرعى هذه العلاقة ويتابعها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تربطه أقوى العلاقات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهي علاقة حب واحترام قبل أن تكون علاقة رسمية بين قيادتين، وهذه العلاقات تم بناؤها على أسس قوية، وهي ليست في مرحلة وتنتهي، وإنما هي علاقات استراتيجية بنيت…

تميم يستجدي الأمم المتحدة!

الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧

مهمة تلك الكلمة التي ألقاها تميم بن حمد أمير قطر بالأمس في اجتماعات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأميركية، وهذه الأهمية لا تكمن في مضمون الكلمة فهو مضمون فارغ من أي حقيقة، كما أنه خطاب مكرر وفيه كثير من الاستجداء والشكوى لدول العالم، كما أنه كان خطاباً ضعيفاً من حكومة تدعي المظلومية! والمهم في هذا الخطاب هو شكله، الذي كشف لكل متردد ومحايد، بل ومتعاطف مع قطر في هذه الأزمة أن قطر لا تريد حلاً للأزمة وفي الوقت نفسه أن الخطاب الإعلامي القطري الذي نسمعه ونشاهده طوال الأشهر الثلاثة الماضية سواء على قناة الجزيرة أو الصحافة القطرية أو الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي هو خطاب الشيخ تميم شخصياً، ففي خطاب البارحة قال كل ما كنا نسمعه وكشف القناع عن موقفه الذي يقول إنه مستعد للحوار وفي الكلمة نفسها وعلى الورقة نفسها التي يقرأ منها بعد عدة أسطر، أو قبل عدة أسطر يكيل الاتهامات الكبرى للدول المقاطعة ودول الجوار فيتهمها بأنها تُمارس الإرهاب ضد شعبه وبلده! وفِي الوقت نفسه يتكلم عن أسباب المقاطعة واصفاً إياها بأنها «مزاعم عبثية» ثم يقول لدول العالم أمام الجمعية العامة إن الدول المقاطعة لم تقدم دليلاً على اتهاماتها! وهذا استخفاف ساذج بعقول البشر، وتعامل سطحي مع دول العالم التي استمعت إليه دون أن…

مراكز الشباب ومستقبل الوطن

الإثنين ١٨ سبتمبر ٢٠١٧

الاستثمار في الإنسان يبدأ بتربية الأطفال وبرعاية الشباب.. وفي دولة الإمارات ينال الأطفال منذ ولادتهم الرعاية والاهتمام من الدولة، سواء من خلال توفير الخدمات الصحية أو فرص التعليم المختلفة أو توفير الحياة الكريمة لأسرهم، وقد سنت الإمارات القوانين والتشريعات التي تحمي الأطفال وتهتم بالطفولة، وفي الوقت نفسه كانت التوجيهات التي تهتم بالأم التي هي الوالدة والمربية. في السنوات الأخيرة انتقلت الإمارات خطوة جديدة في الاستثمار في الإنسان، وهذه الخطوة تمثلت بالاهتمام المؤسسي بالشباب، فقد كان الشباب يحصلون على أنواع من الرعاية منذ قيام دولة الإمارات، لكن خلال السنوات الماضية أصبح الاهتمام والرعاية واضحين، وتم تتويج هذا الاهتمام بإنشاء وزارة خاصة لشؤون الشباب ترأسها واحدة من جيل الشباب، وهي شما المزروعي، أصغر وزيرة في العالم، ومنذ إنشاء الوزارة أصبح دور الشباب ملحوظاً بشكل أكبر، كما أنه أصبح دوراً منظماً ومخططاً له، ويحسب ذلك لقيادة الدولة التي تعرف قيمة الشباب وأهمية الاستفادة من طاقاتهم، وتلبية طموحاتهم وتحقيق أحلامهم، وهو اهتمام بمستقبل الوطن. عندما ننظر حولنا في عالمنا العربي، نكتشف أن واحدة من مشكلات منطقتنا الكبيرة هي تجاهل الشباب في تلك الدول، وعدم إعطائهم الاهتمام المطلوب بعكس ما هو حاصل في كثير من دول العالم المتقدم، سواء في الشرق أو الغرب، وهذا التجاهل العربي خلق جيلاً محبطاً وفي مهب الريح، لديه الاستعداد للتجاوب…

