مها الشهري
مها الشهري
كاتبة صحفية / صحيفة عكاظ

لماذا نقيد المرأة ولا نعالج الرجل ؟!

الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٩

قد تواجه المرأة الكثير من التحديات في تعزيز دورها الاجتماعي والتنموي، حيث إن الأمر الذي لا يزال عالقاً في الذهنية الاجتماعية هو حرمانها من حق الحياة ولو بشكل ذهني، حتى لا تكون فتنة ومصدر إغواء لأي رجل قد يعمل معها في بيئة واحدة أو يواجهها في الطريق العام، بينما يشفع المجتمع للرجل في هذه الحالة ويدعمه، ويجد له المعذرة التي لا يملك بسببها السيطرة على غرائزه وتصرفاته، والأدهى من ذلك ألا يعده أحد مسؤولا! من الملاحظ أن الصراع حول الوضع الذي يجب أن تكون عليه المرأة في امتلاك شأنها الخاص هو الصراع ذاته حول مسؤولية الرجل تجاه التحكم بغرائزه، أي أنه لم يوجه للتعامل وفق مسؤولية ورقابة ذاتية، في حين يلتبس على الكثير مفهوم الرجولة إزاء التعامل مع النساء، وفي حين أن العلاقات الإنسانية لم تنظم بالشكل السليم وكأسلوب حياة طبيعي، فالعلاقات قائمة على التوجس من الجنس الآخر وتصويره بأنه مصدر للخوف والخطر. السؤال للذين يحمّلون المرأة مسؤولية الفوضى وهم أولئك المعارضون لتمكينها في الأصل؛ هل من المفترض العودة لفكرة حرمان المرأة من فرص الحياة وإخفائها وإخضاعها تحت رقابة التسلط الأسري حتى نقيها عبث الرجال العاجزين عن القيام على نضجهم العاطفي، ونجعل تحجيبها وعزلها هي الآلية التي يقوم عليها تنظيم الغريزة عند الرجل؟! فيما نحملها بالتالي مسؤولية وقوعه في غوايتها…

التنشئة وتشكيل التعصب

السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٩

التعصب ظاهرة عامة تنطوي في عدة مجالات. وبحكم أن العلاقة بين المجتمع والفرد علاقة ضرورية وليست عارضة، وبما أن التعصب مكتسب وليس غريزيا، فالتنشئة الاجتماعية هي المحور الرئيس الذي يتشكل فيه السلوك الاجتماعي بوجود عامل التأثير المتبادل، وأحد أوجه هذا التأثير هو التعصب. للتعصب دور فاعل في تحريف الإدراك والتصورات لدى الفرد، وهذا الأمر له أسباب وتترتب عليه نتائج، وهي تبدأ غالبا من سن التمييز لدى الطفل، إذا كان المحيط التربوي ينمي مفاهيم الفروق والاختلافات، ويضع دلالات اجتماعية لهذه الفروق، وبعد اندماج الفرد في الجماعة التي ينتمي إليها يصبح مدركا للجماعات الخارجية بصور سلبية، أي تبدأ دلالات اللفظين «نحن، وهم»، يتبع ذلك الاستجابة التي تشير إلى الشعور بالتعالي أو النقص تبعا للحكم المطلق من قبل المجتمع على الجماعة التي ينتمي إليها. المظاهر تبدأ بالتعميمات والتصنيف والتنميط المفرط لجماعة أو فريق رياضي أو قبيلة..، ويتطور إلى التجريح اللفظي والانتقاص، وتأدية الوظيفة التفريغية التي يمكن ملاحظتها في الأحاديث العامة، فبمجرد الحديث عن شخص أو جماعة مختلفة يبدأ الفرد بتنفس شعوره السلبي بإقحامها في مجرى حديثه، فيشجعه الطرف الآخر باستجابة متوافقة، ثم تأتي المحافظة على هذه المسافة بإثارة النوادر والضحك عليها. توجد انعكاسات لهذه الظاهرة على المستوى النفسي للفرد، حيث تصبح الاستجابة لديه عنيفة تجاه مواقف الحياة التي لا تتفق مع طرحه ورأيه،…

