ناصر الصرامي
ناصر الصرامي
إعلامي سعودي وكاتب صحفي

إنها «الحرب العالمية» المفتوحة على الإرهاب!

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٤

داعش تنظيم لا يختلف فكريا عن القاعدة تماما لكنه الاشرس والاكثر تمويلاً ونفوذا ،وقد يكون الاكثر قدرة على التجنيد من المشرق الى المغرب وعلى امتداد الارض، صحيح ان جل ان لم يكن غالبية المتلحقين به من الغرب اصحاب اصول اسلامية أو عربية بشكل أو باخر، لكن عمل التنظيم على استقطاب فئات عدة لم يتوقف، انها مرحلة تختلف عن كل المرحل التي سبقتها. ورغم الجهد الاعلامي الكبير المتتبع لهذه الجماعات والفاضح لمنهجها واهدافهاالخطرة على الامن والسلم الاجتماعي، كما خطره في تشويه ممنهج للاديان والقوميات، الا ان شراسته التي تكونت خلال قرون من تسويق الفكر الاحادي الاقصائي الذي يصل تدريجيا إلى حد التصفية الجسدية سيحتاج للكثير قبل ان يتضاءل تاثيرها أو يحاصر. سابقا كان هناك قوى ثورية وانفصالية في اكثر من بقعة من العالم الا انها انحصرت اليوم في مساحة محددة من هذا الكوكب، في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في المنطقة العربية والإسلامية تحديدا.! وهنا قوى متنازعة على النفوذ ظلت وستبقى تدعم العصابات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وتناور بها في سبيل تحقيق مكاسب سياسية والضعظ على حكومات عدة في دول العالم بما فيها دول عربية واسلامية لبسط نفوذها وهيمنتها ، وتوجيه البوصلة السياسية عنوة عبر هذه العصابات أو الجماعات المسلحة في الاتجاه الذي تريد، وتحقيق المزيد من النفوذ الجغرافي والسياسي والاقتصادي عبر دعم…

من شوَّه صورة الإسلام؟!

الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠١٤

مع كل هذا الذي يحدث في منطقتنا ومنها من إرهاب وقتل تحت راية «الجهاد» وباسم «الإسلام»، يكون السؤال في صيغة تبرير معلنة، عن حقيقة تشويه الإسلام فعليا من قبل من ينتمون وينسبون له في حالة تطرفهم القصوى التي تتجاوز أي معنى مقدس أو معتبر للإنسانية. الصور المتدفقة من الجماعات الإرهابية القتالية في الشام واليمن، كما تلك الصور التي ما زالت حاضرة في الذاكرة عن حفلات القتل الجماعي، والتفجيرات الرهيبة من قبل تنظيمات متطرفة جهادية من القاعدة وما تلاها، لا يمكن لها أن تقدم إلا صورة مشوهة للإسلام، في اكبر حملة تشويه تاريخية، في ظل وسائل اتصال حديثة ومباشرة تنقل الصور الرهيبة واللقطات العنيفة من قتل وجحيم لكل الكون. لذا سيكون السؤال المفتوح دائما، هل فعلا هؤلاء من يشوه الإسلام، وصورته العالمية، ومن المستفيد من هذا الكم المخيف من القتل والدم؟ الصورة أو المشهد لا يتوقف عند الجماعات التكفيرية الجهادية المتطرفة والمتعاطفين معها أو المبررين والمنظرين لها، لكنه يتجاوز ذلك إلى الأنظمة القمعية والقاتلة، ها هو عدد القتلى في سورية منذ اندلاع الثورة يصل إلى 200 ألف قتيل حتى الآن، فيما النظام يعلن بقاءه وتمسكه المنفرد بالسلطة غير مهتم بعدد القتلى والضحايا وحجم التدمير. قد يكون ما يحدث اليوم من تشويه تاريخي للإسلام مخزيا وكارثيا من قبل جماعات متطرفة إرهابية، لكن…

أشياء قد تبدو صغيرة لكنها.. «إرهابية»!

