سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

ابتسامة ( صلاح الدين )

آراء

عادة ماتستغرق رحلتي اليومية من البيت حتى مقر عملي في الإدارة العامة للجودة الشاملة الكائنة داخل مبنى القيادة العامة لشرطة دبي خمساً وأربعين دقيقة، قد يراها البعض طويلة نوعا ما، لكنها بالنسبة لي هي رحلة ممتعة عنوانها خلوة مع النفس مع صباح كل يوم جديد، وفوق هذا خططت لها بأن تكون مستغلة 100%.

الحكاية تبدأ وتنتهي في ثوان، بل هي لحظة، لكن أثرها عميق في النفس، بطلها الشرطي أول رقيب سير صلاح الدين، وهو من ينظم حركة دخول الموظفين عند مدخل الشارع الرئيسي المؤدي إلى الفرعي أمام مدخل القيادة صباح كل يوم. هذا المنظر نراه في أكثر من موقع، مع أكثر من رقيب سير، ولكن مايميز صلاح الدين ابتسامته وحركات يده التي دمجت بين السلام والسماح بالمسير، هذه الابتسامة هي سر تميزه ، فهي طاقة إيجابية له ولنا. أما الغريب في الموضوع فإنها ابتسامة تصدر تحت شمس حارقة ودرجة حرارة ورطوبة عالية، وأنا على يقين كامل بأن للطقس في بلادنا الحارة أثراً مباشراً على سلبية الكثير من تصرفاتنا اليومية.

صديقي الشاعر عبدالله الخياط عندما سألته عن معنى الابتسامة كان جوابه شعرا:

نور دروب الحزن يا باغي الخير *** خلف وراك إن رحت أحلى علامة

فرح قلوب ترتجي منك تغيير *** أهدي النفوس البائسات .. ابتسامة

أما الإمام سفيان ابن عيينة فيقول ” البشاشة مصيدة المودة ” وهي بالفعل كذلك، فكم من ابتسامة أصابتنا في مقتل ..!! وهناك بعيدا في ولاية كاليفورنيا، وفي الجامعة التي تحمل اسمها بالتحديد الدكتور مارك ستبيش يقول: ” ابتسامة بسيطة لكنها من القلب تجعل منك إيجابيا، وتخفف عنك الضغوط، والأجمل أن الابتسامة عبارة عن مرض معد جميل” فهو يضيف: ” حاول أن ترسم على محياك ابتسامة خفيفة كل يوم، لأن البعض من الناس يتأثرون بها إيجابيا، بل هي تنقلهم من حال كئيب إلى أخر سعيد”.

المغرد ياسر سعيد حارب كتب يوما على موقع تويتر: ” لايمكننا أن ننسى الوجوه التي تبتسم لنا كل صباح”، وكذلك هي ابتسامتك يا صلاح الدين هي تنعش أرواحنا وتكسوها سرورا، ويكفيك إشارة الحبيب إلى أن  من أدخل سروراً على قلب مسلم، كان حقا على الله أن يدخله الجنة .

 خاص لـ ( الهتلان بوست )