مطلق العنزي
مطلق العنزي
كاتب سعودي

“فواكه” مي خريش

الخميس ٠٧ يناير ٢٠٢١

السياسيون يبرعون بالكلام، بديعه وغثه، ويتهافتون على الميكروفونات. ولو اختفت المنابر، لضاقت صدورهم، كأنما يصعدون في السماء، ولتساقطوا صرعى جماعات ووحدانا. إذا اعتمدنا «أحدث» معلومات أدلت بها حزبية لبنانية متنفذة، علينا أن «نعرف» أن بلادنا، كانت جزءا من «اطلانتس»، وبطفرة بركانية حادة، قبل شهرين أو سنتين أو أكثر قليلا، انبثقت إلى سطح الأرض، مزاحمة جمهورية المنامات للمرشد خامنئي. وغير ذلك ضلال مبين. السيدة مي خريش نائب رئيس الحزب الوطني الحر (حزب الرئيس عون). وهي حزبية متطرفة ومتنمرة، بدت كأنما تجرعت كأس السم (على الطريقة الخمينية)، وفضلت إيران على السعودية، في مقابلة، الأسبوع الماضي، قدمها الإعلامي الفذ طوني خليفة. وبررت المفاضلة بسطحية أثارت الفواكه في تويتر. وتلعثمت لأن في «فيها ماء». مثل تلاميذ المدارس، قالت إن «أصدقاء» زاروا إيران وحدثوها، (وكأنها تتحدث عن «بقالات»)، ولأنها تهوى «حياكة السجاد»، ولأن إيران ذات تاريخ وحرية. ويبدو لم يخبرها أحد أن التاريخ يصنع بالتساوي في كل الدنيا وحيثما تسير الأقدام. أما حرية إيران فحدث ولا حرج تحت بساطير الباسيج. وطبعا، لا يمكن أن تختار خريش غير إيران، لأن زعيمها ينسج علاقة مصلحية شخصية مع نظام الملالي الديني الطائفي، بينما يطرح نفسه علمانيا ليبراليا. وهذا تناقض لا يحدث قط إلا في تبادلات المنافع الشخصية، إذ عون مدين للمرشد خامئني بوصوله إلى قصر بعبدا، و«كفى». إيران…

دبي «الباسلة».. هزيمة المحال..!

الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣

بدأت دبي بتقديم عروضها للفوز باستضافة معرض «اكسبو 2020» الذي يمثل منصة مهمة لمعالجة قضايا وتحديات النوع البشري وكل أنواع الأحياء الأخرى في همومها الكونية. وتواجه دبي منافسة أربع مدن هي (حسب الترتيب الأبجدي العربي): إزمير التركية، وإيكاترينبرج (روسيا) وأيوتهايا (تايلند)، وساو باولو (البرازيل). كيف لدبي المدينة الناشئة أن تواجه هذه المدن ذات الأسماء الرنانة وحفرت أسماءها أخاديد في التاريخ وما قبل التاريخ.. سنعرف المفارقة، والبصمة السرية السحرية، فقط حينما نتخيل أن دبي تقدمت لاستضافة المعرض قبل 50 عاماً فقط.. ماذا ستكون عليه الحال..؟ ستصبح دبي نكتة المواسم والمنتديات لو فعلت ذلك، أيام العوز والكفاف والعزلة، إذ كانت قرية تنتظر أن يعود الصيادون بعشاءات الأطفال الغرثى الكسيري الخواطر. وما كان سيدور بخلد حاكمها الفذ، آنذاك، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أن يرمي بدبي في تيه المقامرات وأبعد من الدرواز، لتنافس أي مدينة أخرى، بما في ذلك مدن مجاورة. لأن دبي كانت مدينة ـ قرية تترعرع، في فضاء قاحل وموحش، يعافر سكانها الغبار وصبوخ البحر، وليس لها من قوة حضور إلا قبس من ومضات الضياء الحالمة في ذهن حاكمها الذي لم يكن يملك أية موارد مهمة ولا مقومات يعول عليها لتحقيق حلم يعتد به. ولكن الأمير الفذ أمسك بقبس الومضة، ومزجه بروح متطلعة كي يكون نوراً وضياء. ثم حول الضياء…