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

الموقف السعودي المعلن والثابت من الإرهاب وطوائفه واضح: ظاهرة الإرهاب هي أخطر التحدِّيات التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن، التي لم تعد محاربتها شأنًا محليًّا ينحصر في حدود دولة ما. السعوديَّة عانت كثيرًا من الإرهاب الذي ضرب مدنها وشوارعها وبعض منشآتها. ولأكثر من عقد لم تكن المواجهة اعتيادية لكنها ظلَّت قوية جدًا، شرسة جدًا، ومتشعبة أيضًا. إلا أن النجاحات الأمنيَّة الكبيرة في المواجهات المباشرة، كما الضربات الاستباقية للخلايا الإرهابيَّة استطاعت أن تحسم جزءًا مهمًا من معركتنا مع الإرهاب ونفوذه وتمويله ومشايخه ودعاته والمتعاطفين معه. آخر الجهد السعودي الكبير على مستويات الاستباقات الدوليَّة، تمثل في دعم المملكة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بمبلغ 100 مليون دولار، عبر الأمم المتحدة قدم للأمين العام للمنظمة الأممية. صحيح أن الحرب ستستمر طويلاً لتجفيف المنابع الفكرية ومصادر التمويل المادِّية، عبر جبهات عدَّة يتداخل فيها الأمني بالإعلامي والثقافي والفكري وحتى السياسي. لكن لنركز الآن على أشيائنا الصغيرة، أو التي تبدو كذلك لكنها خطرة ومؤثِّرة جدًا في التأسيس للفكر المتطرف، الذي من شأنه أن يقود - بشكل مباشر أو غير مباشر- إلى صناعة إرهابيين! أحادية الفكر.. سواء أكان فكرًا مستندًا على خلفية دينية أو أيدلوجية هو في الغالب من يصنع القوالب الجاهزة باتجاه واحد، حين يكون الاجتهاد الديني -مثلاً- وحيدًا غير قابل للاختلاف والتفاوت، يصبح التسامح متعذرًا…

لماذا السينما المرخصة أخطر من «إباحية تويتر»..؟!

الأحد ١٧ أغسطس ٢٠١٤

هناك جانب آخر لتويتر، هناك كم هائل من الحسابات الجنسية والتي تقدم عروضاً وصوراً وروابط مختلفة، لا توجد إحصائية تقديرية لحجم هذه الحسابات إلا أنها عديدة جداً ومتنوعة جداً وبكل لغات العالم. تقريباً بما فيها العربية!.. قرأت تحذيرات في أكثر من مواقع أجنبية عن حجم تدفق المعلومات والصور الجنسية والإباحية عبر حسابات تويتر الوهمية والتجارية والمضللة والمستغلة للشهوة الإنسانية. التحذيرات موجهه للأسر تحديداً، وفي مقالات نشرتها صحف ومواقع غربية شملت تحذيرات من الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال، وتقديم مواد لا تعترف بالأعمار وفوارقها. محلياً لم نسمع داعية أو شيخاً أو طالب علم من نجوم تويتر المعروفين يحذر من ذلك، أو بدقة أكبر لم نسمع من الخطاب الديني ومشايخه المتصدين للجديد والمثير تحذيراً من تويتر وأخطاره، رغم تحذيراتهم وتحريمهم الدائم لكل منتج بشري جديد بدأ من الإذاعة والتلفزيون والبث الفضائي وحتى كاميرات الهواتف المتحركة التي بادروا إلى تحطيمها وتكسيرها. التحذير الوحيد هو أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قررت ملاحقة بعض حسابات موقع التواصل الاجتماعي تويتر التي تروج للإباحية والدعارة. لكن لتفهم الصورة أكبر، شاهد -مثلاً- موقفهم التقليدي الصلف والصلب وغير المفهوم من السينما تحريماً ومنعاً؟، فيما الهواتف الذكية توصلك اليوم إلى كل مخازن الأفلام العالمية دون رقابة أو رقيب. صحيح إن تويتر نفسه عصي على الرقابة والحجب بمحتوياته…

صناعة الإعلان السعودي … الولد الضال ..!

الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤

أحب أن أشبه دائما «الإعلان» بالبترول، نعم إنه بترول «الإعلام»، أهم المحركات القائمة الثقيلة والخفيفة التى تحرك حياتنا اليوم لا يمكن لها العمل دون نفط، كذلك الإعلام الناجح لايمكن له الاستمرار دون -نفطه- «الإعلان» هو محرك والموجه والطاقة ل «الإعلام». أجدنا صناعة الإعلام إلى حد معقول كسعوديين، لكننا لم نغص بعد في الأهم، لم نصل إلى عمق الثروة الحقيقية والمحرك النفاث، الإعلان. طبعا لا إحصائيات دقيقة عن حجم السوق أو حجم العاملين فيه، هناك أرقام متفاوتة، لكن الأكيد أن حجم السعوديين العاملين في هذا القطاع لا يكاد يذكر، وهو أمر يمكن أن ندركه بالعين المجردة دون حسابات معقدة. أما تقديرات إجمالي حجم سوق الإعلان في دول مجلس التعاون الخليجي فتصل إلى 8.4 مليار، و نصيب المملكة يصل 45 % من الكعكة. المتابع أو المتصفح للنسخ الورقية من الصحف السعودية يجد انها تتصدر المشهد، ولها نصيب الأسد من إعلانات الصحف الورقية العربية اليوم دون منازع.. إلا أن الاعلان التلفزيوني يبقى المتسيد، من الضروري الإشارة إلى أن العامل الرئيسي الذي ساعد على هذه الاستمرارية هو الفعاليات الرياضية محلية وإقليمية وعالمية..! والإعلان في المنطقة العربية يحتل المرتبة 12 في سوق الإعلان العالمي، وتدفعه أسواق المملكة بشكل خاص. لهذا الترتيب، وان كانت المملكة تحتل المرتبة الثانية عربيا بحجم سوق يصل إلى أكثر من 2…

القومية العربية الأخيرة .. الحل في دبي!

الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠١٤

القومية العربية أو العروبة هي الأيديولوجيا القومية، وتعتبر الأكثر شيوعا في فترة الستينيات والسبعينيات مـن القرن العشرين. ويؤمن القوميون العرب بالعروبة كنتيجة تراث مشترك من اللغة والثقافة والتاريخ، ولا تتقيد بعرق أو دين، وهي هدف معظم العرب وحلمهم القديم.. وإن اختلفت الصيغة! البدايات الأولى لوعي العرب بأنفسهم، كجماعة مختلفة عن غيرها، تعود إلى قرون سابقة على ظهور الإسلام، ورغم توزع سكان الجزيرة العربية إلى تجمعات متصارعة، إلاّ أن تهديد جيرانهم الأقوياء، من ثلاث جهات، جعلهم يشعرون بروابطهم المشتركة، ويتضامنون في رد محاولات الغزو ضدهم. أطراف جزيرة العرب، في ذلك الوقت كانت الأكثر استقراراً وتحضراً من العمق، وذلك بحكم قربها وتفاعلها مع جيرانها، ونشأت فيها ممالك، وإمارات عربية صغيرة مستقرة نسبياً. مثل المناذرة على الحدود مع فارس شرقا، والغساسنة عند حدود البيزنطة شمالا، وحمير وسبأ بالقرب من الحبشة جنوبا، وكانت بمثابة خطوط الدفاع الأولى في مواجهة الإمبراطوريات المجاورة. أول إرهاصات القومية العربية كانت بعد حملة محمد علي والتدخل الأوروبي. في البداية كانت مطالب القوميين العرب محدودة بالإصلاح داخل الدولة العثمانية، واستخدام أوسع للغة العربية في التعليم والإدارات المحلية، وإبقاء المجندين العرب في وقت السلم في خدمات محلية، ثم ارتفع سقف المطالب مع ثورة عام 1908 في الآستانة وبرنامج التتريك الذي فرضته حكومة لجنة الوحدة والترقي، والمعروفة بتركيا الشابة. في عام 1913…

