يوسف القبلان
يوسف القبلان
كاتب سعودي

المدير المبتسم المتواضع

السبت ١٠ يوليو ٢٠٢١

كان يتجول على أقسام الشركة، يسلم على الموظفين، يتحدث معهم، يبتسم لهم، يمازحهم، يشيد بإنجازاتهم ويفتخر بهم أمام الآخرين. هذا مدير تنفيذي يمر على فريق العمل من دون رسميات، ومن دون شكليات، لباس عملي ومظهر بسيط لا يتميز به عن الآخرين. هذا المدير الذي وصل إلى منصبه بتأهيله العلمي المميز وخبرته العملية الناجحة يتعامل مع الموظفين بتواضع، هو زميل وصديق للجميع. يفعل ذلك لأنه واثق من نفسه، ولأنه يدرك أن بيئة العمل الإنسانية هي البيئة المنتجة للسعادة المهنية للفرد، والتي تنعكس إيجابياً لمصلحة الشركة. هذا المدير المبتسم المتواضع صديق الجميع هل يتنازل أو يجامل في موضوع معايير الأداء والإنتاجية والقيم الأخلاقية والمهنية؟ أبداً، وهذا هو التحدي والنمط القيادي الذي يجمع بين المهنية والجانب الإنساني، هو يوجد بيئة عمل يسودها الاحترام والتعامل الإنساني الراقي وفي الوقت نفسه هي بيئة تطبق المعايير المهنية العالية التي يخضع لها الجميع. حقوق وواجبات وتوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المنظمة. بيئة تجعل المنظمة (شركة، مؤسسة، هيئة.. إلخ) كأنها أسرة يربط بين أفرادها الحب والتعاون لتأمين احتياجات الأسرة وأمنها ومستقبلها. القيادة التربوية للأسرة والحب والعواطف والرعاية لا تسمح بالتنازل عن ما يخل بأمن الأسرة ومبادئها. في بيئة العمل التي يقودها قيادي متواضع ينسب الإنجاز إلى صاحبه، ويقدر المنجز مهما كان مستواه الوظيفي أو طبيعة عمله. هذا المدير…

أين التسامح؟

الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١

العملية الإرهابية التي نفذها شاب كندي بقتل عائلة مسلمة دهساً بشاحنة في مدينة لندن الكندية أدت إلى مقتل 4 من أفراد العائلة، والخامس مصاب بجروح خطيرة. بعد هذه الجريمة البشعة، تساءلت، أين التسامح؟ هذا السلوك الإرهابي الذي لا دين له ولا جنسية ولا انتماء، هذا السلوك المنفلت المتطرف هو نتيجة عمليات غسيل عقول مستمرة تدعمها منظمات إرهابية تتلقى التمويل من جهات أو دول لها أجنداتها الخاصة التي لا علاقة لها بمبادئ التسامح والتعايش والأمن والسلام للجميع. السلوك الإرهابي لم يولد مع الإنسان، هو صناعة في معامل التطرف والتعصب والعنصرية. هو ترجمة لفكر منفصل عن الواقع يقود إلى قتل الأبرياء، هو تدمير وتفجير وتخريب للعقول قبل أن يصل إلى قتل الإنسان أو تفجير المباني، هو سلوك يعبر عن الجهل والعجز، وفشل المؤسسات التعليمية والفكرية والإعلامية في اتخاذ مواقف جادة وعملية ومستمرة في مكافحة التطرف والإرهاب. قلت في مقال سابق عن التسامح إن الإنسان يصر على وضع نفسه في قفص الاتهام متهماً بالعنصرية والتطرف الفكري وإشعال الحروب وانتهاك حقوق الإنسان، يتذكر كل عام يوم الحب ويوم التسامح ويوم السلام وكأنه يعاقب نفسه لأنه يبتعد عن الحب والتسامح والسلام رغم الاحتفاء والاحتفال بتلك الأيام بمواعيد محددة لا يمكن أن ينساها. اليوم أضيف إلى ما سبق أن الإنسان الذي يرتبط بتلك الأيام بذاكرة قوية،…