النسوية VS الذكورية

الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩

من السطحية أن يتداول بعض المؤثرين هذه القضية على طريقة فض النزاعات التقليدية بمحاولة التقريب بين وجهات النظر، بالرغم من أن الإشكال في هذا الأمر ناتج عن حالة تراكمية ولها بعد أعمق مما يتصوره الكثيرون. لا يقتصر واقع التسلط في مجتمع ما على الذكور وإنما تشارك الإناث في ذلك، كتعبير عن لذة السيطرة التي تعتبر مقوما لنجاح غالبية العلاقات بين الطرفين في صيغة متبادلة وحيوية تجمع بين التسلط من جهة والخضوع من جهة أخرى، لكن النساء اللاتي يشاركن في تعزيز هذه الذهنية تكيفن مع عامل الخضوع كعنصر تكميلي يحقق الوفاق لهن في علاقاتهن مع الجنس الآخر بالرغم أنهن الأكثر تضررا، فينظرن إليه كعنصر نقص يتحقق بوجوده الكمال لهن. الجدل القائم في أكثر القضايا التي تتمحور في هذه الصيغة يساعدنا في ملاحظة انقسام الرأي بين الذكور أنفسهم والإناث أنفسهن في شكل من التناقض والضدية التي لا يوجد فيها الحل الوسط، وكل هذا التاريخ للجدل حول شكل العلاقة بين الرجل والمرأة لم ينتج لنا سوى الزج به في مجالات صراعية لا تخدم أي هدف لمصلحة أي من الطرفين، قد يتجلى ذلك على مستوى بعض الكتابات والنخب في الحراك الثقافي مما يزيد الأمر تعقيدا، تحولت القضية لصراع تيارات! كما هو معروف؛ أن الفعل ورد الفعل عبارة عن تعيين تبادلي في القوة التي تتعاكس…

بين الانفتاح الاجتماعي والتدهور الأخلاقي

السبت ١٥ يونيو ٢٠١٩

  هناك فرق شاسع بين التحضر الاجتماعي والثقافي وبين الانحلال الأخلاقي، حتى وإن كان البعض يرى غير ذلك، إلا أن الانحلال الأخلاقي لا يخلو منه مجتمع على صعيد السلوك الفردي بصرف النظر عن مستواه الحضاري، وهو في الوقت نفسه لا يأتي كتبعة للتحضر، لأن التحضر الثقافي في مجتمع ما يعني بالضرورة نمو الوعي المدني الذي يترافق مع تفعيل الكثير من الأنشطة الاجتماعية والثقافية على تنوع وتعداد أنماطها، إضافة لإسهامه في انتشار ظواهر الحراك المعرفي الذي يخرج المجتمع من حالة الانغلاق إلى الانفتاح الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بإنتاج المعرفة وتراكمها. للتحضر الاجتماعي آليات واتجاهات وأسس يعمل عليها للمحافظة على القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية، حتى ولو اكتسبت تلك الآليات سمات التدرج والتطور الثقافي بالمعايير التي يفرضها التحضر، وهنا يترابط أسلوب الحياة مع الأنماط السلوكية التي تضاف من خلال تنوع وتعدد الأنشطة على السلوك الاجتماعي. إن الانحراف والجنوح في سلوك الفرد ناتج عن خلفيات لا تتحدد بشكل خاص في التحضر، بينما التحضر يخلق بيئة تفاعلية لها دورها المميز في التنمية المعرفية ما يجعل الفرد يفهم دوره ويحاول التركيز على الإيجابي من السلوك وبالتالي المسؤولية، هذا ما يجعل النظرية المتداولة عند البعض والتي تربط بين تحضر المجتمع وتدهور أخلاقه؛ استنتاجا خاطئا وغير علمي ولا يبنى على أي أساس من الصحة. المصدر: عكاظ