الخدمة العسكرية الوطنية .. هل حان الوقت ..؟

الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤

التجنيد الإجباري هو طريقة لاختيار الرجال، -وفي بعض الأحيان النساء،- للخدمة العسكرية الإلزامية. ويسمى أيضًا التجنيد الإلزامي أو الخدمة الوطنية. ويتم التجنيد الإجباري بمجرد انتهاء الدراسة، فيخدم المجندون لمدة تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام. استخدمت كثير من الدول التجنيد الإجباري في وقت الحرب، وقد تستخدمه دول أثناء فترات السلم لدعم قواتها الوطنية، والاستفادة من طاقات الشباب في رفع مستوى تأهيلها العسكري الدفاعي، ودرجة الوعي الوطني والإحساس بالمشاركة في المسئولية. صحيح أن هناك دولا تخلت عنه بسب مثل أمريكا وأروبا لكن بعد أن بنت جيوش ردع قوية ولديها تفوق تصنيع عسكري ملحوظ، إضافة إلى طبيعة تركيبة الدولة- دولة المؤسسات- واكتمال بنائها، كما التحالفات العسكرية الدولية. مؤخرا اعتمدت حكومة دولة الإمارات العربية مشروع قانون للخدمة العسكرية الإلزامية. (بهدف تشكيل قوة دفاع وطني إضافية، لحماية الوطن وحفظ حدوده وحماية مقدراته ومكتسباته). وبموجبه يصبح على الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما أداء الخدمة العسكرية، فيما ستكون الخدمة العسكرية اختيارية بالنسبة للإناث، وستكون مدة الخدمة سنتين للحاصلين على مؤهل أقل من الثانوية العامة وتسعة أشهر للحاصلين على شهادة الثانوية العامة فأعلى. وكانت الحكومة القطرية أقرت مشروع قانون يقضي بإلزام الشباب من مواطني قطر بالخدمة الإلزامية في الجيش، وذلك لأول مرة في الدولة الخليجية، في شهر نوفمبر من عام 2013م. وترى بعض التحليلات…

مقال خاص .. لمهني استثنائي .. محمد أبا حسين .. الصحفي وأشياء أخرى!

الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤

رجل هادئ منكب طوال الوقت على أكوام من الورق بلا نهاية. كم هائل ومتدفق من الأخبار، والتقارير والتحقيقات الصحفية، يتولاها بلا توقف، قبل أن يدفع بها لتملأ صفحات جريدة اليوم التالي! يعمل على أصول المهنة وفي قلب مطبخها الصحفي، دون أن تغريه أضواؤها، رغم وصوله لمنصب نائب رئيس تحرير جريدة الرياض، ثم رئيس تحرير جريدة الجزيرة. عند دخولي الأول لجريدة الرياض صحفياً متعاوناً في مرحلة الدراسة الثانوية، وكنت قد اتصلت بالجريدة أسال عن كيفية الالتحاق بالنشر والكتابة، كان من حظ مكالمتي المتأخرة والمترددة -أيضاً- ذلك المساء أن حُوِّلت إلى رئيس التحرير المناوب! كان هو ذاته الأستاذ الصحفي محمد أبا حسين. وعلى الفور، وبعزيمة فاقت عزيمتي، طلب منى الحضور مساء اليوم التالي. وصلت قبل الموعد بساعة، أو ربما أكثر. ذهبتُ لمكتبه، لكنه لم يكن مكتباً؛ كان (دسك) طاولة مكتبية طويلة لتحرير الأخبار، يجتمع عليها المحررون من كل أقسام المحليات والاقتصاد ومديرو التحرير. لم يكن المدير المناوب قد وصل بعد. حينها التقيت الزميل سلطان البازعي، ومن هناك انطلقت مع الخبر والتحقيقات المحلية. كان ذلك بداية التسعينيات الميلادية (وتلك قصص سأتلوها في كتابي التالي عن تجربة شخصية في الإعلام السعودي داخلياً وخارجياً). خلال الأسبوع الأول التقيتُ الأستاذ محمد أبا حسين، مدير التحرير. عرفت ذلك لاحقاً! كان - وكما هو دائماً - هادئاً متواضعاً،…