عندما تغيب الحكمة

الأربعاء ٢٦ مايو ٢٠٢١

يختبر الإنسان نفسه في المواقف التي تتطلب الحكمة والسيطرة على الانفعالات وحالة الغضب، كما يختبر الإنسان نفسه في الانضباط والقدرة على مقاومة المغريات وقول (لا)، وهو يود أن يقول (نعم). عندما تغيب الحكمة ويسيطر الغضب، يتشاجر شخصان مثلا منافسة على موقف للسيارة ينتهي بقتل أحدهما.!، ويدخل شخص إلى السجن لأنه اختار تطبيق القانون بنفسه بدلا من المحاكم. يقال إن الصبر هو رفيق الحكمة، هناك من يخالف القانون لأنه غير قادر على ممارسة الصبر مثل من يتجاوز إشارة المرور الحمراء لأنه تأخر على العمل.! فيتسبب بوقوع حادث يضر به ويضر الآخرين. أليس الأفضل أن يتأخر خمس دقائق عن العمل من البقاء في المستشفى لمدة شهر؟ أليست الإنتاجية هي معيار تقييم الأداء وليس الحضور والانصراف؟ الحكمة في مواقف كثيرة تتطلب الإرادة. عندما تغيب الحكمة تضعف الإرادة، ويستسلم الإنسان لممارسات خاطئة أو غير أخلاقية، يستسلم للغضب أو العناد أو التكبر أو التنمر أو العنف الأسري أو الفساد الإداري أو العنصرية أو خيانة الوطن، أو الكذب أو غير ذلك من الممارسات السيئة التي يستمر الإنسان في ممارستها لأنه يفتقد للحكمة والإرادة، ضعف الإرادة هو الذي جعل أحدهم يقول: كل الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي كانت في وقت أردت فيه أن أقول لا، ولكني قلت نعم. من الأقوال المعبرة عن الحكمة قول أحدهم: إن فن…

تطوير التنظيم الإداري

السبت ٢٢ مايو ٢٠٢١

قرأت مؤخراً اقتراحاً يتعلق بقضية توطين الوظائف يطالب صاحبه بإنشاء وزارة للتوطين. هذا النوع من المقترحات يتكرر في كثير من القضايا وهو في نظر البعض حل جاهز ومضمون النجاح. كيف نقترح وزارة للتوطين مع وجود وزارة تقوم بهذه المسؤولية وهي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؟ الأجهزة الإدارية حين لا تتمكن من تحقيق الإنجازات أو حل المشكلات فهذا لا يعني أن المهام والمسؤوليات ليس لها مظلة إدارية، لكن قد يعني أن العمل لا يتم بالطريقة المناسبة. في هذه الحالة يأتي التطوير من داخل الأجهزة بمراجعة الأداء وأساليب العمل، وتقييم الخطط التنفيذية، أو استقطاب قيادات جديدة. الأجهزة الإدارية التي تنجح بامتياز في تحقيق الأهداف وتتطور بصفة مستمرة وتتعدى خط التطور إلى ميدان الإبداع، هذه الأجهزة توفر لها قيادات لديها رؤية وقدرة على تشكيل فرق عمل ذات كفاءة عالية، ومهارات قيادية في التحفيز والتواصل واتخاذ القرارات. الأجهزة التي تتعثر وتقصر في أداء مسؤولياتها يمكن أن تنهض وتتطور بقيادات جديدة وفكر إداري مختلف يتفق مع المستجدات والاحتياجات المتغيرة. نعم قد يكون أحد الحلول إنشاء جهاز جديد، أو دمج جهاز مع جهاز ولكنه ليس الحل المناسب في كل الظروف. القرارات التنظيمية تنطلق من دراسات وتقييم وأسس، وليست بالضرورة لحل مشكلات وإنما لظروف تتعلق بتغيير الأهداف والمهام. يتميز التنظيم الجيد بوضوح الأهداف والمسؤوليات وعدم تداخل الاختصاصات…

