«جزراوي».. «عيناوي»!

آراء

يعرف الأصدقاء جهلي بكرة القدم وأنديتها ولاعبيها. لكنني أجد نفسي أحياناً وسط “المعمعة”! العام الماضي حضرت بالخطأ مباراة بين “الجزيرة” و”الوحدة” في أبوظبي. وكان حظي أن أجلس إلى جوار الصديق صقر غباش.

مرت ربع ساعة من المباراة قبل أن أعرف من هم لاعبو الجزيرة ومن هم لاعبو الوحدة. ظننت أن جاري سيجد عذراً لتغيير مكانه بعد أن أزعجته بأسئلتي: “بوغباش”: أيهما أقوى: الجزيرة أم الوحدة؟ “بوغباش”: كم عدد أندية أبوظبي؟ “بوغباش”: من سيفوز بالكأس؟

انتهت المباراة بفوز الجزيرة ورأيت الناس تهنئ الشيخ منصور بن زايد بالفوز فالتفت مرة أخرى لصقر غباش وسألت: “بوغباش”: لماذا يهنئون الشيخ منصور؟
فهمت المسألة وهنأت الشيخ، لكنني اعترفت له أنها المرة الأولى التي أحضر فيها مباراة لكرة القدم في الإمارات وما كنت أدري أنني كنت كمن يستعرض: أرأيت: أنا فأل خير عليكم يا الجزراويين!

تمرّ سنة وألتقي ثانية بالشيخ منصور لأخبره مازحاً أنني منذ تلك المباراة الشهيرة أصبحت “جزراوياً”. وكم كنت محظوظاً أنه لم يسألني أن أُسمي لاعباً واحداً من الجزيرة، خاصة أن صديقي “بوغباش” لم يكن حولي! وحينما فاز “العين” قبل أيام على “الجزيرة”، احترت: هل أزعل على خسارة الجزيرة وقد أعلنت أمام أحد كبار داعميه أنني “جزراوياً”، أم أفرح لأن “العين” فاز وهو النادي الذي أحد نجومه ابن العم ياسر؟ وهنا قررت الحياد. فقاعدة “سكن تسلم” مفيدة أيضاً في مثل هذا المأزق!

غير أنني أهنئ متابعي كرة القدم على حماسهم لمتابعة مبارياتها في هذا الجو المشحون بأخبار الدمار من حولنا. حاولت الهرب من أخبار الموت في منطقتنا فقلبت القنوات، من الرياضة إلى الفن، فأعود بعد دقائق لنشرات الأخبار التي شيّبت رأسي وطردت النوم من عيني.

“بوغباش”: هل يمكنني أن أكون “جزراوياً” و”عيناوياً” في ذات الوقت؟ لم لا؟

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٥٠) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠٢-٠٥-٢٠١٢)