حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

أوباما لبشار: ويحلها الحلال

آراء

لكي يثبت الديموقراطيون للشعوب المتخلفة والأنظمة المستبدة أنهم يحتكمون في النهاية إلى رأي الشعب، ها هو الرئيس أوباما يعلن أنه يملك القرار لتنفيذ ضربة عسكرية في سوريا، لكنه يسعى للحصول على موافقة ممثلي الشعب في الكونجرس لتنفيذ قراره، لأن أمريكا ستكون أقوى في هذه الحالة، وأكد أنه في سبيل ذلك فليس مهما أن تكون الضربة يوم غد أو بعد أسبوع أو حتى بعد شهر.

يا حلاوتك ــ يا فخامة الرئيس ــ فأنت قد أقمت القيامة منذ مساء الأربعاء وجعلت العالم يحسب الدقائق بعد تصريحك بعزمك على استخدام القوة التأديبية لردع نظام بشار عن استخدام السلاح الكيماوي (وليس التقليدي)، مع أنك تعرف جيدا العقبات التي قد تعترض قرارك، سواء في مجلس الأمن أو على مستوى الكونجرس، أو في الدول الحليفة الكبرى كبريطانيا، والآن تخرج علينا ــ ببساطة متناهية ــ لتقول إن الضربة قد تحدث بعد يوم أو أسبوع أو شهر، إنك تذكرنا بحالنا في العالم العربي الذي لا حساب ولا أهمية للوقت فيه، بل تذكرنا بأغنية لأحد أشهر مطربينا اسمها «في يوم.. في شهر.. في سنة».

بكلامك هذا أنت تقول للعزيز بشار: لقد أكدنا لك أن الضرب لن تستهدف إسقاطك، والآن نؤكد لك أن لديك الوقت الكافي لترتيب أمورك كما تشاء لأننا ديموقراطيون جدا، ولن ننفذ قرارنا حتى يعود الكونجرس من إجازته ويناقش قرارنا ثم يبدي رأيه، ومن هنا إلى ذلك الحين يحلها الحلال يا بشار. وها هو أحد أقطاب السياسة في بلدك يختصر الانطباع الذي تولد لدى العالم نتيجة موقفك وتصريحاتك، إنه السيناتور جون ماكين ــ ما غيره ــ الذي يقول عنك «إنه الرئيس نفسه الذي كان يقول قبل سنتين أن على بشار الأسد أن يتنحى».

وعلى أي حال ــ يا فخامة الرئيس ــ فإن العجلة من الشيطان، وفي سبيل احترامك لمبادئ الديموقراطية والاحتكام إلى رأي الشعب، فلا بأس أن يجهز بشار الأسد على بقية الشعب السوري خلال المدة التي تنتظر فيه موافقة الكونجرس. كم نحترمك كثيرا ــ يا فخامة الرئيس ــ لأنك تعلمنا الحرص على الديموقراطية حتى لو كان ثمنها شعوبا بأكملها.

المصدر: عكاظ