القيادة بالممارسة

السبت ٠٨ مايو ٢٠٢١

تدل تجارب إدارية ناجحة أن كثيراً من القياديين المميزين مارسوا العمل الإداري في كل المستويات الوظيفية، تعرفوا بالممارسة على كافة الأعمال وكونوا نظرة شمولية عن المنظمة التي يعملون فيها وطبيعة عمل كل وظيفة. بعضهم مارس مهمة الحارس، وآخر قاد حافلة الشركة، وغيرهم مارسوا أعمال الصيانة والنظافة والمستودعات وغيرها. هذا الأسلوب يحقق عدة أهداف منها أن مشاركة الرئيس في أداء الأعمال مع الجميع تحقق الدعم المعنوي للجميع، وتعزز العلاقات الإنسانية، وتفيد الرئيس في أداء مسؤولياته القيادية. تجارب محلية ودولية لقياديين في قطاعات حكومية وخاصة بدأ أبطالها مسيرتهم المهنية من أولى درجات السلم مما أدى إلى تكوين معادلة عناصرها؛ الشغف، واكتساب الخبرة والصبر والإرادة، فكانت النتيجة تحقيق الارتقاء في درجات السلم حتى القمة رغم أن المؤهلات العلمية لبعضهم كانت عادية جداً، ولا يمكن القبول بها في هذا الزمن. الجانب الآخر في قصص نجاح تلك القيادات هو التواضع الناتج عن الثقة. القيادي الناجح متواضع، يتعامل مع الجميع كزملاء وأعضاء في أسرة واحدة، لكنه لا يجامل في مسؤوليات العمل، وفي تحقيق الأهداف بمستوى عالٍ من الأداء. القيادي الناجح مدرب بالفطرة، يوجه بالممارسة، ويدعم من يعمل معه بالثقة بهم وتحفيزهم والقيام بالأعمال المختلفة. وهو في هذا السلوك قدوة لهم. هذا النمط القيادي يفتح مسارات التألق للجميع ويسعى لنجاح الجميع، ويكتشف القيادات، ويبني المنظمات القابلة للاستمرار،…

نشاطات وليست إنجازات

الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠

أحد الأخطاء في تطبيق التفويض هو أن المدير أحيانا لا يستطيع أن يمنع نفسه من التدخل والقيام بالمهام التي فوضها فتحصل ازدواجية قد تعيق الإنجاز. كما أن هذا التدخل يتسبب في إيجاد حالة من الارتباك، كونه يتعارض مع مبدأ إداري مهم وهو وحدة الأمر وهو أن يتلقى المرؤوس الأوامر والتوجيه من مصدر واحد. ينشغل الموظفون بنشاطات مختلفة، وأفكار ومناقشات ويتضح في نهاية المطاف أن كل ما سبق يصنف كنشاطات تقضي على الوقت لكنها ليست إنجازات. سبب هذه المشكلة هو عدم تحديد الأولويات وترتيبها، وعدم إدارة الوقت بما يتفق مع تلك الأولويات. بالنسبة للمدير، أحد الحلول التي تساعده على إدارة الوقت هو التفويض. وهذا المبدأ يتضمن إيجابيات كثيرة منها استثمار القوى البشرية، وتدريبهم ودعم ثقتهم بأنفسهم، وتعزيز الانتماء والولاء.. وتنمية مهاراتهم وإكسابهم الخبرة وتهيئتهم لمستقبل مهني أفضل لهم وللمنظمة. أحد الأخطاء في تطبيق التفويض هو أن المدير أحيانا لا يستطيع أن يمنع نفسه من التدخل والقيام بالمهام التي فوضها فتحصل ازدواجية قد تعيق الإنجاز. كما أن هذا التدخل يتسبب في إيجاد حالة من الارتباك، كونه يتعارض مع مبدأ إداري مهم وهو وحدة الأمر وهو أن يتلقى المرؤوس الأوامر والتوجيه من مصدر واحد. أما انشغال الموظفين بما يعتقدون أنه إنجازات فالحل هو في وضوح المهام ووجود خطط تنفيذية واضحة المعالم من حيث…