هل تعود المملكة لعضوية مجلس الأمن..؟

الأحد ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣

الإشارة الأولى عمليا، جاءت عندما لم تلقِ المملكة كلمتها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام، تعبيراً عن اعتراضها على عجز المنظمة الدولية عن حل أي من القضايا التي تعرض عليها.. والتأكيد جاء بعد أن اعتذرت الحكومة السعودية عن قبول عضويتها بمجلس الأمن الدولي -أهم أجهزة المنظمة الأممية-، عقب انتخاب المملكة لشغل مقعد غير دائم فيه، والسبب إخفاق المجلس في التعامل مع قضايا المنطقة الراهنة، وحل القضية الفلسطينية والصراع في سورية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. ويعتبر اعتذار المملكة عن شغل مقعدها في مجلس الأمن خطوة مفاجئة وغير مسبوقة في تاريخ الهيئة الدولية. وكان السؤال الأكثر تداول دوليا ودبلوماسيا -أيضا-: ماذا يريدون (السعوديون) أن يقولوا..؟! ثم أصبح: هل سيؤثر الغضب السياسي السعودي على الأمم المتحدة..؟ هل يدفع مجلس الأمن إلى وضع مزيد من الضغوط لحل الصراع الدائر في سوريا؟، أو انتهاج سياسات أفضل للتعامل مع القضايا العالقة..؟ صحيح أن الرسالة السعودية أصبحت واضحة، إلا أن الرغبة لدول اختارت السعودية لهذه العضوية في هذه المرحلة تحديدا، هي الدعوة بإصرار للسعي في دعم إصلاح الجمعية الأممية من الداخل. الحقيقة أن المملكة ظلت وستبقى دولة مؤثرة في المشهد الدبلوماسي الدولي في نيويورك، ومن المهم أن نذكر هنا، أنها عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة، وشاركت في مؤتمر سان فرانسيسكو الذي تم…

دراسات إسرائيلية 1: وراء منطقة سايكس بيكو..!

الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣

في هذا المقال أستعرض وجهات نظر إسرائيلية عن المنطقة بتصرف، وهي حصيلة قراءات لعدد من الدراسات والمقالات، والغرض من ذلك التعرف على رؤية العدو الإسرائيلي ونظرته إلى التحولات والتطورات في المنطقة، فإلى بعض ما قرأت: “يتبدل المحيط الإستراتيجي الذي تعمل فيه إسرائيل، إلى درجة التهديد بانهيار أجزاء كبيرة من المنظومة التي اعتمدت سياستها عليها، مثل غياب أو خفوت أكثر اللاعبين ثقلا في العالم العربي، وحدها السعودية بقيت تعمل بإصرار على صد إيران، وهي قادرة على أن تكون معادلا لتركيا”. إن الضعف العربي الراهن أصبح على نحو غير متوقع مشكلة لإسرائيل! ويزيد احتكاكها بالقوى الإقليمية التي تحاول أن تُعمق تأثيرها في المنطقة. وعلى هذه الخلفية تصبح السعودية دولة قريبة جدا من قراءة الخريطة الإقليمية ووضع أدلة العمل الإستراتيجي. في الجانب الآخر تقرأ إيران الخريطة من جانبها، على أن الجهد السعودي لصدها يمتد من اليمن مرورا بالعراق ومصر، ثم إلى لبنان. وكانت اللحظة التي غيرت طبيعة الاحتكاك هي تدخل الرياض غير العادي والمباشر لحماية البحرين. كلما تدخلت إيران في حلبات أخرى أو عمقت تدخلها في حلبات قائمة اقتربت من “شد زائد”. إنتاج إيران الخام أقل من إنتاج الأرجنتين أو جنوب أفريقيا، وأي تدخل إقليمي بقدر واسع يُضر باقتصادها. إلا أن طريقة عمل إيران تعتمد على توابع من غير الدول، وعلى أنصار محليين،…

مؤامرة الإخوان على مصر والعرب!

الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣

الحقيقة أن التحذيرات بدأت مبكراً، والإرهاصات كانت أبكر بكثير، لكن الواضح أن الحزب الحاكم في جمهورية مصر العربية، حزب الحرية والعدالة الإخواني، فشل في تحقيق ما يشفع له أو يسمح بالتعاطف أو حتى الوقوف على الحياد من قبل الجمهور العادي، ناهيك عن رجال الفكر والسياسة والأحزاب والدين والإعلام والثقافة والفن والرياضة ليس في مصر العروبة فقط، بل في كل العالم العربي، لم يسبق أن أجمع الناس بهذا التنوع وبهذه الكثافة في معارضة حزب حاكم كما يحدث في مصر، وكم أشفق على الواجهة، أقصد الرئيس مرسي، أشفق عليه وله. وفيما مصر تواجه إخفاقات اقتصادية وسياسية وأمنية يتحدث الحزب الحاكم عن مؤامرة تحاك ضده، بحيث يوسم كل كشف أو نقد أو فكاهة أو سخرية على الواقع، أو مطالب أو معارضة بأنها جزء من مؤامرة وأصابع خارجية وداخلية. هذا التفسير العاجز يؤكد أن الإخوان أضعف من كل التحديات، بل أقل قدرة على استيعاب الواقع، بعد أن فقدوا كل الفرص التي منحت لهم، وخاب ظن من صدق الوعود الإخوانية التي لم يتحقق منها حتى الحد الأدنى، حتى الميزة الوحيدة التي تميز بها الخطاب الإخواني الفصيح الرنان الكاذب، فصاحة الخطابة واللغة، ذهب بريقها ومفعوله عند دخوله في جزئيات تثبت انفصاله، انفصال لا يختلف كثيراً عن الخطابات الثلاثة الأخيرة للرئيس السابق حسني مبارك، الاختلاف الوحيد أن…

واجب الدولة أن تتنصت على المواطنين!

الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣

الدولة التي لا تدعم سطوة وقوة التقنية وتمنحها حجم نفوذ هائل لأمنها وسلامتها أو تدعي أنها لا تراقب هي إما تعبر عن غبائها أو تستخف..! مرة أخرى، إنه عصر المعلومات الأخاذ وفي كل اتجاه تتدفق المعلومات بدقائقها إلى وعبر خوادم متصلة لم تعد تحذف أي شيء بما فيها تغريدتك التي كتبتها من أول يوم إلى ما قبل قراءة هذا المقال وبعده، وبريدك الإلكتروني طوال السنوات الماضية كل شيء باق للأبد حتى بعد اعتقادك أنك مسحتها نهائيا! من بين المواقف التي قد تصدم المدافعين- الطيبين- عن الحريات في العالم، اتفاق معظم أعضاء الكونجرس الأمريكي على برنامج حكومي للتنصت على المواطنين. معظم أعضاء الكونجرس الأمريكي بما فيهم أولئك الذين ينتقدون أوباما باستمرار ساندوه بعد أن كشفت تقارير أن الحكومة تنفذ عمليات تجسس واسعة النطاق على اتصالات الأمريكيين وأنشطتهم على الإنترنت..! إلا أن عدداً قليلاً من أعضاء الكونجرس دعا لإجراء تحقيقات أو عقد جلسات مغلقة عقب الكشف عن أنشطة التنصت وتقدمت مجموعة صغيرة بمشروع قانون يهدف “لوقف تنصت وكالة الأمن الوطني على مواطني الولايات المتحدة”. لكن حتى في المعارضين لبرامج التنصت الاختلاف ليس حول وقف كلي للتنصت وإنما في مشكلة تحقيق توازن بين حماية الشعب الأمريكي وحماية الحريات، حيث يبقى الاعتقاد أن هذه البرامج أنقذت أرواحا، وحفظت الأمن ضد عمليات إرهابية محتملة وغيرها!…