محمد العباس
محمد العباس
كاتب سعودي

ما يصعب ويجب قوله في الصحوة الشيعية

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠٢٠

غالبا ما يُفهم من الحديث عن الصحوة في السعودية المعنى العام الذي يجمع في داخله كل التمفصلات والتشعّبات. حيث تستعرض كبانوراما شاملة لمختلف المكونات الاجتماعية والمناطقية والعقائدية. وهو استدلال قد يبدو صحيحًا من الوجهة المظهرية. بالنظر إلى وقوع مجملالمجتمع في مدار دورة تاريخية سلبية. إلا أن التفاصيل تكشف عن تباينات لا تؤديها الخطابات العمومية. إذ نادرَا ما يتم التطرق للشق الشيعي من الصحوة. وتحديدًا في منطقة القطيف. وذلك بسبب غياب المثقف المتحدر من السياق الشيعي. المعني في المقام الأول بهذه المجادلة. لدرجة أن هناك من يعاند توطين هذا المصطلح في الوسط الشيعي فيلجأ إلى استخدام ممحاة كبيرة لطمس الآثار المدمرة لتلك الحقبة. وأعتقد أنه بات من المستوجب عرض هذا الجانب المسكوت عنه على طاولة التشريح. بمقتضى رؤية برنارد قارده في كتابه (اللغة والنضالات الاجتماعية) القائمة على قاعدة “ما يصْعُب ويجب قوله”. وذلك لتسريع حالة التعافي من ارتداداتها. إلى جانب مجموعة عوامل أخرى تدفع بهذا الاتجاه تتعلق باتساع مساحات التعبير: وعبور الإنسان في السعودية لحظة تحول كبرى. تستلزم فهم ما كثاه وما يمكن أن نصيره تحت مظلة وطن بات يرسل حزمة هائلة من الإشارات للالتحام في بنية وطنية ذات أبعاد قائمة على التعدّد والتنوّع والاختلاف حسب المفهوم الأحدث لمعنى الثقافة. هذا بالإضافة إلى كون المجتمع القطيفي أحد المجتمعات التي تتسم بالحيوية…