الأفكار المخيفة ودراما الرأي

الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٩

قد يطرح البعض أفكارا تتحدث عن المستوى الحقيقي الذي يكون عليه في اعتقاده وتفكيره، بينما يكون تعبير الإنسان عن حقيقته في هذه الحالة مزعجا للكثيرين، وتبدو أفكاره في نظرهم مخيفة. الأفكار المخيفة هي الأفكار التي تخرج عن المألوف، ويأتي الانزعاج منها بسبب تهدديها للاستقرار النفسي الذي يكون عليه البعض، في ظل عدم ثقتهم بمستوى ما يؤدونه تجاه اعتقاداتهم من جهة، وعدم القابلية للمختلف عنهم من جهة أخرى، لذلك يخاف منها البعض ويواجهونها بالرفض، لأنهم حصنوا أفكارهم بسياج مقدس يروق لهم التعبير عن أنفسهم من خلالها طوال الوقت بمحاولة فرض صحتها من المنظار الذي يرونه، فيما يعتبرون أي فكرة مقابلة ومختلفة هي محاولة للمساس بهذا السياج، فيكون رد الفعل للهجوم بالدفاع وربما يصل للعدوانية على الشخص نفسه. نقاش الأفكار وتقبلها أو رفضها دون إحداث «دراما رأي» يعبر عن مستوى النضوج الفكري عند المجتمعات، وهذا ما لا يحدث في عالمنا العربي حتى اليوم، بالرغم من أن النقاش حول الفكرة أو السلوك لا يتطلب الوصول إلى الشخص الذي يفترض أن يكون محترما ومكرما وله التقدير مهما اختلفت تعبيراته عن فكر الجموع، غير أنه من المحتمل أن تكون تلك الأفكار والسلوكيات قابلة للتغيير عندما يكتشف صاحبها أنها ما عادت تناسبه. ربما الكثير من الأفكار التي يدور حولها الجدل بضديها صحيحة أو العكس، لكن المرونة…

بين الحرية الذاتية والمسؤولية

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٩

على مر التاريخ؛ وقعت فكرة الحرية في آلاف الكتب والمقالات التي تطرح للبحث والدراسة كمحور إشكالية يعاني منها الفرد ويتأثر بها المجتمع في التنشئة وفي ظل القوانين الاجتماعية الرقابية، التي تدفع بالفرد أحيانا لإشباع حاجاته في المناحي الخاطئة التي تشكل في جوهرها ضررا عليه وعلى مجتمعه. تقوم فكرة تصويب الخطأ في التربية الخاطئة على المنع أو الكبت أو عنف التعامل، والنفس البشرية تميل إلى فعل الممنوع بطبيعة الحال، ما يجعل للوقوع في المخالفات لذة يدركها صاحبها وهي تعتبر في الوقت نفسه نقمة على كل التعاملات التي منعته من الوصول إليها، ثم يظن أنه حقق متعة الاستمتاع بالحرية بينما هو يستخدم الحرية ليكون أسيرا لتلك المخالفات، وبالتالي تقل لذة الاستمتاع حتى تصبح عادات وأسلوب حياة دون أن يدرك، خاصة إذا بقيت العوامل التي تدفعه لفعلها قائمة. الاستمتاع في أذية النفس يدل على وجود اعتلال نفسي، هذا بالرغم من كثرة انتشار المعرفة والدراسات وحملات التوعية التي فقدت تأثيرها بالتالي، وبذلك فإنه من المفترض أن تكون الحرية وسيلة لاستيقاظ الحس المسؤول لدى الفرد وليست أداة ناقمة على القيود التي تعرض لها في حياته وتسببت في كبته، لأن الاستمتاع بالحرية في إطار السلوك المسؤول هو أكثر سعادة وأبقى متعة، فلن يكون الإنسان حرا أبدا ما بقي عاجزا عن التحكم في رغباته وأفعاله، وأما خلاف…