انتخابات أم صراعات؟

الثلاثاء ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠

الانتخابات الرئاسية الأميركية شأن داخلي وعالمي في نفس الوقت، الحقيقة المؤكدة أن كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي تهمهما مصالح أميركا في المقام الأول والثاني والثالث والألف، ورغم أن القضايا الداخلية هي الأكثر تأثيراً في حسم الانتخابات، إلا أن متابعة هذه الانتخابات على مستوى العالم أمر طبيعي بحكم قوة أميركا ومكانتها وتأثيرها، ما حدث في الانتخابات الأخيرة غير مسبوق من حيث الانقسام والتشكيك في نزاهة الانتخابات. كانت أميركا قبل بدء الانتخابات الأخيرة تعيش أوضاعاً صعبة على المستوى السياسي والشعبي، جائحة كورونا وآثارها الإنسانية والاقتصادية، ومشكلة العنصرية، والطرح الإعلامي الذي كاد أن يتحول إلى حزب ينافس على الرئاسة، وقاد معركة شرسة بين أنصار الحزبين، تلك ظروف شكلت ضغوطاً على الشارع الأميركي وأدت الى تطرف حاد في الخطاب السياسي، والخطاب الإعلامي، وهي ظروف لا بد أنها أثرت على نتيجة الانتخابات، هذه النتيجة تعبر عن حالة الانقسام، حيث أعلنت إعلامياً بفوز ممثل الحزب الديموقراطي جو بايدن، لكنها لم تعلن رسمياً بسبب اعتراض الرئيس ترمب وتشكيكه في فرز الأصوات واللجوء إلى المحاكم للتحقيق ومن ثم إعلان النتيجة النهائية. السجال الكلامي الذي سبق الانتخابات بما في ذلك المناظرتين كان سجالاً بعيداً عن الموضوعية، وكان له تأثيره في تأجيج الشارع الأميركي، الرئيس ترمب القادم من خلفية غير سياسية كان حاداً في خطاباته وتغريداته ومؤتمراته الصحفية، وعدّ الإعلام ليس…

قصة ثقة مفقودة

الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠

لماذا يفقد الطفل الثقة بالنفس؟ لأن الخبرة التي مر بها في البيت مع أسرته خبرة مع أسلوب تربوي يبحث عن الأخطاء بالمجهر ويوبخه عليها، ويوجه الانتقاد إلى شخصية الطفل وليس إلى السلوك الخاطئ أو الأداء، أسلوب يطالب الطفل بالمستحيل وهو أن يكون بلا أخطاء! علماً أن الأخطاء هي إحدى الطرق المؤدية إلى التعلم، أسلوب تربوي يقارن الطفل بإخوانه ويلومه أمام أفراد الأسرة، ولا يعطيه فرصة للمشاركة بسبب عدم توفر الثقة. ضاعت ثقة طفل بنفسه لسنوات، تم البحث عنها في كل مكان، حالفها الحظ في الجامعة بأستاذ رائع وجدها ثم اكتشف صاحبها الذي يبحث عنها وهو أحد طلابه، قرر الأستاذ مع طالبه أن اليأس ممنوع وأن الثقة يجب أن تعود، بدأ الأستاذ مشواره مع الطالب لإعادة الثقة بوسائل متعددة منها اكتشاف نقاط قوته، ثم التكليف بالمهام والتشجيع والدعم ثم التقدير العلني على الإنجاز. كانت تلك بداية عودة الثقة التي ساعدته على التخرج من الجامعة في التخصص الذي رغب فيه، في الحياة العملية كان الشاب في بداية حياته العملية محظوظاً بمدير يبحث في الإنسان عن الإيجابيات ليدعمها، وعن قدراته لتنميتها، وعن مهاراته ليطورها، يعتقد هذا المدير أن كل إنسان لديه قدرات معينة، وأن علينا اكتشافها بصبر وقناعة بهذا المبدأ. الدعم يتطلب تصيد الإيجابيات، وتقديم تغذية راجعة عنها لصاحبها وخاصة في بداية الحياة…