الحكومات الغربية ومقاطعة قطر

الأحد ١٧ سبتمبر ٢٠١٧

لا أعتقد أن أياً من الدول الغربية ستكون متسامحة أو متساهلة إذا اكتشفت أن دولة جارة لها أو غير جارة كانت تخطط لاغتيال رئيسها، لا أعتقد أن مثل هذا الأمر مقبول على المستوى الشعبي أو الرسمي، كما لا نعتقد أن أي حكومة غربية، سواء في ألمانيا أو فرنسا، ستتسامح مع أي بلد تكتشف أنه يتآمر عليها ويعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في بلدها، وينشر خطاب الكراهية فيها أو أنه يُؤوي عناصر تعمل ضد دولها ومجتمعاتها، بل ولا تكتفي بالإيواء وإنما تقوم بحمايتها وتمويلها ودعمها إعلامياً، وتساعدها على تنفيذ مخططاتها ضد تلك الدول. وإذا كانت فرنسا وألمانيا وغيرها من دول العالم لا تقبل بذلك على دولها، فعليها أن تكون منصفة ولا تقبل ذلك في حق أي بلد آخر، وفي الوقت نفسه ألا تضغط على الدول التي تحمي نفسها من مثل هذا العبث والتخريب المنظم. قطر متهمة، وتهمتها ثابتة بأنها تعمل ضد دول المنطقة، وضد جيرانها في الخليج وفي الدول العربية، وهي وعلى مدى عقدين من الزمان قامت بكل ما من شأنه أن يزعزع أمن واستقرار المنطقة، وعلى الرغم من ذلك حصلت بدلاً من الفرصة على العشرات من الفرص كي تتوقف عن سلوكها التخريبي وتعود إلى صوابها، ولكنها في كل مرة تعد بالتغيير وتخلف وعدها وتتراجع عن اتفاقها، وهذا ما جعل الدول…

«الحمدين» وولادة المعارضة القطرية

السبت ١٦ سبتمبر ٢٠١٧

نجاح المعارضة القطرية في تنظيم مؤتمر عالمي كبير في العاصمة البريطانية لندن، كان خطوة صادمة لنظام الحمدين، خصوصاً أنه فعل كل شيء لتشويهه والتشكيك في منظميه ومن سيحضرونه، وكذلك لأن هذا النظام كان قد ضخ مليارات الدولارات طوال السنوات الماضية للاستثمار في بريطانيا، معتقداً أنه يستطيع شراء صمت البريطانيين وتأييدهم له عند حدوث أي شيء مشابه، فاكتشف هذا النظام أن البريطانيين لا تشترى مواقفهم، ولو تم شراء أعرق مباني لندن، فضاعت تلك المليارات هباء أمام عيني الحمدين! لقد أصبح وبشكل رسمي هناك شيء يسمى بالمعارضة القطرية، وهذه المعارضة معترف بها، وهذا ما يجعل النظام في قطر أمام حقيقة جديدة، وهي أن مشكلة قطر ليست مع جيرانها الخليجيين وأشقائها العرب الذين تدخلت في شؤون دولهم، ودعمت مجموعات المعارضة المصطنعة، وتآمرت على أنظمة الحكم فيها، وإنما مشكلتها مع الشعب القطري بمختلف مكوناته، سواء أبناء من الأسرة الحاكمة من آل ثاني الذين شتتهم نظام الحمدين بين سجين داخل قطر أو هارب ومنفي خارجها، وكذلك مشكلتها مع مثقفيها الذين لا يستطيعون الكلام، ولا التعبير عن رأيهم أو كتابة قصيدة تخالف نظام الحمدين، لأن مصيرهم سيكون السجن، ومشكلتها مع أبناء قطر الأصليين ومع القبائل الكبيرة في قطر، الأمر الذي أوصلها إلى سحب جنسية شيخ شمل بني مرة، و54 من عائلته، ومصادرة ممتلكاته لمجرد أنه يخالف…

هذه هي إيران الشريفة يا قطر!

الأربعاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٧

استمراراً لسقوط أقنعة قطر وصف مندوبها بالجامعة العربية، سلطان المريخي، إيران بـ «الشريفة»، خلال جلسة لجامعة الدول العربية في القاهرة بالأمس، وجاء تعليقه رداً على قرار المقاطعة الذي اتخذته الدول العربية الأربع قبل ثلاثة أشهر، ولا بد أن نذكّر قطر، فقد تكون نسيت، أو نخبرها، فلعلها لا تعرف أصلاً أن من تستميت في الدفاع عنه والارتماء في أحضانه قد ارتكب الجرائم وعلى مدى عقود، في حق الشعب الإيراني الشريف أولاً، وفي حق شعوب ودول المنطقة ودول العالم ثانياً. فالنظام الإيراني الشريف الذي تحدث عنه المندوب - ولا نعرف ما هي معايير الشرف لدى قطر؟! - قام بما لم تقم به أي دولة في العالم، ونعود للسنوات الأولى من حكم النظام الإيراني التي بدأها بعمليات إرهابية منظمة من خلال القيام بعدة عمليات تفجير نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 ومقتل 61 شخصاً، ثم تفجير السفارة الأميركية في بيروت في العام 1983 من قبل حزب الله، وقتل 63 شخصاً، وبعد ذلك استهداف مقر مشاة البحرية الأميركية، بعملية انتحارية نجم عنها مقتل 241 شخصاً، وفي العام نفسه أي 1983 قام عناصر من حزب الله وحزب الدعوة المدعومين من إيران بمجموعة هجمات طالت السفارة الأميركية والسفارة الفرنسية في الكويت، ومصفاة للنفط، وحياً سكنياً نجم عنها مقتل…