احذر من فكرة قد تقود حياتك

الأربعاء ٠٢ يناير ٢٠١٩

قد تكون معظم التصرفات التي يتصرفها الناس متشابهة من مبدأ التقليد والعادة أو الموروث وهم لا يعلمون لماذا يتصرفون في بعض الأحيان على هذا النحو، كنتيجة لمكتسبات فكرية عاشت مع الفرد وعشعشت في تفكيره وأصبحت بالتالي تقود حياته. من المؤذي أن تكون الأفكار السلبية هي التي تقود حياة الإنسان، وبإمكان أي منا مراقبة نفسه والانتباه حول أسباب التصرفات المتكررة خاصة، والسؤال عما يدفع تلك التصرفات، بينما تتحدد المشكلة في الإجابة التي يمكن اكتشافها من هذه الطريقة، سنجد أن الفكرة السلبية في العمق مرتبطة بموقف أو حدث أو قناعة من الماضي، يأخذ الفرد في طريقة تعبيره أسلوبا دفاعيا يظن أنه مضطر لفعله ليحاول تأكيد العكس، والحل يأتي من البحث عن جذر الفكرة ومعرفة متى نشأت وكيف تحكمت، ومن ثم التحرر منها نهائيا وعدم القبول بقيادتها للشخصية، فضلا عن ظهورها على التعبير السلوكي في كل مرة تستثيرها المواقف. من أخطر الأفكار السلبية التي تقود حياة الإنسان هي مما يسكب في وعيه الطفولي، كمخاطبته بالفاشل أو الغبي أو البدين، فينمو وتنمو معه الأفكار التي تعلم أن يوصف بها، والسبب في ارتباطها بشخصيته يأتي من الرفض الداخلي لها، لأننا سنلاحظ في هذه الحالة أن كل فكرة مرفوضة هي الفكرة الباقية والملازمة للشخصية، تقيدها وتقود تصرفاتها، لكن إذا استطعت تحرير هذا الرفض بالتقبل والرضا ستكون…

حرق سيارات النساء.. حيلة الضعيف

الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨

على سبيل الاعتراض على قرار قيادة المرأة للسيارة تكررت حوادث حرق سيارات النساء، من حيث يتوقع الجناه أن إقدامهم على حرقها نابع من كونه مصدراً للقوة، بينما الاستقواء سلوك افتعالي يعبر عن النقص، ومهما ظهر هذا السلوك جريئاً إلا أنه ينتج عن مبدأ الضعف وقلة الحيلة، برغم أن الأمر لا يؤخذ على مبدأ تفوق المرأة في هذا المجال وإنما على مبدأ التساوي في الحقوق الإنسانية، إلا أن هؤلاء رأوه تفوقاً عليهم فوجدوا في الجريمة سلوكاً يبرر لهم دوافعهم. أحد الشباب هدد علناً بحرق سيارات النساء وأخذ عقوبته، لكنّ الآخرين نفذوا الفكرة في سلوك إجرامي خفي مما يستوجب البحث عنهم كمجرمين، هذا السلوك وغيره من أشكال العنف والإيذاء والسيطرة على حياة المرأة ناتج عن الشعور بالحرية الإجرامية ضدها، مما يفسر وجود وتنامي الشعور اللامسؤول الذي يعتري تصرفات بعض الرجال إذا وضعوا المرأة في موضع الخصم. برغم أن اتجاه الدولة دعم هذا القرار بسن الكثير من الأنظمة والعقوبات التي لا يتجرأ على المس بها إلا جاهل، إلا أن الواقع يقاوم هذا الأمر من حيث ينشأ الرجل ويتربى على كون المرأة شيئاً لا يحق له المنافسة، سواء في الأفكار أو المكانة الاجتماعية ولا حتى في مكاسب الحياة، بينما الحرب ضد امتلاك المرأة ولو لجزء من حقوقها هو الكفاح من أجل هذه الذهنية التي…