حديث الحقائق

السبت ١٠ أكتوبر ٢٠٢٠

في الوقت المناسب وبعد سنين طويلة من سياسة الخداع والمتاجرة بقضية فلسطين والمزايدة والتخوين التي انتهجتها القيادات الفلسطينية، بعد عقود من المماطلات والكذب والشعارات الفارغة جاء حديث الأمير بندر بن سلطان بخبرته السياسية، وتجربته الثرية عن قضية فلسطين. مصدر يتمتع بالثقة والمصداقية ليسرد الوقائع التي تؤيدها الأحداث والمواقف الحقيقية التي شهدها بنفسه، وشهدها آخرون مازالوا أحياءً. لم يكن حديث الأمير كلاما مرسلا إنشائيا أو خطاب شعارات وعنتريات، وإنما هو حديث حقائق يشهد على مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة لقضية فلسطين منذ نشأتها وحتى الآن. إن أقرب وصف لحديث الأمير بندر هو أنه حديث الحقائق بعد أن انتشرت الأكاذيب والشعارات والمزايدات، تحدث عن الفرص المهدرة التي أضاعتها القيادات الفلسطينية لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، تطرق إلى حقائق ومواقف يعرفها قادة فلسطين ويعرفها العالم أجمع، يعرفون جيدا أن قضية فلسطين هي محور اللقاءات بين السعودية وأميركا، يعرفون أن المملكة سعت بكل صدق وجدية لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام. يعلمون أن المملكة دافعت عن قضيتهم في المحافل الدولية وكان لها دور مؤثر في التوصل إلى حل الدولتين، لكن القيادات الفلسطينية كانت تهدر الفرص وتكتفي بالشعارات والخطابات التي لا تحقق أي شيء على أرض الواقع. في حديث الحقائق قال الأمير بندر: "ما عندنا مزايدات وشعارات نبيعها للناس، إن مشكلتنا الوحيدة كانت باستمرار هي الصبر والصمت…

يا وطني

الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠

لوطني المملكة العربية السعودية مكانة وتاريخ وثقافة وإنجازات ومواقف ثابتة قوية رائعة ورائدة من القضايا العربية والإسلامية والعالمية. ومهما فعلت المملكة وقدمت وأنجزت، ومهما تفوقت فهي معرضة لحملات إعلامية ليس لها أي مبرر منطقي أو سياسي أو علمي أو إنساني إلا إذا كانوا يريدونها بلداً كاملاً وهذا لا يتوفر لأي بلد وأي بشر، أو يريدون منها أن تحل كافة أزمات العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. حملات تجيد قلب الحقائق وقذف الاتهامات ونشر الشائعات وإشعال الفتن، واستخدام الشعارات الخادعة المناقضة للواقع. إن لم تعمل السعودية على حل كافة أزمات العالم لوحدها فهي عرضة لهجمات إعلامية ممولة ممن اختاروا مواقف العداء، أو مواقف الحسد، أو مواقف الخيانة. كيف نتعامل نحن المواطنين مع تلك الحملات؟ هل نسمح لهم بجرنا إلى مستنقع لا يليق بمكانة وطننا. هل نهبط بوطننا إلى مستوى الشتائم واللغة الهابطة، هل نحقق لهم هذه الأهداف الدنيئة، أم نترك لغة الحقائق والأرقام والإنجازات تتحدث عبر قنوات إعلامية محترمة وعبر مواد ومحتويات توثيقية تحكي قصة ملحمة مميزة في العصر الحديث اسمها المملكة العربية السعودية. يا وطني الغالي، أنت رواية فريدة في مسيرة الأمم، أنت حالة كفاح وقيادة وتلاحم وإخلاص. أنت التنمية والعطاء والقوة، أنت الأمن والسلام والازدهار. لن نهبط بك إلى ساحة المعارك الكلامية، أنت أكبر من ذلك. الحقائق هي التي تتحدث، لغة…

