زبيدة آل صالح
زبيدة آل صالح
كاتبة إماراتية

بماذا ستملئ دلو غيرك؟

الثلاثاء ١١ أغسطس ٢٠٢٠

خاص لـ (هات بوست) شخص روتيني يقدس الروتين والنظام ، فاذا لم يستيقظ في نفس التوقيت كل يوم يُحِس كانه فقد دقيقة قيّمة من حياته، دقيقة لربما عادت اليه بفائدة ما. يكره العشوائية، يرى أن العشوائيين اشخاص لا فائدة مرجوة منهم، فقط وحدهم الروتينيين من لهم حق العيش والنضال في هذه الحياة. تجده يبسط اوراقه على مكتبة، ويناظر كل من يدخل القسم ويخرج، عيناه تطير على كل شاردة وواردة، يقتنص اي فرصه تعطيه مجالا للنقد الجارح، فهو يسمي نقده نقد بناء. نقده يستهدف الموظفين الجدد، و خاصة الخريجين الجدد، بهدف تقديم نصائح ذهبية من شخص موجود منذ زمن الديناصورات ولن يتزحزح من كرسيه حتى يتقاعد او ان يؤخذه الموت، الا ان الامنية الثانية لا تشغله في الفترة الاخيرة، لأنه على يقين بانه سيبقى لوقت التقاعد، وسيتم تكريمه على جهوده المبذولة، فهو في نظر نفسه الاجدر بلقب الموظف المثالي في قسمه، و لأنه فاز بلقب موظف الشهر عدة مرات، فهو يرى بانه يستحق ان توضع ميدالية ذهبيه على صدره ويتباهى امام زملائه، اللذين لا حول لهم ولا قوة. فصاحبنا الروتيني او صاحب النقد البناء على حد قوله، نموذج يتكرر علينا في كل مكان وزمان، قد تراه في العمل، ومنهم من اصحابك، في بيتك، وحتى في مكان عام التقيته بشكل عشوائي، شخص…