التطرف غير الممنهج في التعليم

الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٨

يتجه الكثير إلى فكرة تعديل المناهج الدراسية كحل لإنهاء التطرف والسير نحو الإصلاح في التعليم، وهذا الاتجاه لا يقل أهمية عن تقييد المعلم والمعلمة في الالتزام بما هو موجود في المناهج المقررة وعدم استحضار الاتجاهات الشخصية أو الأفكار أو المعتقدات الخارجة عن المنهج المدرسي ومن ثم إملائها على الطلبة والطالبات. أي منا بقيت في ذهنه بعض القصص والحكايات التي كانت تستخدم كأدوات وبطريقة غير مباشرة للرعب والتخويف من أجل ضبط السلوك أو تصحيحه، حتى وإن كان ذلك بطرق استباقية من خلال إضافات مبنية على الاجتهاد الشخصي في طريقة إيصال الفكرة من الدرس، وخاصة في المواد الدينية على سبيل المحاولة لتحقيق التربية السلوكية، لأن عدم التقيد بما يرد في المنهج عبارة عن اجتهاد، قد يكون مطلوباً في بعض الأحيان من باب التوسع في الشرح والاستفادة لكنه غير ضروري في أحيان أخرى إذا كانت المسألة في شأن غير علمي يتعلق بالغيبيات والتلاعب بالعواطف وغرس الخوف والحكم بالجنة والنار وتسميم الأفكار، لأن تقويم السلوك وغرس القيم لا يأتي بهذه الطريقة. بعض الإملاءات الشخصية التي يقوم عليها بعض المعلمين والمعلمات باجتهادهم في الشكل المذكور هو عبارة عن تطرف غير ممنهج يُعلَّم ويعاد تدويره، وهو لا يقل في الخطورة عن غيره من العوامل التي أنتجت التطرف في بيئات المدارس، وهنا يتطلب الأمر أن تقوم الوزارة…

الدور الأمني للمرأة في الحج

الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨

ظهرت مساهمات المرأة بمشاركة فاعلة في موسم الحج هذا العام كما ظهرت في السنوات القليلة الماضية، باعتبار الحاجة لمشاركتها في مثل هذه المواسم والاستفادة من الأدوار والمهام التي تشارك فيها، إضافة إلى توفير ١٠٠٠ فتاة إلى جانب ٣٥٠٠ شاب من مهامهم تولي الجوانب الأمنية والحراسات طوال فترة وجود الحجاج في المشاعر المقدسة. أصبح المجتمع المعاصر في حاجة إلى المرأة وبروز دورها في كافة الميادين، وذلك في سبيل اتصالها المباشر بمجتمعها، الأمر الذي يقاس عليه مدى فاعليتها فيه، حيث إن مشاركة المرأة في خدمة المجتمع تشكل مصدرا أساسيا للتضامن العضوي والاجتماعي، ومنها تتحقق لها المكانة التي تسهل تفاعلها مع دور الرجل كمساندة له أثناء نشاطات العمل، بينما نجد أن الاحتياج لهذا الدور يفسر مدى قدرتها في حل نوعيات خاصة من المشكلات التي تتعرض لها أي بيئة تشارك فيها. من الضروري أن نأخذ في اعتبارنا بأن انفتاح المرأة على هذا النوع من الأدوار والقيم الجديدة يمنحها قدرا كبيرا من اللياقة النفسية والبدنية، ويساعدها في قبول الفرص والاختيارات التي تخرج عن الإطار التقليدي، كذلك فهو يمكنها من التعبير الأفضل عن نفسها، ويرفع من قدرة الرجل على استيعاب دورها والتكيف مع وضعها كزميلة ومشاركة في العمل التنموي، مما يساهم بشكل أو بآخر في تغيير المجتمع على الصعيد الثقافي وتحفيز الدوافع للعمل بمشاركة الجنسين دون…