عندما لا تحب عملك

الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠٢٠

كثيرة هي المؤشرات التي تشير إلى أن الموظف لا يحب عمله، منها ما يطرحه بطريقة طريفة كتاب (أحب مديري) من تأليف جين بيرت. من هذه المؤشرات الطريفة التي يتضمنها الكتاب: تقديم طلب تقاعد في سن الثلاثين. يتمنى الموظف لو أن له توءماً يشبهه تماماً حتى يذهب إلى عمله بدلاً منه بين وقت وآخر. اختيار الطريق الأصعب المؤدي إلى مقر العمل. يسأل الموظف مديره إذا كان من سياسة الشركة مكافأة السلوك الجيد بإجازة. تم توبيخ الموظف عدة مرات لأن عويله يزعج الموظفين الآخرين. أما المؤشرات الأخرى التي يمكن إضافتها فهي حسب رأينا: عدم الالتزام بساعات العمل. تأخير إنجاز المهام (التسويف). الإنجاز السريع غير الجيد بهدف التخلص من المهمة. تعمد المشاكسات مع زملاء العمل. كثرة طلب الإجازات. كثرة الشكاوى والانتقادات. كثرة الجدل مع المدير. التسبب في مشكلات بين زملاء العمل. يفرح بتجربة جرس إنذار الحريق. المؤشرات كثيرة وتختلف من شخص لآخر. المهم هو كيف نتعامل مع هذا السلوك؟ الخطوة الأولى هي الحوار المباشر معه للتعرف على أسباب عدم حبه لعمله، ثم التوصل معه إلى حلول هي بمثابة الفرصة له للتغيير. العلاقة السلبية بين الموظف وعمله لها أسباب كثيرة قد يكون أحدها أن الموظف بحاجة للتدريب كي يتقن العمل، أو لا يجد التعاون من الزملاء، أو ساعات العمل، أو أسلوب المدير، وغير ذلك…

خيمة الخيبة والمؤامرات

الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠

كانت أولوياته استضافة الخونة في خيمة الخيبة لتدبير المؤامرات ضد المملكة وقادتها، وضد دول عربية. كان طموحه أن يتزعم العالم العربي، ويتزعم أفريقيا، وربما صدق أنه من خلال خيمته وكتابه الأخضر يستطيع تزعم العالم لم تكن تجربة القذافي ناجحة في أي مجال لا في الداخل ولا في الخارج. كان مشتتاً غير مستقر التفكير، ليس لديه أولويات ولا مشروعات تنموية. فشل في أفكاره الوحدوية، فشل في شطحاته الإدارية ولجانه الثورية. فشل في صداقاته – إن كانت له صداقات – وفي عداواته وما أكثرها. فشل في قيادة ليبيا واستثمار ثرواتها في التنمية الداخلية وبناء دولة مؤسسات حديثة بدليل ما آلت إليه ليبيا بعد رحيله. فشل في التنظير والتطبيق في كل شيء، حتى البنية التحتية في ليبيا لم تكن متوافقة مع بلد نفطي. خذ مثلاً: في زيارة الملك خالد – يرحمه الله – إلى ليبيا عام 1980، كان الدكتور غازي القصيبي – يرحمه الله – أحد المرافقين ومن ذكرياته عنها ما يلي (نزل الملك في قصر الضيافة، وهو مبنى صغير قديم في أطراف بنغازي، ونزلنا نحن في الفندق الرئيسي في بنغازي وهو طلل تاريخي عاصر أكثر من حرب عالمية. كان التليفون لا يعمل. ولا توجد في الفندق خدمة للغرف. وفي المساء اكتشفنا أن المكيف معطل فاضطر كل واحد منا أن يسحب سريره وينام…