الاستثمار وتنوع المنتج السياحي

الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٨

يعد قطاع السياحة من أبرز الصناعات الاقتصادية الفاعلة وأكثرها تنوعا وحيوية، بما يمكن أن يوفره للشباب من فرص العمل، لكن هذه الأعمال وما هو أكثر منها بحاجة للعمل المنظم الذي يساعد في تطوير السياحة كمنتج قائم على عمل الأفراد، الأمر الذي يعد تنمويا في حد ذاته من جهة، ومشجعا للمستثمرين في السياحة من جهة أخرى. هناك متطلبات تتعلق بالعوامل التنظيمية والإدارية والمحددة في الضوابط التي تهم النشاط السياحي، والتي من شأنها تقديم الخدمات في صالح تنمية الحركة السياحية وتنمية صناعة السياحة بالعمل على مقومات الجذب وتنوع المنتج السياحي، أما ما يتعلق بالتوطين فالكثير من الأنشطة والفعاليات القائمة حققت هدفها الربحي إلى الدرجة الأكثر مما هو مطلوب، لكنها لم تحقق الهدف التنموي بالصورة الكاملة، وبالنظر إلى مكافحة أفراد المجتمع للبطالة والاتجاه للعمل الحر، فقد وجدنا الكثير من الشباب بما فيهم الفتيات ينخرطون بأعمال قائمة على الجهد الفردي ضمن الحركة السياحية، كتحضير المشروبات والأطعمة إلى جانب الفن التشكيلي والرسم وغيره. هناك تغييرات على المستوى الاجتماعي تلامس حياة الناس رغم حداثتها ضمن التحولات الطارئة في المجتمع السعودي، من أهمها؛ عمل الشباب بأنفسهم من النساء والرجال وتشجيع الحكومة على ذلك، كذلك تمكين عمل المرأة في النطاقات غير المعتادة كخطوة جيدة في مجتمع محافظ، ولكن الطموح إلى أكثر من ذلك في تنظيم العمل وإقامة الدورات…

العنصرية بين القانون والضمير الشعبي

الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٨

إن انتقص أحدنا من الآخر لمبررات الانحياز ضد العرق أو المذهب أو العقيدة فلا يعني ذلك أن الانتقاص تعبير صادق ومنطقي يصف حقيقة وجود النقص بتلك المبررات، فالمشكلة التعصبية هي من تحرض على البحث عن وجوه الاختلاف التي يعتبر وجودها ضرورة أكثر من كونها نقصا، وهي من تبرر وجود مثل هذه الأفكار وتقوم على صياغتها في التعاملات الإنسانية كأخطر الأمراض التي تهدد الاستقرار ووحدة المجتمع. حادثة المسيء للقبائل الجنوبية أعادت النظر إلى نظام مكافحة التمييز وبث الكراهية الذي كان عالقا في مجلس الشورى منذ ٣ أعوام، رغم الحاجة الماسة إلى الموافقة عليه وتفعيله دون أي عذر للتأخير، ولكن بالتطلع إلى حيثيات هذه الحادثة لاحظنا الكثير من الآراء التي تؤكد بالجملة أنه لا فرق بين أبناء الوطن الواحد بالإلحاح والتوكيد والرفض العام لمثل هذه الإساءة التي تنشر الكراهية وتميز بين الناس بشكل رجعي، وحينما يرفض الضمير الشعبي مثل هذا الأمر ويستهجنه وينكر فعله فهذا يعني أن المجتمع أصبح واعيا متطلعا للعيش في متطلبات الحاضر وتطلعات المستقبل، وهذا السلوك الجمعي يشكل أهم السمات الحضارية التي يريد الناس الاتجاه نحوها والعيش تحت ظلها، فالدولة الوطنية والشعب المتلاحم وفق فكرة الوحدة ومعطياتها قد أثبتت عبر التاريخ أنها ملاذ المجتمع وجوهر أمنه. تحرك النيابة العامة أيضا أضفى على فكرة رفض هذا السلوك قيمة ومعنى، فحينما…